الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أسماء عفيفي.. أم تتعلم الإرشاد النفسي لمداواة طفلها

أسماء عفيفي.. أم تتعلم الإرشاد النفسي لمداواة طفلها

قبل 9 سنوات كانت أسماء عفيفي مجرد أم لطفلين يبلغ أكبرهما 4 سنوات، تعيش حياتها بين المهام المعتادة للأمهات حتى بدأت في ملاحظة أعراض مرض السكري على ابنها الأكبر أحمد، لتبدأ رحلتها في دعم ابنها وأمثاله من الأطفال مرضى السكر وذويهم.

تبدأ أسماء قصتها وتقول لـ«الرؤية»: «في عام 2011 لاحظت أعراضاً غريبة على ابني، حيث أصبح يذهب للحمام كثيراً من أجل التبول وزادت شراهته للأكل في الوقت الذي ينخفض وزنه بشكل متسارع. في البداية حاولت أن أطرد فكرة مرض السكري من رأسي، حيث كنت رافضة تماماً لفكرة إصابة أحمد بهذا المرض، ولكن مع استمرار الأعراض اضطررت لقبول الفكرة وإجراء التحاليل اللازمة».



المرض مدرسة

وتضيف أسماء: «مع تأكدي من إصابة أحمد بالسكري من النوع الأول، بدأت في تعلم كل ما يلزم عن المرض من حساب النقاط وجرعات الأنسولين، وحساب السعرات الحرارية للوجبات التي يتناولها، والحمية الغذائية المناسبة لطفلي، وما هي مقاومة الأنسولين؟ وغيرها من الأشياء التي يجب على كل أم لديها طفل مريض أن تتعلمها».

فوجئت أسماء في رحلة بحثها عن المعلومات أن المصادر الموثوقة التي يمكن التعلم منها قليلة، كما أن الكثير من المتعاملين مع الطفل ليس لديهم الكثير من المعلومات الصحيحة عن المرض، إلا أن الجزء المهم كان في المعرفة المتعلقة بطرق التعامل النفسي مع الطفل الذي يفقد جزءاً كبيراً من متعة الطفولة بسبب المرض، ويحتاج إلى رعاية خاصة في هذا الجانب المهمل في العلاجات التقليدية لمرض السكري.



ضغط اجتماعي

تشرح أسماء أن هناك ضغطاً مجتمعياً يقع على أم مريض السكر، حيث يتهمها المجتمع بأنها سبب مرض الطفل سواء عن طريق الوراثة، أو شيء فعلته أثناء الحمل أثر على الطفل، وهو أمر غير صحيح، وكذلك هناك الكثير من الضغط الذي يمارسه المجتمع على الأم كي تسمح لطفلها بالأشياء الممنوعة بمنطق «ده طفل ليه تحرميه؟» أو أن «قطعة صغيرة من الحلوى لن تضر» وهو ما يضرب العلاقة النفسية بين الأم وابنها.





تحرك إيجابي

وتضيف أسماء «عقب استقرار وضع أحمد اتجهت للدراسة لمساعدة الأطفال المصابين بالسكري، حيث حصلت على دبلومة إرشاد نفسي من جامعة حلوان، واتجهت للعمل مرشدة نفسية لمرضى النوع الأول من السكري من الأطفال وذويهم، ودشنت صفحة "هنربي أولادنا صح" على فيسبوك لتقدم نصائح تربوية للأبوين وللأطفال المصابين بالمرض».

وتقول أسماء: «من أهم النصائح التي أقدمها للأمهات عدم السماح لأي شخص بالتأثير على العلاقة بينك وبين طفلك، وأن تضعي الحدود في التعامل مع المتطفلين الذين يقدمون نصائح تجعل الطفل يشعر بأن أمه لا تحبه».

كما تنصح بألّا يكون هناك نظام غذائي خاص للطفل المريض بعيداً عن بقية أفراد الأسرة، حيث يجب أن يتم وضع نظام غذائي صحي لكل أفراد الأسرة أو ريجيم صحي جماعي فلا يشعر الطفل أنه محروم من شيء، أو منبوذ بسبب طعامه الخاص، على أن يكون النظام مناسباً للجميع ولا يشعر باقي أفراد الأسرة بالحرمان.