الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الهدية المثالية.. سفيرة المشاعر الإنسانية وطوق نجاة المعتذرين

تلعب "الهدية"، دوراً كبيراً في توطيد المشاعر بين المتهادين، وإذابة ما قد يشوب بعض العلاقات من شوائب، خلال التعاملات أو المواقف المختلفة، كما تعد بمثابة سفير فوق العادة ، ورسول أمين لمقدمها، فتنوب عنه في التعبير عن الحب والمشاركة والاعتزاز، أو حتى الاعتذار ، لتكون كذلك، طوقا نجاة أحياناً لصاحبها، بعيداً عن لغة الحروف، والكلمات،.

وتختلف الهدية باختلاف هدفها سواء كانت لمريض أو لزواج أو عيد ميلاد، ولاختيارها عدد من الأسس التي يجب اتباعها، كي تكون مثالية ومناسبة، سواء بالنسبة لمقدمها، او مستقبلها، بحسب خبيرة الإتيكيت، بسمة عبدالرحمن.

في البداية لا بد من اختيار الهدية على قدر أهميتها بالنسبة للشخص المُهدى إليه واحتياجه لها فمثلاً لا تُحضر ميدالية مفاتيح لزوجتك التي لا تمتلك سيارة حتى وإن كانت مصنوعة من الذهب.

وتتابع عبدالرحمن: الهدية تكون على قدر المُعطي وقدر المُعطى إليه فنراعي ظروفنا المادية في اختيار الهدايا، فليس شرطاً أن تكون غالية مادياً لكن يمكن اختيارها ذات ذوق عالٍ مع الاهتمام بكلمة طيبة لمُتلقيها اهتماماً بمشاعره.

وتضيف: من المقبول تماماً تقديم هدية تتناسب مع ميزانيتك، فلا داعي للشعور بالسوء إذا قدم الآخرون هدايا باهظة، التزم بما تعرف أنه يناسبك، أعط بسخاء، ولكن بشكل واقعي وفي حدود إمكاناتك.

وتابعت: هذا لا يعني أن تكون الهدية رخيصة لا أحد يحب ذلك، لكن الهدية المدروسة والمُختارة بعناية يمكن أن تكون ذات مغزى أكبر بكثير من أخرى باهظة الثمن لا قيمة لها بالنسبة لمُتلقيها.

ودعت من يخطط لشراء هدية لشخص قريب منه إلى الحرص على التفاصيل، فربما تحدث أمامه عن أشياء يرغب فيها ولا يمتلكها، فهذا يجعل الهدية أعلى قيمة بالنسبة له.

واضافت: خبيرة الإتيكيت: إن كنت لا تعرف ما يحتاجه الشخص الذي ستُقدم له هديتك فيمكنك استشارة مقربين منكما للحصول على هدية أمثل.

وتحذر من الوقوع في فخ شراء شيء لمجرد أنك تحبه، فتعتقد أنه ربما يحبه الجميع أو العكس، لذا لا تشتري كتاباً لشخص لمجرد أنك تحب القراءة فاختيارك للهدية مرهون باهتمامات الشخص نفسه وليس اهتماماتك أنت، لذا يجب التفكير جيداً في اهتمامات مُتلقي الهدية.

ولفتت عبدالرحمنن غلى أنه عندما نتحدث عن أفكار الهدايا الرائعة فنحن نميل بشكل طبيعي إلى شيء يدوم طويلًا وليس استهلاكياً فحسب، أو شيء سيتم استخدامه مراراً وتكراراً بعد فترة طويلة من تقديمك له، وهو أحد الأسس التي يجب مراعاتها في اختيار الهدية.

وحثت على تجنب هدايا تطوير الذات ككتب فقدان الوزن أو كتب وصفات النظام الغذائي، أو الكتب والأفلام الوثائقية التي تتعارض مع آراء الشخص الذي ستُقدم له الهدية.

وأكدت ضرورة ألا تُعطي الهدية قبل موعدها، فالهدية في وقتها المُحدد تمنح المُتلقي سعادة أكثر، مشيرة إلى أنه ورغم أن الهدية في الوقت المُحدد مثالية لآداب تقديم الهدايا، إلا أنه وفي بعض الأحيان تصل الهدية مُتأخرة لظروف خارجة عن إرادتنا، عندما تكون مصنوعة حسب الطلب مثلاً، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.

وحذرت خبيرة الإتيكيت من توقع أي هدية بالمقابل، وحثت على العطاء بسخاء وأن نمنح بقلب مفتوح، ولا نتوقع أي شيء في المقابل، مع الحرص على تجنب مُقارنة ما نحصل عليه بما نقدمه.

وأشارت إلى أن آداب تقديم الهدايا المُناسبة تنص على أن هديتك يجب أن تكون مُناسِبة لكل من المُناسبة والمُتلقي، فعلى الرغم من أنه قد تتوافر لديك حسن النية، إلا أنك لن تقدم أي خدمة لصديق من خلال منحه هدية باهظة الثمن ومُكلفة عندما يكون خارج العمل أو عندما يكون دخله أقل ففي الواقع قد تضعه في موقف مُحرج وتضع نفسك أيضاً إن رفض هديتك.

ودعت إلى التروي عند تغليف الهدية حتى نحصل على تغليف صحيح، الأمر الذي يجعل الهدية جذابة، فهذه مجرد طريقة أخرى لإظهار العاطفة والتقدير للمُتلقي.