السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أحمد وهبة.. ستيني يرسم وجه مصر الملون بالرمل والصخور

كل ما نكتبه على الرمال تمحوه الرياح، لكن أحمد وهبة الفنان المصري استطاع ترويض الرمال لتهزم الريح وتبقى خالدة في لوحة فنية، تجذب السياح وتجسد ما يمكن تسميته بـ«وصف مصر الملون».

وهبة البالغ من العمر 64 عاماً يمتلك من الخبرة مع الرمل والطبيعة الكثير، حيث يستطيع الحصول على كل ما يريده من الطبيعة من عناصر للوحاته وأدواته، فالطبيعة، كما يقول، «هي مادتي ولوحتي معاً».





رمل أخضر

يستخدم وهبة رمال الصحراء الغنية في تصميم لوحاته، مؤكداً توفر جميع الألوان في رمال الصحراء المصرية، ما عدا لون السماء فلا توجد رمال زرقاء.

وهناك في أرض الواحات الخارجة، التابعة لمحافظة الوادي الجديد -625 كم جنوب غرب القاهرة- يعيش الفنان المصري حيث يوظف الطبيعة وعناصرها من الرمال والصخور الملونة التي تتوفر بكثرة في الواحات، في لوحاته.

وإذا كنا نعرف الرمال بصفرتها، فإن الوادي يضم رمالاً بيضاء وصفراء وحمراء، وهناك خلف جبل الطير، يمكن أن نرى رملاً بلون أخضر.



طحين الرمل فن

في هذه البقعة الملونة من الوادي، يجمع وهبة الصخور الملونة، ويقوم بدقها وطحنها ومزجها معاً، ليرسم أجمل اللوحات التي تجسد تفاصيل الحياة اليومية.

يقول: «حبيبات الرمال المستخدمة يجب أن تكون متوسطة الحجم، وملساء، أقوم بتصفيتها، ثم أحدد ملامح اللوحة التي أريد رسمها وأنفذها»، مشيراً إلى أنه يمزج عناصر اللوحة بعناصر أخرى غير الرمل والصخور، حيث تكون أرضية اللوحة من شجر الدوم المنتشر في بيوت بعض الأجداد بالمنطقة.





نعم للطبيعي

ويبتعد «وهبة» قدر ما يستطيع، عن استخدام أي شيء صناعي، فهو لا يفضل استخدام ألوان الزيت أو الفحم، ويريد أن تكون لوحاته طبيعية خالصة باستثناء إضافته البشرية، لتصبح الطبيعة هي صاحبة اللوحة وسيدتها.

لوحات «وهبة» التي شارك بها في معارض فنية كثيرة بالساحل المصري، نالت شهرة جعلتها مقصداً للسياح الأجانب الذين يفرون إلى كل ما هو طبيعي، وربما لأن اللوحات تلخص حياة المصريين وتشبه كتاباً ملوناً في وصف مصر من خلال صحرائها، حيث تعكس رسوماته العادات والتقاليد القديمة في المجتمع المصري، كما تجسد طبيعة الحياة اليومية للمصريين في الوقت الراهن.

وتحتل المرأة المصرية الصدارة في رسومات «وهبة»، حيث جسد صور السيدة المصرية، وهي تخبز، وهي تحمل الجبن والبيض على رأسها، وترعى «الكتاكيت» في الحارة، بجانب الرسومات التي تعكس الطبيعة الخلابة.