الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ميثاء الحوسني: خدمة الوطن وأمنية أبي قادتاني لمهنة التمريض

قررت الإماراتية الشابة ميثاء الحوسني ألَّا تنفصل إنسانيتها عن حلمها في مجال الطب، وسد ما يحتاجه بلدها من كوادر، فكان مجال التمريض مجال اختيارها الأكاديمي ، قبل أن يصبح مجال عملها اليومي، لتجد نفسها مع واقع انتشار جائحة كورونا، محاربة بسلاحها الطبي وباءً عالمياً، مدفوعة بأمنية أبيها، والرغبة في خدمة الوطن، دون أن تثنيها المخاوف عن واجبها، لتكون في الصفوف الأمامية لخط الدفاع الأول.

وتخصصت ميثاء الحوسني ، ذات الـ22 ربيعاً، في مجال التمريض، مؤكدة أنَّ اختيارها هذا المجال لم يكن سهلاً، حيث تطلَّعت إلى التخصصات التي تحتاجها الدولة، والتي تعطيها فرصةً لإبراز دور ابنة الإمارات في خدمة مجتمعها، وأن تثبت كفاءتها في جميع المجالات.

وتقول ميثاء لـ«الرؤية» إنَّ التمريض كان من التخصصات التي يُوجد بها عدد قليل جداً من الإماراتيات، لهذا صبت جلّ اهتمامها على هذا المجال، والخوض فيه والعمل به، مشيرة إلى أنّها وزملاءها كان لهم دور كبير في أزمة جائحة كورونا، فكانوا في خط الدفاع الأول للاهتمام بالمصابين أو إجراء الفحوصات المختلفة لأبناء دولة الإمارات أو المقيمين على أرضها.

لم تخشَ ميثاء وزملاؤها أي صعوبات للوصول بدولتهم إلى بر الأمان من خطر جائحة كورونا، رغم صعوبة الجائحة، مضيفة: «العمل في التمريض مثله مثل الجنود الموجودين في الميادين وعلى الحدود، إننا عملنا في أيام صعبة لكن كل شيء يهون من أجل الإمارات، ورغم قلق كل من حولنا لكن كان لتشجيعهم لنا لمعرفتهم بالدور البطولي الذي نقوم به دور كبير في القيام بمهمتنا على أكمل وجه».

وأكدت ميثاء، أنَّ وراء كل نجاح أشخاص ملهمون شجعونا لنصل إلى ما نحن عليه الآن، وتضيف أنه لا شك أن كل أفراد أسرتها كانوا يفتخرون بها كونها ممرضة إماراتية تخدم هذا الوطن الغالي.

الرغبة في «تحقيق أمنية أبيها»، دفعت ميثاء إلى الالتحاق بالتمريض، موضحة أنه تمنى أن يرى إحدى بناته المتميزات خريجة في مجال الطب، إلى جانب والدتها: «لا بُد أن أقف وقفة شكرٍ وامتنان للإنسانة التي كانت الداعم والمشجع لي في هذا المجال، وهي أمي الغالية».

وترى ميثاء في المستقبل نفسها ممرضة مضحية بكل ما لديها من أجل عملها الإنساني، وتسعى جاهدةً إلى أن تخدم هذا الوطن المعطاء الذي علَّمها أن العطاء هو الرافعة الإنسانية المساهمة في تقدم المجتمع.

ووجهت ميثاء رسالة لجميع الخريجين من الثانوية العامة، وهي البحث عن مجال التمريض، والتعمق في تفاصيله، ومعرفة الدور الكبير الذي يقدمه الممرض إلى المرضى، والانعكاس الذي يتركه في نفوسهم ومساعدتهم، فالتمريض لا يُعد وظيفة روتينية بل مهنة إنسانية قبل كل شيء، ولا يوجد أجمل من الشعور بالإنسانية في مساعدة الآخرين، وأن نكون سبباً في رحلة علاجهم.