الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

من أديسون إلى روزفلت والمعري لطه حسين.. أصحاب همم كتبوا التاريخ وغيروا العالم

أيهما الأكثر إلهاماً: هل هو الشخص الذي ينجز شيئاً تحلم بإنجازه؟ أو شخص يتغلب على عقبات عظيمة لينجح رغم كل التحديات التي تواجهه؟.. ربما الإجابة: الاثنان!

في الفن والرياضة والسياسة والموسيقى والعلم، هناك أناس عاشوا حياتهم على امتدادها، ونجحوا وتفوقوا ولم يستسلموا لأية إعاقة، وأثبتوا صحة مقولة فرانكلين روزفلت «الرجال ليسوا سجناء مصيرهم، بل سجناء عقولهم».

هؤلاء الجالسون على مقعد متحرك، لم يعتبروه مقيداً لحركتهم، بل استثمروه للانطلاق إلى الآفاق التي يريدون الوصول إليها.

لم يركز هؤلاء الناجحون على ما أخذته منهم الحياة، بل ما تقدمه لهم الحياة.. وبمناسبة اليوم العالمي للإعاقة الذي يحتفل به العالم في الثالث من ديسمبر كل عام، هنا عدد من أصحاب الهمم الذين تكوا بصمة لا تخطئها العين:



ريشة الإصرار

أصبحت ملامح فريدا كاهلو المعبرة والمميزة أيقونة في العالم، يعشقها الملايين ويبجلونها رغم أنها تخلو من مقاييس الجمال الشائعة. ولكن تلك الرسامة المكسيكية الشهيرة التي ولدت في عام 1907، كانت مصابة بشلل الأطفال، وإعاقة أخرى في ساقها، ومع ذلك تغلبت على معاناتها وغدر الزوج بورقة وريشة ورسمت مصيرها بيديها في عدد من أروع اللوحات الفنية التي خلدتها.



في حين لم تقف الإعاقة في طريق الرسام الإسباني العالمي فرانشيسكو جويا المولود عام 1746 وكان مصاباً بالصمم، ومع ذلك أبدع عدداً من أعظم اللوحات الفنية في العالم.



أنغام تسمع وترى

هناك مطربون وموسيقيون لم تنجح الإعاقة في أن تنال من مواهبهم ومنهم: الملحن المصري العبقري سيد مكاوي صاحب الليلة الكبيرة والمسحراتي.

عمار الشريعي، ولد كفيفاً ولكنه درس الموسيقى والعزف وأثبت موهبته الفنية الكبيرة، وترك مئات المؤلفات الموسيقية الشهيرة.

فيما حرك لودفيج فان بيتهوفن، مشاعر العالم بموسيقاه وأنغامه، وأثار عاطفة الملايين رغم إصابته بالصمم!





أما الشاعر والمغني والملحن الأمريكي ستيفن وندر الذي ولد كفيفاً ومع ذلك صار من أشهر المطربين في العالم.

في حين باع أندريا بوتشيللي، المغني والمؤلف الموسيقي والموزع الإيطالي الأصل، أكثر من 75 مليون نسخة. وحقق كل هذا النجاح وخلد اسمه رغم أنه ولد وهو يعاني من عمى جزئي، تحول إلى فقدان كلي للبصر وهو في الـ12 من عمره، وبدلاً من أن يندب حظه، ركز على موهبته في الغناء والموسيقى وأصبح من أشهر المطربين والملحنين الأوبراليين في العالم.

أما البحار البرتغالي ماجلان فكان مصاباً بعرج شديد، ولكنه نظم عدة رحلات في القرن الـ16، وكان أول بحار يجوب الكرة الأرضية ويكتشف كروية الأرض.



الإحساس بالفن

الممثل روبن ويليامز كان يعاني من مرض فرط الحركة ونقص الانتباه وهو طفل، وعندما كبر أصيب بمرض باركنسون، لذلك لم يكن يرفض أي دور يتعلق بمساعدة المرضى أو تسليط الضوء على معاناتهم أو تقدم الطب.

في حين كان الممثل الأمريكي مايكل فوكس، مصاباً بداء باركنسون، ورغم ذلك أصبح نجماً في السينما والتلفزيون.

ورغم أن سارة برنار والتي تعتبر أعظم ممثلات فرنسا وأسطورة الدراما، كانت تعاني من إصابة في الركبة، وتعرضت لعملية بتر ساقها في عام 1914، إلا أنها ذلك ظلت تمثل وتتألق على خشبة المسرح حتى وفاتها.





في حين يعاني دانييل رادكليف، الممثل المحبوب الذي جسد شخصية هاري بوتر، من إعاقة عصبية تسببت في إصابته بعسر القراءة، ومع ذلك أصبح من أشهر ممثلي هوليوود.

فيما يعتبر الكثير كريستوفر ريف أشهر من جسد شخصية سوبرمان على الشاشة، ورغم إصابته بشلل كامل بسبب سقوطه من ظهر الجواد، خصص حياته وثروته لأبحاث مرضى إصابات العمود الفقري، وأصبح ملهماً للملايين.

في حين لم يُعق إلتون جون الصرع من أن يصبح أيقونة للغناء في العالم، وأصدر أكثر من 30 ألبوماً غنائياً وبلغت مبيعات أغانيه أكثر من 300 مليون نسخة.

ولم يمنع الصرع أيضاً الممثل البريطاني ريك مايال من أن يصبح من أبرز نجوم الكوميديا في العالم.

وأصيب ستيفي وندر المغني وعازف البيانو الشهير بالعمى بعد ولادته مباشرة، ولكنه شق طريقه ورأى المستقبل والنجاح ببصيرته وإرادته.



سياسيون أصحاب همم

السياسي البريطاني ديفيد بلانكيت كفيف ويقرأ بطريقة برايل ويستعين بكلب مدرب في تنقله، حتى أصبح وزيراً للداخلية، وكان كلبه يلازمه في كل مؤتمراته الصحفية.

فيما لم يُعق الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، الشلل الذي أصيب به وهو في الـ39 من عمره، عن أن يصبح من أنجح رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تخرج من جامعة هارفارد الشهيرة ومارس النشاط السياسي بكفاءة واقتدار.





حروف الإرادة

الأديب والشاعر البريطاني الخالد جون ميلتون المولود في 1608، وصاحب قصيدة Paradise Lost أو الفردوس المفقود، فقد بصره وهو في الـ43 من عمره.

في حين لن يصدق الكثيرون أن أيقونة الرومانسية والشاعرية الشاعر البريطاني العظيم الذي ألهم الأجيال من بعده وما زال لورد بايرون، كان يعاني من تشوه شديد في قدميه.

ومن أصحاب الهمم الذين فقدوا البصر، الإمام الترمذي الذي كان كفيفاً، الأديب والشاعر الشهير أبو العلاء المعري «رهين المحبسين».





ويصف البعض هيلين كيلر بالمرأة المعجزة المولودة في عام 1880، حيث فقدت السمع والبصر قبل أن تكمل العامين من عمرها، ومع ذلك حصلت على شهادة البكالوريوس وأصبحت أديبة وكاتبة كبيرة وناشطة اجتماعية، ويحتفل الأمريكان بيوم ميلادها في كل عام منذ عام 1980.

فيما كان الأديب مصطفى صادق الرافعي، مصاباً بالصمم، ومع ذلك أصبح واحداً من أشهر الأدباء العرب، وهو مؤلف «نهج البلاغة» النظرات والعبرات، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية.

بالطبع يعتبر عميد الأدب العربي طه حسين واحداً من أشهر أصحاب الهمم، حيث فقد بصره بعمر 3 سنوات ولكنه أصبح أيقونة للإرادة، ترشح لجائزة نوبل، وأصبح وزيراً للمعارف.



بصمات خالدة

أصبح جون ناش، العالم العبقري في الرياضيات ملهم فيلم A Beautiful Mind أو عقل جميل، ورغم إصابته بانفصام حاد في الشخصية، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يصبح من أهم علماء الرياضيات في العالم، وتوج مجهوده بفوزه بجائزة نوبل في 1994.

أما عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هاو كنج الذي ولد عام 1942 فكان مصاباً بمرض «التصلب الجانبي الضموري»، له العديد من الأبحاث النظرية في علم الكون، وأصدر كتابه الشهير «تاريخ موجز للزمن» وخلدت هوليوود حياته في فيلم «نظرية كل شي».

فيما تفوق لويس برايل مخترع طريقة الكتابة للمكفوفين، المولود في فرنسا في 1852، في الموسيقى رغم أنه كان كفيفاً.

في حين لم تعق إصابة توماس أديسون بالصمم أو ضعف الذاكرة من أن يصبح من أشهر مخترعي العالم وهو الذي أنار حياتنا بالمصباح الكهربائي والفونوغراف، وأكثر من 1000 اختراع.



أما أسطورة كرة القدم ليونيل ميسي، فقد عانى من التوحد والتقزم أثناء طفولته، وقهر كل ذلك بموهبته الفذة في كرة القدم.

أما البطل الإيطالي ألكس زاناردي فكان ملء السمع والبصر في سباق السيارات، قبل أن يتعرض لحادث رهيب في عام 2001، أدى لبتر ساقيه، ولكن زاناردي لم يرفع الراية البيضاء، وبعد 3 سنوات عاد للحلبة مرة أخرى، وكسب 4 بطولات عالم للسيارات، قبل أن يركز على رياضة الدراجات المعدلة لأصحاب الهمم، ويفوز بثلاثة ميداليات في الألعاب البارالمبية.