الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الموضة في 2021.. أصفر ورمادي.. لقاح ضد البهرجة وبساطة في الأزياء والمكياج والتجديد بالإكسسوارات

ربط مصممو أزياء تعافي قطاع الموضة ببدء ظهور اللقاح، مشيرين إلى أن تأثيرات الجائحة شملت كل قطاعات الجمال، من أزياء ومكياج مروراً بالإكسسوارات والحقائب وانتهاء بالأحذية.

وأكدوا لـ«الرؤية» أن الجائحة غيرت كلياً من اهتمامات نواعم والتي كانت تفضل الكثيرات منهن الإطلالة الفاخرة لا سيما خلال المناسبات الخاصة والعامة، مشيرين إلى أنهن بتن يفضلن البساطة وعدم التكلف، بعد أن توجهن إلى الاقتصاد في ميزانية الإطلالة، لافتين إلى أن الأزياء المستدامة باتت على رادار تفكير مختلف المصممين.

وتوقعوا أن تتغير الرسائل التي تقف وراء كل تصميم مقدم في 2021، مشيرين إلى أن التركيز سينصب على تقديم رسائل تحمل تفاؤلاً وتبث طاقة للأمل، منوهين بأن الألوان التي ستشهد رواجاً في 2021 هي تلك المبهجة، مستشهدين على ذلك بما أصدره «دليل البانتون كلارز» الدولي والذي اختار الأصفر المشرق والرمادي الكلاسيكي لوني الموضة لـ2021، مشيراً إلى أن اللونين يحملان معاني جميلة، حيث يشير الأول إلى الأمل المستمد من أشعة الشمس أما الثاني فيحمل معنى الثبات والتفاؤل.

وكشف تقرير حالة الموضة 2021 الصادر عن Business of Fashion ، بالاشتراك مع McKinsey & Company ، أن 71% من مديري الأزياء التنفيذيين يتوقعون نمو أعمالهم عبر الإنترنت بنسبة 20% أو أكثر في عام 2021، وهو ما أكده خبراء موضة لـ«الرؤية» أيضاً.

ولفتت شابات إلى أن الجائحة دفعتهن إلى التقليب في خزائنهن من أجل استخراج القطع المنسية، لافتات إلى أنهن أخذن في إضافة بعض الإكسسوارات الخفيفة حتى يحصلن على إطلالة متجددة.

في الوقت نفسه أكدت خبيرات تجميل أن الجائحة أثرت على اختيار ألوان المكياج بعد انتقال معظم التجمعات والأفراح للهواء الطلق وليس القاعات، مشيرات إلى أن مكياج الأماكن المفتوحة يختلف كثيراً عن مكياج الأماكن المغلقة، حيث يغلب استخدام أنواع غنية بالصوديوم لكيلا يتأثر المكياج بالحرارة أو الرطوبة والإضاءة ويبقى لفترة طويلة، منوهات بأن المكياج يتسم بالبساطة.





اقتصاد ميزانية الإطلالة

تعتقد مصممة الأزياء دينا هاشم أن الجائحة دفعت معظم السيدات إلى أن يكن أكثر «اقتصادية» عند اختياراتهن للأزياء خاصة خلال الفترة الأولى من جائحة كورونا، لا سيما أن الكثيرات بدأن في التفكير في توفير أموالهن لأي أزمات أخرى، لا سيما مع إلغاء معظم المناسبات والتجمعات العائلية، مشيرة إلى أن اهتماماتهن تحولت من الأزياء الفخمة نحو شراء العباءات والقفاطين المنزلية.

وأشارت إلى أن الجائحة أجبرت المصممين إلى الاتجاه نحو البساطة وبأسعار مناسبة وتقليص عدد التشكيلة الواحدة لتبلغ أقل من 6 بدلاً عن 12 «موديل»، مع الاتجاه إلى الأقمشة الصديقة للبيئة.





بدل رياضية

دفع تأثر السوق مصممة الأزياء، سوزان السعدي إلى الامتناع عن طرح أي تشكيلة جديدة، خاصة أن تشكيلاتها تخاطب السيدات من متوسطي الدخل، مشيرة إلى أن الخيارات باتت تتجه نحو البدل الرياضية أو تلك العملية التي تأتي على هيئة قطعتين.





كمامات عصرية

ورغم تخصص مستشارة ومصممة أزياء، مروة غسان، في تصاميم أزياء الأعراس والمناسبات إلّا أنها غيرت مجال تخصصها بالكامل خلال فترة الجائحة، واتجهت نحو تصميم أقنعة الوجوه.

وأوضحت أنه «نتيجة للإغلاق الكامل لمحال الأقمشة وتقلص الطلب على الأزياء وتصاميم الفساتين الفاخرة، قررت إيقاف خط الإنتاج، وبدأت في استغلال أقمشة الحرير التي امتلكها والدانتيل لتصميم وصناعة أكثر من 40 تشكيلة للأقنعة خلال الجائحة».



وأردفت «وجدت إقبالاً لافتاً وإعجاباً كبيراً بتلك التصاميم، ومع تحسن الأوضاع العالمية وعودة المناسبات أصبحت أصمم "البدل" لتتوافق مع تصاميم "الماسكات"، ولاحظت أن النساء أصبحن أكثر ميلاً للملابس العملية والبسيطة التي يمكن ارتداؤها في أكثر من مناسبة أو تجمع، كما أن عقلية الشراء اختلفت تماماً».

كذلك لم تقتصر الكمامات فقط على القماش بل توجهت بعض «البراندات» المُتخصصة في صناعة الحقائب لتصميم كمامات جلدية، كما أشار عبدالرحمن خالد صاحب إحدى العلامات المتخصصة.





خفوت نجم «الكعب»

أكدت مصممة الأزياء الجزائرية المقيمة في دبي صباح بنت زايد أن كورونا أثر على عالم الموضة والأزياء، ما فرض على المصممين اختيار أنواع معينة من التصاميم التي يكتفون فيها فقط بإضافة لمسة جمالية.

وأشارت إلى أن المرأة تعشق الموضة، لكن انعكس تأثيرها على الأزياء نتيجة قلة المناسبات والتجمعات، ما جعل الكثيرات يكتفين بالطلة البسيطة الخالية من البهرجة، وكذلك الاستعانة بالحقائب البسيطة والصغيرة والأحذية المريحة، حيث تقلص الإقبال على الأحذية ذات الكعب نتيجة قلة السهرات التي تشهد تجمعات.

وأشارت المصممة الجزائرية إلى أن الأزمة دفعت المصممين لتقديم تصاميم تبرز الجمال بصورة كبيرة نتيجة الإقبال على اقتناء القطع البسيطة، لافتة إلى أن الاهتمام أصبح منصباً أكثر على الأزياء المنزلية لذلك اعتمدت على إكسسوارات غير مكلفة تضيف لمسات أنثوية.





أزياء مستدامة

وأوضحت مصممة الأزياء وخبيرة المظهر رانا السيد أن من تأثيرات كورونا على عالم الموضة الاتجاه إلى الأزياء البسيطة والمستدامة والتي تمثلت في الملابس الكاجوال الفضفاضة، واختفاء بعض الموضات كالسروال الجينز الجلدي.

وأشارت إلى أن من المتوقع أن تنخفض الميزانيات المرصودة للطلة لدى الكثيرات، لا سيما أنهن اتجهن إلى التصاميم البسيطة والبعيدة عن البذخ، لافتة إلى أن الجائحة دفعت كثيرات إلى التقليب في خزائنهن واستخدام قطع كانت منسية مع وضع لمسات جديدة تمنحها مظهراً جديداً، وكذلك لجأ البعض إلى المنتجات المقلدة الرخيصة، ما أجبر كبرى الشركات على تقديم تخفيضات.

وأشارت السيد إلى أن إلغاء أسابيع الموضة العالمية أعطى الفرصة لفاشونيستات عالميات لإجراء جلسات تصوير، ليتحولن إلى أيقونة للموضة، ومن ثم لحقتها بنات حواء في كل أنحاء العالم.





رسائل إيجابية

توقعت مصممة الأزياء الإماراتية حليمة سيمبا أن تشهد الفترة المقبلة انتعاشة جديدة في عالم الموضة، لا سيما مع بدء استخدام اللقاحات، مشيرة إلى أن تصاميم الفترة المقبلة ستحمل رسائل إيجابية تدعو للأمل والتمسك بالحياة، لذلك ستطغى الألوان المبهجة.

ولفتت إلى أن نظرة المرأة تغيرت لعملية تنسيق الأزياء، حيث لم تعد تفضل الإكسسوارات التي تتعرض للتلف مع الاهتمام بشكل قناع الوجه، كما أولت اهتماماً كبيراً بلون الملابس ونوع الحقيبة وحجمها.





إقبال لافت

لم تشكل كورونا بالنسبة لمصممة الإكسسوارات زينب إسكندر أزمة كبيرة، بل كان لها تأثير إيجابي على مجال الإكسسوارات، حيث زاد الطلب عليها، لا سيما على قطع تبعث على الأمل خاصة عن طريق مواقع البيع أونلاين، مشيرة إلى أن مصممي الإكسسوار وجدوا فرصة لتقديم مجموعات بلمسات مبتكرة خلال فترة الحجر.

وأشارت إلى أن من المتوقع أن تنتشر في 2021 الإكسسوارات التي تعتمد على الأحجار الكريمة التي تستخدم في سحب الطاقة السلبية، مشيرة إلى أن هناك إقبالاً عليها من منطلق التفاؤل.

ولفتت إلى أنه ورغم التطورات التي طرأت على الساحة إلّا أنه تظل للتصاميم الكلاسيكية مكانتها من أساور وأقراط والخلاخل، والتي تحرص سيدات على ارتدائها طوال الوقت، منوهة بأنه في زمن كورونا باتت إكسسوارات اليد الأكثر إقبالاً.



ألوان القوة

ألهمت أزمة كورونا مصممي الأزياء بأفكار خارج الصندوق بحسب مصمم الأزياء المصري وليد خيري، مشيراً إلى أن اللونين الأصفر المشرق والرمادي الكلاسيكي، سيكونان المسيطران على موضة 2021، منوهاً بأن اللونين يحملان معاني جميلة فالأصفر يدل على الأمل المستمد من أشعة الشمس أما الرمادي فيحمل معنى الثبات والأمل، وهما لونان يحملان دعوة للتعايش والأمل والاستمرار في الحياة، خصوصاً مع ظهور اللقاح.





غياب السواريه

يؤكد مصمم الأزياء مصطفى الشافعي أن الجائحة غيرت سلوك الناس تجاه الملابس فلم يعد يهتمون بمواكبة الموضة، إذ باتوا يتجهون لشراء الملابس الـ«basic» التي يمكنهم الاعتماد عليها طوال الوقت، وهو أمر ينطبق على الأزياء الرجالية والنسائية، مشيراً إلى أن البعض اتجه إلى إعادة تدوير الملابس القديمة وتغيير شكلها بإضافات جديدة.

وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت اختفاء ملابس السهرة، واتجهت نساء لتغيير شكل ملابسهن بإضافة «إكسسوارات» على فساتين عادية لصبغها بروح «السواريه»، ثم استخدام الفستان في النهار أو كاجوال.

وأشار إلى أن «التريننج سوت» بات موضة شتاء 2020 بالنسبة للمحجبات وغير المحجبات وأصبح منتشراً عالمياً تأثراً بجائحة كورونا.





أقمشة تقليدية

توقع مصمم الأزياء محمد كمال، أن تستمر موضة الكمامات المطرزة لا سيما مع استمرار الفيروس، وبنفس خامة وتطريز الفستان «السواريه»، حيث تأتي متناسقة مع الفستان ومرصعة باللولي لكي تكون الطلة مُتكاملة.

وأشار إلى أن خط الموضة واحد ولا جديد، ولا توجد أقمشة معينة تم استحداثها تأثراً بـ«كورونا» سوى «waterproof» ويتم استخدامها فقط لتصميم ملابس العزل للأطباء، ولم تستخدم لغيرهم لأن لها تصميمها الخاص ويجب أن تُغطي الجسم كله، لذا لا تصلح كخامة لتصنيع ملابس لمُستهلكين عاديين.





مكياج هادئ

كما أثرت الجائحة على الملابس واختيارات وذائقة المصممين فقد أثرت أيضاً على مجال التجميل الذي شمل نوع الخامات وتغيير ألوان المكياج الذي جاء نتيجة تغير ذائقة النساء عقب قضاء فترة الحجر المنزلي.

وتقول خبيرة التجميل رنا السحيمي إن الجائحة أثرت على اختيار ألوان المكياج بعد انتقال معظم التجمعات والأفراح للهواء الطلق وليس القاعات.

وتشرح «مكياج الأماكن المفتوحة اختلف كثيراً عن مكياج الحفلات في الأماكن المغلقة فغلب استخدام أنواع المكياج الغنية بالصوديوم لكيلا يتأثر المكياج بالحرارة أو الرطوبة والإضاءة ويبقى لفترة طويلة، وهو بالطبع أمر مضر للبشرة، لكن ومع ذلك يتسم المكياج بالبساطة لأن أي حفل زفاف الآن لا يستمر سوى ساعة واحدة فتكون الألوان بسيطة وترابية بعيدة عن "السواريه" عكس ما كان يحدث قبل الجائحة فكانت الألوان صريحة».



وأشارت إلى أن التيجان اختفت من على رؤوس العرائس، والاتجاه للأشكال الطبيعية كالورود والقواقع مثلاً إن كان حفل الزفاف على البحر.

وتزيد "أصبحت اتجاهات السيدات حالياً للمكياج الهادئ بعد قضاء فترة كبيرة في الحجر المنزلي، حيث تعودن على المُنتجات والماسكات الطبيعية والبعد عن التكلف في المكياج.





ملابس مريحة

لامست الشابة تغريد السعيد، رئيس قسم الابتكار والإعلام في شركة مبادلة وصاحبة مؤسسة ايت للإبداع التكنولوجي، تأثير جائحة كورونا على طريقة ونمط اختيار اللباس المناسب للعمل عن بعد.

وتابعت «أصبحت خلال تلك الفترة أكثر ميلاً نحو ارتداء الملابس المريحة والأنيقة غير الرسمية المناسبة للعمل من المنزل وحضور الاجتماعات الرسمية عن بعد بشكل لائق وعملي».

وأردفت «هناك عناصر رئيسية في عالم الأزياء والموضة كالحذاء أو حقيبة اليد لم تعد مهمة في اختيار اللباس اليومي للعمل، فحتى اختيار المكياج لهذا النوع من الاجتماعات يتطلب اختيار الألوان الناعمة ذات اللون الوردي أو الترابي بدون أي لمعة حتى لا تعكس عليها إضاءة الحاسب الآلي أو الإضاءة الداخلية في المنزل».

وذكرت "أما بالنسبة للإكسسوار فكنت أميل أيضاً للبساطة في الاختيار، فباعتقادي أن تأثير جائحة كورونا في عالم الأزياء والموضة سيتخطى ما بعد الأزمة وذلك بسبب اعتيادنا على ارتداء الملابس المريحة والبسيطة والعملية."



قطع أساسية

لم تعد الشابة شيماء محمد تشتري ملابس ذات بهرجة عالية خصوصاً السواريه وحتى مع عودة الحياة تدريجياً، إذ باتت تشتري الملابس الأساسية التي يمكن اعتمادها في كل الأوقات حتى في المناسبات وتغيير شكلها لتصبح متناسقة ككاجوال أو الارتداء نهاراً.

وتشير «أصبحت أهتم أكثر بشراء بعض "الجواكت" الكلاسيكية التي أستعين بها أثناء العمل من المنزل عن بعد، مع إضافة تغييرات على كل جاكت بارتداء قمصان مختلفة الألوان لتغيير شكله».

وتتفق رشا سعيد مع سابقتها، حيث تخلت عن الملابس المبهرجة مع توقفها عن شراء الملابس السواريه من الأساس، مشيرة إلى أنها اعتمدت شراء الملابس «أونلاين».