الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الشيف عمر.. صاحب همة مغربي يهزم إعاقته بطبخة مميزة

مؤخراً، عينت منظمة اليونيسيف المغربي عمر عرشان (15 عاماً)، مناصراً أو سفيراً لحقوق الأطفال تقديراً لجهوده في نشر ثقافة حقوق الطفل.

قصة عمر ملهمة في التغلب على الظروف والإعاقة وتحقيق النجاح فقد أصبح «الشيف عمر»، أصغر «بُودْكَاسْتْرْ» مغربي في مجال الطبخ، وتحقق الفيديوهات التي ينشرها على «يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحضر أكلات مغربية وأخرى أجنبية، آلاف المشاهدات.

نجاح عمر لم يلفت فقط انتباه المغاربة فقط، بل تجاوزه لينال اهتمام وسائل إعلام عالمية، وإعجاب السفير الأمريكي السابق في المغرب، دوايت بوش، الذي استضافه ليعدَّا معاً أكلة «الرّْفِيسَة» الشعبية.

وعمر متفوق في دراسته، ويتحدث 3 لغات (العربية، والفرنسية، والإنجليزية)، كما أنه نجم على «الويب». ووراء ذلك قصة ملهمة، وأم مغربية عظيمة رفضت أن يكون مصير ابنها الضياع، كما حدث مع الكثير من الأطفال المغاربة من ذوي الاحتياجات الخاصة.



حكاية عمر

تقول لبنى الأشقر، والدة عمر لـ«الرؤية»: «يوم ولادة عمر، تحولت فرحتي وفرحة والده بمولودنا الأول إلى صدمة، بعدما عَلِمنا أنه يعاني من إعاقة حركية، ومن مرض مزمن لن يتوقف عن نهش جسده. وزاد الخوف بداخلي عندما بحثت عن معلومات حول مرض عمر على الإنترنت، فاكتشفت صعوبة الوضْع السيء لابني».



كان أمام لبنى في ذلك الوقت خياران؛ أن تكتفي بالبكاء على حالة ابنها، أو أن تكون سنداً له، وتُخرِج من مرضه شيئاً إيجابياً فاختارت أن تكون نموذجاً للأم الداعمة. «غادرتُ الشركة متعددة الجنسيات التي كنت أشتغل فيها، رغم أنني كنت في حاجة إلى المال، وأسست شركة صغيرة لصناعة الحلوى، التي كنت أحضرها بنفسي، لكيلا أكون ملزمة بتوقيت عمل محدد، وأخصص وقتاً كافياً لرعاية عمر. وفي كل مرة كنت أتلقى عروضَ عملٍ مغرية، كنت أبكي بسبب عدم قدرتي على قبولها، لكني كنت أقول: إن مصلحة ابني في المرتبة الأولى».



الخطوة الأولى

طلب طبيب عمر من والديه أن يساعدا ابنهما للقيام بأنشطة حركية، ما دفع والدته إلى إدخاله إلى مطبخ البيت يساعدها في إعداد الوجبات. وفي كل مرة كان يحضر فيها عمر أكلة، كانت تصوره وتنشر الفيديو على حسابها على فيسبوك، فنالت تلك الفيديوهات إعجاب أصدقاء الأم على فيسبوك، وكانوا يشجعون عمر ويحثونه على الاستمرار.

وفي أحد الأيام، تقول لبنى «طلب مني إنشاء قناة على يوتيوب وصفحة على فيسبوك باسم «الشيف عمر»، ينشر عليهما فيديوهات له وهو يحضر الأكلات، فاستجبت لطلبه، وكانت تلك أول خطوة لعمر في عالم الشهرة».



شخصية الويب

شعبية الشيف عمر في المغرب وصلت إلى حدِّ اختياره «شخصية الويب لسنة 2017»، في الدورة العاشرة لمسابقة «مَارُوكْ وِيبْ أَوُورْدْزْ».

وتقول والدته: «تلك الشعبية وسيلة في يد عمر، للدفاع عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً أولئك الذين وُلِدوا في أسر استسلمت منذ البداية، ولم تحارب من أجل تحويل إعاقات أبنائها إلى شيء إيجابي».



وأكدت أن على الأسر عدم ترك أطفالهم في مواجهة فردية مع الظروف القاسية حتى لا يضيعوا عليهم فرص الحياة، لأنهم مسؤولية إنسانية وأمانة على عاتقهم.