الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

شهامة الإماراتي علي الكتبي تنقذ سائحاً إسرائيلياً تاه في الصحراء

شهامة الإماراتي علي الكتبي تنقذ سائحاً إسرائيلياً تاه في الصحراء

شالومي زيونسي.

لم يكن يتخيل السائح الإسرائيلي شالومي زيونسي، أن غوغل ماب سيكون سبباً في تنفسه هواء السلام وأكسجين الإنسانية الإماراتية التي لا تعرف لوناً أو جنساً.

وتعود تفاصيل الحكاية إلى استعانة شالومي بغوغل من أجل الوصول إلى القرية المدفونة في مدينة المدام بالشارقة، لكن التطبيق الذكي أرسله إلى منطقة صحراوية فوقع في طريق المواطن الإماراتي علي الكتبي، الذي يحمل جينات شهامة أبناء زايد الخير الذين لا يتأخرون عن تقديم العون لكل محتاج.

وهنا كان للقدر ترتيب آخر، حيث تحول شالومي إلى معايشة الحياة الإماراتية التي تشع سلاماً واطمئناناً للإنسانية على أرضها وخارج حدودها، فأبحر في معاني لم يعرفها وأجواء لم يشهدها.

يعيش شالومي (27 عاماً) الذي يحمل الجنسية الأمريكية كذلك بين إسرائيل وأمريكا وهو كاتب في عدد من المجلات في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه «يوتيوبر»، تستهويه رحلات البحث عن التاريخ المرصود، لكنه وجد أخيراً ضالته عبر عائلة إماراتية استضافته في مجلسها المخصص للرجال، ليتنفس هواء السلام ويتعرف على القيم الإماراتية حيث وقف مندهشاً أمام الكرم والأصالة الإماراتية.

ويروي المواطن علي الكتبي لـ«الرؤية» تفاصيل الحكاية، مشيراً إلى أنه وأثناء عودته لمنزله الواقع بمنطقة المدام، شاهد سيارة متوقفة وبداخلها سائح أجنبي، كان محتاراً في أمره بعد أن تقطعت به السبل وفقد طريق العودة لمكان سكنه، فتوجه له بقصد تقديم المساعدة له.

ويتابع: «بعد التحدث معه اكتشفت أنه سائح قدم من إسرائيل للإمارات لزيارة المناطق السياحية، من أجل التعرف عليها عن قرب بعد أن كان يشاهدها في وسائل الإعلام المختلفة».

وأضاف: «أخبرني بأنه كان يرغب في التوجه للقرية المدفونة بالمنطقة إلا أنه وجد صعوبة في الوصول إليها لأنه أضاع الطريق وكذلك لأن مركبته صغيرة الحجم ولن تتمكن من عبور الطرق الرملية المؤدية للقرية المدفونة».

وأردف الكتبي: «عرضتُ عليه المساعدة وطلبت منه الركوب معي في سيارتي الخاصة، وعرّفته بدولتي الإمارات بلد السلام ومهد التسامح، وأرض جميع الأديان، ومن ثم توجهت به إلى المجلس، حيث يوجد جميع أصدقائي فجلس معهم وتعرف عليهم، وقدمت له كافة طقوس الضيافة المتعلقة بطريقة تناول القهوة العربية والأطباق الإماراتية التي تقدم للضيوف وطرق تناولها إلى جانب الدخون بــ«العود العربي» الذي يقدم للضيوف في المجالس».





ويتابع: «بعد أن قضى معنا السائح ساعات عدة تعرف خلالها علينا عن قرب، عرضت عليه أن أوصله للقرية المدفونة بسيارتي الخاصة ذات الدفع الرباعي فرحب بالفكرة، وحين وصلنا للمكان أبدى سعادته الغامرة بالرحلة وأخبرني بأنه تفاجأ بالكرم السخي الذي لمسه من أبناء الإمارات، وكان حريصاً طوال وجوده معي على توثيق كل التفاصيل بالتصوير عبر مقاطع فيديو لينشرها على جميع حساباته الإلكترونية وعلى قناة اليوتيوب الخاصة به، إذ أخبرني بأنه كاتب وناشط على وسائل التواصل الاجتماعي».

وأضاف: «في نهاية الرحلة أوصلته لمركبته وتبادلنا أرقام الهواتف على وعد بالتواصل القريب وبأنه سيحرص على زيارتي عند قدومه للإمارات».

وأكد الكتبي حرصه الدائم على عكس صورة مشرفة لأبناء الإمارات، تنفيذاً لتوجيهات الحكومة الرشيدة المتعلقة بدعم كل ما من شأنه تعزيز السلام والتسامح حول العالم، ورسم مستقبل أكثر أمناً وسلاماً.

من جانبه، قال شالومي زيونسي لـ«الرؤية» إنه زار دولة الإمارات أكثر من مرة، لكن رحلته هذه كانت بهدف زيارة القرية المدفونة في مدينة المدام الشارقة، التي شاهد صورها عبر تغريدة نشرها أحد عشاق السفر.

وحول رحلته، أوضح أنه انطلق في الصباح من دبي متجهاً إلى مدينة المدام عبر غوغل ماب، لكن فور وصوله إلى المدينة لم يتمكن من معرفة اتجاه القرية المدفونة فتوقف للبحث في هاتفه عن طريقة الوصول بعد أن قرر أن يعود أدراجه إلى دبي، لكن جاءته النجدة عندما وجده الشاب الإماراتي علي الكتبي محتاراً فتوجه له فوراً لسؤاله إن كان بحاجة إلى مساعدة.

وأكد أنه استمتع بأجواء الضيافة العربية والتي تعرف عبرها إلى العادات والتقاليد العربية الإماراتية في تناول القهوة وأصول إمساك الفنجان، وتناول الطعام بالطريقة الإماراتية الشعبية كما تعرف على البخور الذي تبخر به اتباعاً للعادات والتقاليد المحلية في الدولة.

وأشار إلى أنه بعد ذلك انطلق مع علي الكتبي في سيارته ذات الدفع الرباعي لزيارة القرية المدفونة التي انبهر بجمالها وبيوتها ذات التصاميم الهندسية التي تحاكي طبيعة الحياة الإماراتية.

وأكد أن زيارته للقرية المدفونة لم تكن من أجل رؤيتها والتعرف على جمالياتها، بل لأنه قرر أن يكتب عنها، لكن هذه الصدفة الجميلة التي وضعته في طريق علي الكتبي منحته سبباً ليكتب عن رحلته الجميلة التي لن ينساها في حياته لما وجده من ترحيب وحسن ضيافة وكرم.