الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ريم.. معلمة في الـ12 من عمرها بطلب من أهالي قرية مصرية

«سبورة» صغيرة على حائط أحد المنازل بإحدى قرى محافظة الدقهلية شمالي مصر، تقف «مس ريم» تُعلم أبناء الحي اللغة الإنجليزية والرياضيات وبعض آيات القرآن الكريم التي استطاعت حفظها وفقاً لسنين عمرها التي لم تتجاوز الـ12 عاماً، فمُدرسة الحي ما زالت طفلة تدرس في الصف الأول الإعدادي، قررت أن تذاكر للأطفال في الشارع بعد إيقاف الدراسة مؤقتاً في مصر نتيجة كوفيد-19.



الأمر بدأ كلُعبة بين الأطفال على سبيل الترفيه فقط، فيها تجسد ريم الأكبر سناً دور المُعلمة والأطفال هم تلاميذها، لكن لاحظ أولياء الأمور مدى براعتها في توصيل المعلومة لأبنائهم بسهولة، فكانت مبادرتها بتحويل اللعب إلى مُذاكرة حقيقية، خصوصاً مع تأجيل امتحانات مُنتصف العام.





وكان اللعب مع ريم بالنسبة لهؤلاء الأطفال فرصة لاستذكار الدروس والمُراجعة لمواد اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات وبعض أجزاء القرآن الكريم وهو المنهج الذي وضعته ريم لتلاميذها في فصلها المفتوح في الشارع، بينما يفترش تلاميذها الحُصر، وتقف هي مُعلمة وموجهة بمواعيد ثابتة من الواحدة ظهراً وحتى غروب الشمس.



ربما المشهد قد يكون عادياً في بعض القرى المصرية للعب الأطفال، لكن ما ليس عادياً هو تحول الأمر من اللعب إلى الجد، بعد أن التقطت كاميرا المُصور الشاب محمد نصر دروس ريم في الشارع لتُصبح حديث قريتها والقرى المجاورة، حتى انتشر «الفوتوسشن» فنالت ريم استحسان جميع أولاء أمور قريتها وطالبوها بإعطاء دروس لأبنائهم بمقابل مادي تقديراً لها، إلا أنها رفضت ذلك.



الشاب محمد نصر الذي يعمل في تصوير الأفراح وصاحب «الفوتوسيشن» يقول لـ«الرؤية»: «الفوتوسيشن جاء بالصدفة بعد أن نادتني أمي لأرى ما تفعله ابنة عمي ريم أثناء شرحها الدروس لأبناء القرية، قمت بالتصوير، لم يستغرق الأمر سوى ساعة واحدة وحقق انتشاراً كبيراً، فأنا أرى أن تصوير الشارع يكون أكثر انتشاراً ويحقق رسائل ملموسة



تراعي ريم في دروسها الإجراءات الاحترازية فلا يزيد عدد المجموعة الواحدة على 7 أطفال، وتضع شروطاً صارمة للحضور بمراعاة التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، كما تعقم الأطفال وتطهر مكان الدرس يومياً.

وقالت ريم لـ«الرؤية» إنها تتمنى أن تُصبح مُعلمة للرياضيات يوماً ما، وستستمر حينها في تعليم أبناء قريتها بالمجان، وعلى المدى القريب تتمنى أن يحصل تلاميذها الذين تُدرسهم في شارعها على الدرجات النهائية حتى تتأكد أن مجهودها معهم لم يضع سدى.