الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«موزاييك».. 26 طبيباً ومهندساً ينثرون السعادة بالغناء في سوريا

تمكنت فرقة «موزاييك» السورية التي نشأت في فترة الحرب. من تحدي كل المعوقات والصعوبات التي مر بها وطنهم ليصدحوا على مسارح محافظات سوريا لنشر التفاؤل والفرح في قلوب الكبار والصغار. إذ مزجوا بين اللحن الشرقي والغربي وحولوا الغناء إلى موسيقى تعزف أجمل الإيقاعات.

أعضاء الفرقة الـ26 أطباء مهندسون صيادلة وموسيقيون. مكنهم عشقهم للموسيقى والنوتات الوطنية والتراثية من إيصال رسائلهم الإنسانية للجمهور بكل حرفيه.

«الرؤية» التقت مؤسس الفرقة الدكتور ماريو بطرس.. فكان اللقاء:

  • كيف جاءت فكرة تأسيس فرقة «موزاييك»؟
  • الفرقة بدأت بنواة عن موضوع أفكار التوزيع الجديدة، ومحاولة مزج الموسيقى الشرقية مع الغربية. وهذه الفكرة بدأت بيني وبين شقيقي الدكتور وسيم بطرس. قبل تأسيس الفرقة بعامين، إذ كنا نخرج برفقة مدرس الموسيقى الذي علمنا العزف على البيانو والأورغ لحضور أمسياته الموسيقية. وبدأت الفكرة في تأسيس فرقة تركز على موضوع تحويل الغناء إلى موسيقى من 2012 بدأنا مع الأصدقاء وعملنا أول حفل بمشاركة 11 شخصاً ومن ثم مع تتالي الوقت والسنين والمعارف كبرت الفرقة.
  • كم عدد أعضاء الفرقة؟ وهل يوجد شروط للانضمام لكم؟
  • في بداية تأسيس الفرقة كان العدد 11 عضواً أما الآن فوصلنا إلى 26 شاباً وفتاة، وهم أطباء مهندسون صيادلة ومدرسون في المعهد العالي للموسيقى وأيضاً طلاب هذه المعاهد، بالإضافة إلى خريجين من مختلف التخصصات الجامعية. إذ لدينا رسالة وهدف اجتماعي إنساني، وهو أن الشباب السوري المثقف المتعلم ليس فقط في جامعته بل هو قادر على إظهار موهبته الموسيقية لتنمية المجتمع بحيث يكون قدوة للآخرين.

كما يعزف كل أعضاء الفرقة أو الميني أولكسترا على مجموعة من الآلات الموسيقية التي تخدم توجه الفرقة، مثل الكمنجات والتشلو، والآلات الشرقية العود الناي القانون، أيضاً الغيتار والآلات النحاسية. أما شروط الانضمام فهي الموهبة أولاً والقدرة على قراءة النوتة الموسيقية والقدرة على تقديم عزف نقي راقٍ.

  • هل أنتم فرقة تغني معاناة فقط؟ أم تستطيعون الغناء للسعادة والفرح أيضاً؟
  • عل العكس تماماً الموسيقى والفن طريق لنشر السعادة والفرح بين الناس. وبإشادة الجمهور إننا أخرجناهم من حالة الحزن والكآبة ونشرنا السعادة والتفاؤل في قلوبهم.
  • ما الفرق بين زمن كورونا والحرب بالنسبة لكم؟
  • يوجد فرق كبير بين زمن كورونا وزمن الحرب. الفرق أننا في الحرب في منطقة تشهد حرب، وفي 5 مناطق أخرى لا يوجد فيها حرب، نحن قادرون أن نتحرك في المناطق الخمس الأخرى، و لم تتوقف بروفاتنا وحفلاتنا أثناء فترة الحرب. على العكس قمنا بإحياء مهرجانات يكمن الخطر فيها على طريق السفر. تمكنا من الوصول إلى المناطق التي تعاني من الحرب ونشرنا السعادة والفرح. أما زمن كورونا فكل العالم يعيش في حالة حجر للحد من انتشار الفيروس، وهي على جميع سكان الكرة الأرضية.
  • هل حمل كورونا رسالة للبشرية؟
  • أظن أن الخوف الذي جاء مع الفيروس جعل العالم يعود لوعيه ويحافظ على العلاقات الاجتماعية مع أسرته ومحيطه. وجعلته يتوقف سخفاً وسطحية بعد أن تأثر الكثيرون بعادات غير إنسانية. كورونا أزاح الطبقية والعنصرية لأنه أصاب الغني والفقير جعل العالم يجتمع يداً واحدة، لكل السؤال الذي يطرح نفسه هل سنبقى يداً واحدة بعد انتهاء الفيروس.
  • ما هي أكثر القضايا التي تسلطون الضوء عليها في أعمالكم؟
  • نسلط الضوء على الأغاني الوطنية التي تعبر عن حب الوطن. لأن رسالتنا تتمحور عبر تقديم الثقافة السورية الفن القديم في كل الأمسيات. ولدينا جدول في حفلاتنا نقدم فيها كل الألوان الموسيقية التراثية من محافظات سوريا، إضافة إلى أغانٍ باللغة السريانية أو اللغة العربية الآرامية، كما نقدم أول نوتة وجدت في أوغريت بتوزيع موسيقي جديد. وكل هذه الأعمال تشبه اسم الفرقة «موازييك» وهي لوحة من الفنون السورية التي تجمع الحجارة والأخشاب والمعادن، لكن كل قطعة خشب في اللوحة لا تشبه الأخرى لكنها تشكل لوحة جميلة المنظر.
  • هل قدمتم حفلات خارج سوريا؟
  • شاركنا في العام 2017 في حفل مهرجان «سي بي يو» للجاز في رومانيا وكنا أول فرقة عربية سورية تشارك في هذا المهرجان العريق. وكانت إجراءات السفر للسوريين معقدة جداً، لكن تعاونت معنا إدارة المهرجان وأيضاً المورد الثقافي الذي قام بإعطائنا منحة مالية لتغطية تكاليف السفر. وفي العام 2019 شاركنا للمرة الثانية في حفل في رومانيا، تحت رعاية السفارة السورية وشاركنا كممثلين عن سوريا في مهرجان «الخبرات العالمية» بين السفارات. ومن ثم قدمنا حفلاً ثانياً في الهواء الطلق مع الجمهور العربي والروماني وشهد الحفل تفاعلاً كبيراً.
  • ما المواقف الحزينة التي عاشتها الفرقة منذ تأسيسها؟ وأيضاً المواقف المفرحة التي لن تنسوها؟
  • أكثر المواقف الحزينة التي عاشتها الفرقة هي ترك أحد الأعضاء للفرقة لظروف الهجرة بسبب الحرب أو لاستكمال الدراسة. لأننا عائلة واحدة نعيش كل تفاصيل الحياة معاً ليس فقط في الحفلات والبروفات. أما المواقف المفرحة فهي سفرنا إلى رومانيا لتقديم حفل كان من أجمل اللحظات التي عاشتها الفرقة، بسبب ظروف الحرب التي كانت قد سببت تعقيداً في إجراءات السفر للسوريين.