الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

فنانون وشعراء: مشاركاتنا الأولى باحتفالات اليوم الوطني ذكريات بأحرف النور

فنانون وشعراء: مشاركاتنا الأولى باحتفالات اليوم الوطني ذكريات بأحرف النور

استعاد مبدعون شعراء وفنانون إماراتيون ذكرياتهم خلال مشاركتهم الأولى في احتفالات اليوم الوطني، وذلك بمناسبة الذكرى الـ49 لقيام الاتحاد، المحفورة في ذهن كل مواطن إماراتي.

وأكدوا في تصريحات خاصة لـ"الرؤية" أنها كانت بمثابة مهمة وطنية وتجربة فنية يعتزون بها، ووسيلة عبروا من خلالها عن حبهم لوطنهم واعتزازهم بهذا الحدث الوطني وفخرهم بهذه المناسبة العظيمة، مشيرين إلى أنها لا تزال ماثلة في وجدانهم، كذكريات بأحرف من نور.



رسالة حب واعتزاز

وقال الشاعر ومؤلف الأغاني الوطنية عارف الخارجة لـ«الرؤية» عن ذكرياته مع أول مشاركة له في احتفالات اليوم الوطني: مناسبة عزيزة على قلبي فمن يكتب للوطن يكتب للحياة والانتماء والعزة، والوطن أكبر من كل كلام وخيال ومهما حاولنا أن نفيَهُ حقه نظل مقصرّين.

وتابع: بدايتي في الكتابة قديمة، ولكن أول عمل وطني نال بعض الانتشار كان أنشودة (الاتحاد أنا فداك) عندما كنت طالباً في القاهرة، وكان ذلك في عام 1977م.

وعن تفاصيل هذه الذكرى، ذكر الخارجة أنه «عرض النصَّ على الموسيقار الإماراتي عيد الفرج الذي وضع له لحناً حماسياً وغناه طلبة الإمارات في القاهرة، وكانت كلماته (الاتحاد أنا فداكْ.. قد شبّ في قلبي هواكْ.. غنّيتُ صبحاً في حماكْ.. وتلوتُ آياتي هناكْ).

وأضاف أنه «يعتبر هذه بدايته الحقيقية، حيث كان يعتقد أن هذا العمل سينتهي بانتهاء عرضه، ولكنه وبمحض الصدفة فوجئ في عام 1994م بعرض النشيد في تلفزيون الشارقة بمصاحبة استعراض تعبيري لطلاب المدارس، والتي كانت بمثابة انطلاقة خير، حيث توالت بعد ذلك الأعمال الفنية وانتقل من أناشيدَ فرديةٍ إلى أعمالٍ استعراضية ضخمة تتمثل في أوبريتات وزارة التربية والتعليم، والتي يستغرق عرضها أكثر من ساعتين، والتي كان يحضرها كبار المسؤولين في الدولة على رأسهم المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه.

وأكد الخارجة أنه «لا ينتظر اليوم الوطني لكي يكتب في حبه للوطن واعتزازه به، ولكنه يكتب في أي وقت وأي مكان لأن الوطن ليس مناسبة مرتبطة بيوم معين أو جغرافية معينة، هو مناسبة مفتوحة فهو الروح والحلم والمزاج».





مهمة وطنية

وعن ذكرياته مع أول تجربة فنية للاحتفال باليوم الوطني الإماراتي، قال الملحن إبراهيم جمعة إن «كافة تفاصيل هذه الذكرى محفورة في ذهنه وقلبه خاصة أنه كان من الأعوام الثلاثة الأولى للاحتفال بهذه الذكرى الوطنية العظيمة، فكانت مشاركته بمثابة مهمة وطنية ومسؤولية ألقيت على عاتقه، وكانت على مسرح الإعلام القديم في العاصمة أبوظبي 1974 بحضور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، ووزير الدفاع السوري الراحل مصطفى طلاس مع الفرقة الموسيقية التابعة للإذاعة والتلفزيون بوزارة الإعلام والثقافة بقيادة الموسيقار الكبير عيد الفرج، مقدماً ألحاناً لمطربي الإمارات».

وأوضح جمعة أن «الأيام التحضيرية قبل العرض النهائي كانت ذكريات جميلة ساعات النهار والليل بين البروفات والفرقة الموسيقية، وفرحة المناسبة تملأ القلوب حماسة، فالكل يحاول أن يقدم أفضل ما عنده، ونجح الجميع في مهمته بإخراج هذا الحفل في أبهى صوره، وبشكل يليق بهذه المناسبة المجيدة، فقدم مجموعة من الأغاني الوطنية من كلماته وألحانه وكذلك ألحان الموسيقار عيد الفرج، وكان يكفي الجميع نظرة السعادة والابتسامة التي كانت تملأ وجه باني الدار خلال ساعات الاحتفال».





شهادة ولاء وانتماء

أكد الشاعر سالم سيف الخالدي أن «مشاركة أبناء الفن في احتفالات اليوم الوطني هي بمثابة شهادة حب وانتماء وولاء لهذا الوطن، ومناسبة تجتمع بها القلوب، وتتلاقى الأرواح، لتنسج من مكنون الحب روائع وملاحم من طراز فريد، يعانق فيها المبدعون الوطن، ويستلهمون من ألوان العلم حكايات تستحق أن تُروى.

ويتابع: في اليوم الوطني لدولة الإمارات من كل عام، تتهادى إبداعات فنية كثيرة، يتربع على عرشها الأوبريت الغنائي، ليوصل رسائل وفاء وانتماء خالصة، يرافقه المسرح الذي نبعت من أرضه أجمل القصص، فروى حكاية الاتحاد منذ البداية، مشعلاً في نهاية العرض أملاً لا ينطفئ.

وأكد الخالدي أن «الأغنيات الوطنية هي وسيلة فناني الإمارات التي يواصلون من خلالها حكاية الوفاء، ليعزف الفنانون والمبدعون على وقعها أجمل المشاعر، وأنه يفخر بمسيرته الطويلة المليئة بالأوبريتات الوطنية التي شارك بها لإسعاد أبناء الوطن في هذه المناسبة والتي كان منها أوبريت ولاء وانتماء».





سرد قصة وطن

وعن ذكرياتها مع أول مشاركة ثقافية لها في احتفالات اليوم الوطني، قالت الكاتبة والشاعرة صالحة غابش إنها «شاركت في أمسيات شعرية عدة في المؤسسات الثقافية والاجتماعية، وحتى خارج الدولة من خلال تنظيم السفارات للفعاليات الوطنية وحضورها بها».

وتابعت: أجمل المشاركات هي العروض المسرحية الغنائية التي قامت بتأليفها بمناسبة اليوم الوطني لمسرح العائلة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، والتي حظيت بحضور رائع وتفاعل أروع من الجمهور وهم يرفعون أعلام الإمارات، ويرددون معها الأناشيد والأهازيج والأغاني».

وذكرت غابش أن «آخر عمل تم إنتاجه كان مشاركاً فيه الفنان سيف الغانم، والفنان فايز السعيد الذي أهدى العرض لحنا قام بغنائه، حيث وقف الفنانان الكبيران بين مجموعة من الممثلين الهواة ليحملا معهم رسالة وطنية مؤثرة، وبالطبع فإن الوصول إلى فكرة عمل فني جيد تحتاج للكثير من الوقت».

وأشارت إلى أن «تنفيذ فكرة العمل الفني وتحويلها كنص يتطلب وضع الأساس لكل ما يتعلق بالعرض من شخصيات وديكور وإضاءة وموسيقى وغيرها، خاصة وأنها تسعى لأن تصل الغاية من العرض في تأصيل الانتماء الوطني وتجديد حب الوطن باستدعاء الذاكرة لبداية قيام الدولة وصولاً إلى ما تحقق من إنجاز يحكي عنه العالم».