الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

طار بالعلم المغربي فوق الأهرامات.. أنس بقالي: لولا الإمارات ما حققت حلمي

في خطوة شهدت متابعة ملحوظة من قبل العديد من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، نفَّذ مؤخراً البطل المغربي في رياضة القفز بالمظلات، أنس بقالي، قفزة فوق أهرامات الجيزة في مصر، حاملاً معه علماً مغربياً ضخماً.

أنس بقالي (32 عاماً) له رصيد كبير في هذه الرياضة المثيرة يزيد على 11 ألف قفزة في مختلف أنحاء العالم، وقد حقق 8 أرقام قياسية.

وفي حواره مع «الرؤية»، يكشف البقالي تفاصيل قفزاته بالعلم المغربي في عدة أماكن من العالم، من بينها فوق أعلى قمة جبلية في العالم «إفرست»، ويتحدث عن أرقامه القياسية، وعن دعم الإمارات الكبير له في هذه الرياضة.

وإلى نص الحوار:



*بداية، حدِّثنا عن قفزتك بالمظلة حاملاً العلم المغربي فوق الأهرامات؟

قفزت بالمظلة حاملاً معي علماً مغربياً ضخماً مرفرفاً فوق الأهرامات في نهاية العام الماضي. وتمَّت القفزتان من ارتفاع قدره 15 ألف قدم، بعَلم مغربي طوله 10 أمتار، وعرضه 8 أمتار، ووزنه حوالي 30 كلغ، احتفالاً بالذكرى الـ45 للمسيرة الخضراء، وبعيد الاستقلال الـ65، وأيضاً لإظهار الدعم والحب لأفراد القوات المسلحة المغربية في الصحراء المغربية.

وقد اخترت القفز بالمظلة فوق أهرامات الجيزة، لأنها من عجائب الدنيا السبع القديمة.



*كيف قمتَ بالاستعداد لهذه القفزة؟

منذ عام ونحن في مفاوضات مع السلطات المصرية، للحصول على موافقتهم لتنفيذ القفزة، لأن الأهرامات محمية من طرف الجيش المصري، وهي منطقة ممنوع الطيران فوقها. وقد أشرف الجيش المصري على تنفيذ القفزتين إذ استخدمنا طائرة C130»هِرَقل» العسكرية، التي أقلعت من قاعدة عسكرية مصرية، ومنها قفزت. والجيش المصري دعمنا وساندنا، لدرجة أننا لم نشعر بأننا في غُربة.





*هل قفزت حاملاً العلم المغربي في مكان آخر غير الأهرامات؟

نعم. قمت بذلك فوق نخلة جميرا في دبي في عام 2016، احتفالاً بالذكرى الـ41 للمسيرة الخضراء، وبعدها بعام قفزت فوق أعلى قمة جبلية في العالم «إفرست»، من ارتفاع قدره 10 آلاف متر، بعلم مغربي ضخم احتفالاً بالذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء سنة 2017. وحطَّمت بقفزة «إفرست» رقمين قياسيين عالميين، إذ لم يقفز أحد قبلي من ممارسي هذه الرياضة من ذلك الارتفاع فوق «إفرست»، والأمر نفسه بالنسبة للعلم المغربي، الذي كان أكبر علم يحلق فوق ذلك المكان.

*من يدفع لك تكاليف القفز؟

أنفق على رياضتي من حر مالي، وهذا ليس معناه أنني شخص غني، فأنا من أبناء الشعب، أعمل بجد طوال العام وأدَّخر المال، لتنفيذ قفزة سنوية بالمظلة من هذا النوع، أحطم بها رقماً قياسياً، ولا يدعمني أحد مادياً في المغرب ولا أية جهة أخرى.



*ما هي الأرقام القياسية الأخرى التي حطَّمتها في القفز بالمظلات؟

إلى جانب الرقمين القياسيين اللذين حطمتهما بقفزتي فوق «إفرست»، حطمت 7 أرقام قياسية أخرى، أهمها اثنان في شيكاغو الأمريكية، ففي 2015، قفزت في سماء شيكاغو رفقة 163 شخصاً من 9 طائرات مختلفة، واجتمعنا في السماء عبر تشابك الأيادي، لبناء شكل معين متفق عليه مسبقاً كان الأكبر من نوعه في العالم. وكرَّرت هذه القفزة الجماعية بالمظلات في شيكاغو عام 2018، وكنت العربي الوحيد بين 200 ممارس لهذه الرياضة شاركوا في القفزة.

وتعد طريقة «هِيد دَاوْن» التي استعملناها في القفزتين الجماعيتين، أصعب ممارَسة يمكن القيام بها في هذه الرياضة، إذ نقفز من الطائرات، ونجعل رؤوسنا في الأسفل وأرجلنا إلى الأعلى، ثم نمسك أيدي بعضنا لتشكيل الشكل المتفق عليه لمدة 60 أو 70 ثانية، ونفترق بعدها لنفتح المظلات وننزل.





*كيف بدأ ولعك بهذه الرياضة؟

منذ طفولتي وأنا أحلم بالطيران. وفي سنة 2010، هاجرت إلى الإمارات، وفيها بدأت ممارسة هذه الرياضة. وأشكر الإمارات، لأنه لولاها ما حققت أحلامي ولما رفعت علم بلدي عالياً، وأنفذ قفزات في دبي، والولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وفي مختلف أنحاء العالم.





*كيف دعمت الإمارات شغفك بهذه الرياضة؟

عندما وصلت إلى الإمارات، لم أكن أعرف شيئاً عن القفز بالمظلات، وهناك وجدت الدعم والمساندة، إذ التحقت بفريق «آي فلاي» لتعلم الطيران الداخلي، وبعدها انضممت إلى فريق «فزاع» للقفز بالمظلات، حيث منحني فرصة التدرب مع أبطال عالميين في هذه الرياضة، وهي فرصة لم أكن لأجدها في مكان آخر، إذ أصبحت هذه الرياضة مصدر دخلي، بعدما وضعت شهادتي الجامعية في إدارة الأعمال جانباً. وتفرغت للقفز.