السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بعد أن أنقذت قش الأرز من النار.. إيناس خميس.. الرزق في مهب «الورق»

بعد أن أنقذت قش الأرز من النار.. إيناس خميس.. الرزق في مهب «الورق»

تغلبت فنانة تشكيلية مصرية على مشكلة إحراق قش الأرز، التي ظلت مشكلة بيئية مصرية، طالب علماء البيئة بوقفها محذرين من مخاطرها على صحة الإنسان، بعد أن حولت القش الذي صار عبئاً على الدولة والفلاح، إلى ورق صديق للبيئة، مستفيدة من خبرتها في تحويل المخلفات الزراعية إلى ورق وأشكال فنية، وفتحت نافذة للرزق للكثيرين، وأنشأت مؤسسة لتدريب أصحاب الهمم من العمالة في هذا المجال.

إيناس خميس الفنانة المصرية «57 عاماً» كانت في الـ27 عندما اهتمت بصناعة الورق وحولته إلى مهنة تدر عليها دخلاً.

وهنا وظفت قدراتها كفنانة ودراساتها في صنع أشكال من الورق جعلت مشروعها ينتج 150 منتجاً من الورق، مثل ورق الحائط والعلب الورقية وعلب الهدايا وورق الرسم الذي يشتريه الفنانون.



من مرسمها الصغير، بدأت قصة إيناس مع الورق، قبل 30 عاماً، حيث علّمت نفسها بنفسها قواعد التعامل معه وطرق استخراجه وتصنيعه وأتقنت الصنعة وطورت فيها، إلى أن أصبح الورق نافذتها للعالم، تربح منه وتحقق وجودها الفني والعملي.

في عام 2005، كان استياء المجتمع المصري كبيراً من ظاهرة السحابة السوداء التي ضربت عدداً من المدن المصرية، وكان قش الأرز متهماً أساسياً في القضية، ما تسبب في أضرار بالغة للبيئة.

كان لـخميس، رؤية أخرى للاستفادة من قش الأرز، حيث استخدمته في مشروعها لتصنيع الورق، مستفيدة من خبراتها التي تراكمت في صناعة الورق من المخلفات الزراعية بشكل عام، من ورد النيل، شجر الموز، قصب السكر، وورق القطن، فكل المخلفات يخرج منها ورق، وكل منها له مميزات مختلفة عن الآخر.



لكن قش الأرز عند خميس له قصة مختلفة، حيث كان يُحرق بشكل موسمي، بعد أن توقفت مصر عن استخدامه في تصنيع الخشب الحبيبي، ولجأت لاستيراد خشب الـMdf، وهنا جاءتها فكرة إعادة استخدامه في تصنيع الورق، وفي تشكيل منتجات مختلفة مستفيدة من كون مادتها الخام، المستخدمة في الصناعة رخيصة الثمن، بل مجانية.

مشروع إيناس وفر الكثير من فرص العمل، فقد عملت بعد نجاحها في المشروع على إنشاء مركز لتدريب العمالة على تحويل المخلفات الزراعية إلى ورق، ومنه إلى منتجات متعددة الأشكال والألوان ذات جودة عالية، واستخدامها في أغراض متعددة، بحيث لا يقتصر استخدامه على الطباعة فقط. وحققت خميس نجاحاً جعلها تصدر منتجاتها إلى أوروبا وأمريكا.

توضح خميس أنها ظلت لثمانية أعوام تصدر وحدها هذا النوع من المنتجات لألمانيا، إلى جانب دول أوروبية أخرى، إلا أن الأوضاع الحالية التي تسبب فيها انتشار فيروس كورونا، حال دون استمرار مشروع إيناس على المستوى الذي بدأت به لكنها تجاهد للاستمرار.