كيف تعرف الجيد من السيئ؟

قصة مزارع

في يوم من الأيام كان هناك مزارع حكيم لديه حصان. لقد أحب حصانه كثيراً لأنه يدعم أسرته وكان مصدر فخره وسعادته، لأنه يساعده على كسب المال.

في يوم من الأيام هرب الحصان. سمع أهل القرية الخبر وواصلوا القول:

يا إلهي! لقد هرب حصانك المفضل الذي تحبه كثيراً. هذا سيئ جداً.

ينظر إليهم المزارع ويقول:

ربما.

في اليوم التالي عاد الحصان ولكن معه 4 خيول برية.

سمع أهل القرية الخبر وقالوا:

يا إلهي، سمعنا ما حدث، لديك الآن 5 خيول، يا له من حظ سعيد، هذا جيد جداً.

ينظر إليهم المزارع ويقول:

ربما.

في اليوم التالي، حاول ابن المزارع ترويض أحد الخيول البرية. وأثناء التدريب، ركله الحصان وكسر ساقه في 3 مواضع.

لما انتشر الخبر في الحي زار الجميع منزل المزارع وقالوا:

يا إلهي، هذه الخيول الغبية، انظر ماذا فعلت بابنك. هذا سيئ جداً.

ويقول المزارع:

ربما.

وبعد أيام قليلة، جاء الجيش إلى المزرعة بحثاً عن شبان للتجنيد في الحرب.

ألقوا نظرة سريعة على ابن المزارع وقالوا:

لا يمكننا تجنيده، لقد أصيب بكسر في الساق.

يهنئ الجميع في القرية المزارع على أن ابنه الصغير بقي معه:

يا إلهي، ابنك بقي معك، وأخذ الجيش أبناءنا، أنت محظوظ جداً، هذا جيد جداً.

وما زال المزارع الحكيم يجيبهم بالمثل:

ربما.

من السهل جداً تبني عقليات سلبية عندما يحدث لنا أمر سيئ. لكن الحكم النهائي بأن بعض ما يصيبنا «جيد» أو «سيئ» من يدري؟ ما الذي يعدّ سلبياً أم إيجابياً؟

عندما لا تستطيع رؤية الصورة كاملة قد يكون الشيء السيئ جيداً على المدى الطويل، من يدري. على الإنسان ألا يتسرع في الحكم على وقائع الأمور وأن ينظر إلى الصورة كاملة احتساباً لكل الاحتمالات خيراً كانت أم شراً