الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«ملك الورق».. شاب يحوّل «الكوتشينة» إلى تحف فنية

حول شاب مصري أوراق الكوتشينية إلى تحف فنية، تجسد معالم مشهورة في العالم مثل برج خليفة، برج إيفل والمتاحف العالمية، من دون استخدام أي مواد لاصقة تعينه على تثبيت الورق رغم أن بعض مجسماته تجاوز الثلاثة أمتار.

ووقع أحمد رفاعي «23 سنة» الطالب بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، في هوى فن البناء بالورق، حيث يقدم أشكالاً وألواناً مختلفة من الورق والكروت دون لصقها.

ويستخدم رفاعي في هذا الفن معادلة تستعين بأكثر من علم، حيث الجمع بين الرسم والهندسة، الفيزياء، والبناء والمعمار، ففن بناء الورق وصلة لطيفة بين كل هذه الأشياء.



يبحث رفاعي دوماً عن المهتمين بهذا الفن في العالم، ويتواصل معهم ويتبادل أخر أخبار والمسابقات والمعارض التي تقام عالميا لهذا الفن، ليصبح مؤسس هذا الفن في مصر والوطن العربي.

3 أمتار و 3سم، هو أطول مبنى صممه رفاعي أو ملك الورق كما يلقبه أصدقاؤه، حيث شيده عبر ترتيب هندسي، باستخدام الكوتشينة والكروت، بدون أي مواد مثبتة.





تجسد منحوتات محمد مباني معروفة ونماذج لشخصيات باستخدام الكوتشينة، كلاعب الكرة المصري محمد صلاح، ماردونا، والرئيس الراحل السادات، وغيرهم، مستعيناً بموهبته في فن التوزان في بناء أشكال وتصميمات مختلفة من هذه المواد، دون استخدام ما يثبتها، عبر استخدام طريقة البناء بالمثلثات، وهي من أصعب الطرق في تصميم وبناء الورق.



ومؤخرا أدخل رفاعي إضاءة داخلية لتصميماته والأشكال والمباني المختلفة التي صنعها وصممها.



يخطط رفاعي إلى الدخول عبر هذا الفن إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ويسعى ليكون الأول، لكن ضعف الإمكانات، وعدم استطاعته السفر والتواصل مع الهيئات والشركات التي تهتم بهذا الفن، يقف عائقا أمام وصول لحلمه.





وأشار الطالب المصري إلى أن الوصول إلى موسوعة غينيس ليس سهلا، فهم لا يعترفون بمهارة الإنسان في أمر ما عن بعد، نظراً لوجود كثر يفبركون الفيديوهات عبر الفوتوشوب، في مقابل ذلك هو لا يستطيع تحمل تكلفة استقدام طقم حكام من الخارج، وتوفير إقامة كاملة لهم في مصر



ويواجه رفاعي مشكلة في تسويق هذا الفن الجديد على مصر، لافتا إلى أنه لا أحد يهتم بتسويقه، مشيرا إلى أن معظم من تواصل معه وانتبهوا لهذا الفن الذي يتميز به، من خارج مصر.



ونوه بأن شركات عالمية طلبت منه بعض الأعمال، حيث تم اختياره كبطل فيديو بأعماله الورقية لإعلان خاص بإحدى الشركان العالمية، حيث استعانت بفن بناء الورق لتنفيذ فكرة خاصة بمنتجها، والتسويق له، فيما أرادات شركة كوتشينة الاستعانة بأعماله، لكن تكاليف الرحلة الباهظة حالت دون ذلك.





ولفت إلى أنه لا يستطيع المشاركة في المعارض الفنية فليست كل الفنون معترف بها، لعدم إيمان القائمين على المعارض بما يقوم به رفاعي، فهو ليس رساما أو نحاتا، ليشارك في معارض فنية، بحسب أغلب القائمين عليها.



فكرة عمل شيء من لا شيء، هي المتعة الحقيقة لدى رفاعي بحسب وصفه، قائلا:" كل خلايا الجسم تستخدم حين أعد تصميماً أو شكلاً من الورق، جميعها تستخدم، من حركة لإبداع، لتفكير، لذكاء، لرؤية، لتغذية بصرية، كل حاسة تتطور لدي، استخدمها في المشروع الذي أعده، فالفكرة ليست ترتيب ورق كوتشينة، وإنما التفكير في الشكل المراد تنفيذه، والرسم على ورق، واستنتاج ترتيبه وتنفيذه بالكوتشينة، وكيف سيكون شكله، ومن خلال القواعد على الأرض يتم تحديد مناطق الارتكاز، ومناطق الضعف، والمناطق التي ستكون قوية، و الأجزاء التي سيقسم لها المبنى، كل هذه المراحل، تولد خبرة يستفاد منها نفسيا ومعنويا، إضافة إلى المتعة.





ولا يرى رفاعي أن قدرته على النحت بالورق موهبة، بل استغلال وحسن استثمار للمزايا المتوفرة لدى كل شخص لتنفيذ شيء يحبه، مؤكداً أن كل شيء يمكن تعلمه، واكتساب مهارة فيه، شرط توافر الرغبة والإرادة والصبر.



أخر ما صممه رفاعي بالكوتشينة والكروت، هو تصميم نموذج بالورق يحتفظ به، لبرج سيتي جيت بالشارقة، حيث نفذه بدون لاصق عبر استخدام 4600 كارت من دون عامود ارتكاز، في 3 ساعات.