السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحب في زمن الحرب والوباء.. يمنيان يحتفلان بعقد قرانهما على أنقاض المنازل

على أنقاض الدمار الذي حوّل متنزه الشيخ زايد، وحي الجحملية في تعز إلى مناطق أشباح خالية من السكان والحركة الدؤوبة التي عُرف بها المتنزه والحي قبل الحرب، قرر الشابان هنادي أنعم، وحمزة مصطفى، أن يبعثا رسالة سلام مفادها «سنحيا وبالحب ننتصر»، من خلال احتفالهما الفريد بعقد قرانهما على تلك الأطلال والركام.



كانت هنادي وحمزة اللذان أعلنا ارتباطهما ببعضهما في 27 نوفمبر الماضي، ينويان إقامة حفل بمشاركة الأهل والأقارب تحت سقف منزل مدمر؛ لكن المخاوف من فيروس كورونا دفعتهما لقصر الاحتفال عليهما فقط، من خلال جلسة تصوير في الجو ذاته، نشرتها هنادي وحمزة لاحقاً على مواقع التواصل الاجتماعي.



وترى هنادي أن احتفالهما بهذه الطريقة «له أثر إيجابي، فالحرب المستمرة منذ 6 سنوات أرهقت الناس وصادرت عنهم الفرحة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، مشيرة إلى أن احتفالهم على أنقاض الحرب يوصل رسالة سلام، أنهم يتشبثون بالسلام ومستعدون وقادرون على صناعة الفرح رغم الحرب».





وقالت هنادي لـ«الرؤية» إن معرفتها بحمزة كانت في ظل الحرب التي عاشتها مدينتها تعز، مضيفة: هذه الحرب جمعت بين قلبينا وقررنا أن نحتفل بطريقتنا، ونوثق فرحتنا في ذاكرة الحرب والركام.





وتشجعت هنادي على نشر صور معبرة عن طقوس الحب رغم أن المجتمع من حولها يوصف بأنه من المجتمعات المحافظة وقليلاً ما يؤيد الاحتفال بالحب علناً؛ لكنها تقول إنها وجدت ناساً متقبلين بشكل كبير، وقلة هم المتحفظون، وقابلنا بعض التعليقات الرافضة والحادة، لكن ناساً كثر فرحوا لنا.





ويرفض بدوره حمزة أن يسميّ الحدث احتفالاً «بل رسالة.. فالاحتفال هو السلام الدائم؛ ولكوني صحفياً ومصوراً عشت لحظات مخيفة في الحرب، قررت إيصال رسالتي بهذه الطريقة، وعيش لحظات آمنة بعيداً عن الخوف».





وأوضح لـ«الرؤية» «بعد حديث طويل مع شريكتي عن الشيء الذي يمكن أن نجعله يحمل رسالة سلام سامية، تؤرخ اللحظة، أخذنا في الحديث عن خيارات كثيرة، حتى اتفقنا على أن تكون جلسة تصوير نوصل بها رسالة للعالم.



وأطلق حمزة وهنادي على جلسة تصويرهما عنوان «سنحيا وبالحب ننتصر». لتكون تعبيراً عن رغبتهما في انتصار الحب على الحرب.





وتابع: حاولنا رسم جغرافيا الحب، ودسنا بأقدامنا على أنقاض الحرب، التي ما عدنا قادرين على تحملها في مدينتنا المنكوبة، أردنا أن نذكّر أطراف النزاع بأن هناك من يريد أن يعيش حياته بسلام، بعيداً عن الدبابة والمدفع.



وعبّر حمزة عن سعادته الغامرة لذلك الاهتمام الذي حظي به مع هنادي من قبل كثيرين، مختتماً حديثه «لم نقم بهذا العمل لنغضب أحداً ولا لنزعج أحداً، بل قمنا بجلسة التصوير تلك لأننا شعرنا بأن الحرب باتت تحاصر أحلامنا وآمال الغد، وعليه وجب علينا أن نصنع سلاماً ولو معنوياً».