السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أمهات «ليتل فاشونيستا»: عروض الأزياء تنمي مواهب أطفالنا

وصفت أمهات، أطفال يعملون موديلاً في عروض الأزياء أو الإعلانات التجارية، الاتهامات التي يوجهها لهم البعض باستغلال براءة أطفالهم من أجل تحقيق عائد مادي والحصول على الشهرة، بالخاطئة والتي ليس لها أساس من الصحة.

وأكدت أمهات لأطفال يطلق عليهم على «سوشيال ميديا» بـ«ليتل فاشونيستا» لـ«الرؤية»، أنهن يدفعن بموهبة أطفالهن إلى هذا المجال نتيجة امتلاكهم «كاريزما» خاصة، الأمر الذي يساعدهن على بناء شخصية أبناءهن المستقبلية وإكسابهم صداقات جديدة واكتساب الثقة في النفس.

وشددن على أن المكسب المادي والشهرة بعيد كل البعد عن أهدافهم، مؤكدات أنهن كثيراً ما يصرفن من جيوبهن الخاصة من أجل مشاركة أبنائهن والحصول على صورة جذابة.

وتوافقهن الرأي خبيرة موضة والتي تؤكد أن مُشاركة الطفل في عروض الأزياء يُنمي لديه مهارات مُختلفة، ويساعده على فرض نفسه باعتباره شخصية مؤثرة وقدوة لغيره.

في الوقت نفسه حذر استشاري نفسي من عمل الأطفال في هذا المجال، مشيراً إلى أنه يجبر الطفل على أوضاع مرهقة في التصوير والتشبه بالكبار والظهور في قوالب مُقيدة لحريته وطبيعته كأطفال في مرحلة النمو أو التصوير في أوقات غير مناسبة لأعمارهم وهو ما يعرضهم للضغط العصبي والبدني.

تعافٍ نفسي

بحثت عبير أنور والدة الموديل لؤي الشامي «11 سنة» عن وسيلة لإخراج نجلها من حالة الحزن التي انتابته بعد وفاة والده، فلم تجد أفضل من ترسيخ موهبته في الرقص عبر تقديم الأزياء بشكل راقص، لا سيما أن لديه كاريزما خاصة، مشيرة إلى أنه دأب منذ التاسعة من عمره على المشاركة في العروض المدرسية المختلفة.

ونفت أن يكون عمل ابنها في هذا المجال بحثاً عن مكاسب مادية، بل وسيلتها لتعافيه ودعمه نفسياً، وبناء شخصيته والاعتماد على نفسه.

وتؤكد أنه مختلف في وقفاته ورقصاته أثناء العروض، منوهة بحرصها على متابعة كل ما يخصه، حيث يحكي لها كل ما يُضايقه، ومشددة على أن عمله «موديل» لم يؤثر على دراسته.

متعة مُشتركة

لا تسمح شيرين لعل ابنتها مليكة حمدي «9 سنوات» في «الموديلينج» بالتأثير على دراستها أو منعها من حضور تمارين الباليه والإسكواش وحفظ القرآن.

ورغم أن مليكة شاركت في عروض أزياء وعدد من المسلسلات والإعلانات إلا أن والدتها تؤكد أنها لا ترى مشكلة في عملها في هذا المجال، فالأمر يمثل متعة مشتركة وذكريات سعيدة تعيشها معاً.

وأكدت أنها لن تسمح أن يؤثر هذا على دراستها أو حياتها الخاصة، مشيرة إلى أنها فقط تشاركها هوايتها بعيداً عما يدعيه البعض من تحقيق مكاسب.

المزاج يحكم

حولت الصدفة نيللي البطران «3 سنوات» إلى «فاشونيستا»، بحسب والدتها بسمة محمود، التي دأبت على تصوير ابنتها في وضعيات مبهرة منذ كانت الطفلة في عمر شهرين ومن ثم تنشر الصور على إنستغرام، مشيرة إلى أنها شاركت بالصدفة صورها مع أحد الغروبات المهتمة بفاشون الأطفال على «فيسبوك» فحققت انتشاراً كبيراً مع آلاف المتابعين على إنستغرام.

وتقول بسمة «الصور كنت ألتقطها بشكل خاص لنشرها على صفحتي، ثم وجدت تواصلاً من أصحاب العلامات التجارية ولعب الأطفال يطلبون أن تعرض مُنتجاتهم».

شاركت نيللي في عدد من الإعلانات وفي مسلسل «حكايات بنات» في جزئه الرابع، ولا ترى بسمة أنها تعرض ابنتها لأي مخاطر، فهي لا تجبرها على التصوير، حيث تتحكم مزاجيتها في الأمر.

وتلقي بسمة باللوم على الأمهات اللاتي يدخلن أبناءهن إلى هذا المجال رغم أنهم لا يملكون الموهبة أملاً في الشهرة، مؤكدة أن هؤلاء فقط من يسيئون للأطفال، منوهة بأن العائد المادي من عمل نيللي لا يذكر.

بلوغر المستقبل

اكتشفت دينا كمال والدة ليلى أحمد «5 سنوات» موهبة ابنتها بعد أن لاحظت قبل عامين موهبتها وتفاعلها مع الكاميرا أثناء التقاطها صوراً خاصة.

وتقول «يتابع ابنتي الآلاف على إنستغرام، خصوصاً أن لها طلة خاصة بفضل شعرها «الكيرلي» الذي منحها شخصية مُميزة في مجال الفاشون وأصبح سر تميزها.

وتستطرد «أصور ليلى بملابسها الشخصية التي أفصلها لها بنفسي وأنشر الصور على «إنستغرام»، مشيرة إلى أنها لا تقبل كل عروض الإعلانات التي تأتي لابنتها، لافتة أن معظم الإعلانات التي تشارك فيها لا تحصل على مقابل مادي عكس ما يعتقد الكثيرون.

ولا تنوي دينا أن تستمر ابنتها في عالم الفاشون، لكنها تؤهلها للعمل بلوغر يمكن الرجوع إليها في عالم الفاشون والموضة مُستقبلاً، بحيث تضع قواعد لاختيار العلامات التجارية التي تسوق لها ليلى.

بوابة التمثيل

أكدت غادة والدة معاذ أحمد «11 عاماً» الذي يعمل في مجال الفاشون والتمثيل وكان آخر أدواره في مسلسل «فيما وراء الطبيعة»، أن اتهامات البعض باستغلال أبنائهم من أجل الشهرة والمال، كاذبة ولا أساس لها من الصحة.

وأكدت أنها في أحيان كثيرة تدفع من جيبها من أجل إظهار نجلها في الإعلان بالشكل اللائق، مشيرة إلى أن أجر معاذ عن دوره في مسلسل «ما وراء الطبيعة» لم يتجاوز الـ3 آلاف جنيه مصري «700 درهم»، لافتة إلى ابنها يحب التمثيل ولديه حلم تريد تحقيقه له، منوهة بأنها اختارت الفاشون ليكون بوابته للعبور للتمثيل».

مواجهة الوحدة

ترى علا حلمي والدة رهف محمد «11 عاماً» أن عمل ابنتها «فاشونيستا» أكسبها صداقات جديدة خصوصاً وأن الأسرة عاشت في الخارج لفترات طويلة، كما أنه ساعدها في دعم ثقتها بنفسها وأبعد عنها شبح الإحساس بالوحدة خصوصاً أنها ابنة وحيدة.

وتضيف: «عمل رهف «فاشونيستا» جاء بالصدفة البحتة بعد مشاركتي صورها على «فيسبوك»، فلها ردود فعل مدهشة وطلة خاصة ساهمت في أن يتابعها الآلاف».

وتتابع «أشعر أنني مسؤولة عن شراء الناس للمُنتج الذي تقوم رهف بالترويج له، لذا أحرص على التأكد من جودته فذلك يتأتى من باب الأمانة وحق ابنتي في أن تكون في مكان لائق».

تنمية مهارات

رغم أن خبيرة الموضة خلود سليمان ترفض عمل الأطفال في مجال الموضة لتحقيق مكاسب مادية دون أن تكون لديهم موهبة حقيقية، إلا أن ذلك لا ينفي من وجهة نظرها أن هذا يُساعدهم على بناء شخصيتهم والظهور بشكل مُميز.

وتشير إلى أن مُشاركة الطفل في عروض الأزياء أو الترويج لعلامات تجارية يُنمي لديه مهارات مُختلفة للعمل في المجتمع، ويساعده على فرض نفسه باعتباره شخصية مؤثرة وقدوة لغيره من الأطفال، داعية الأهل إلى دعم مواهب أبنائهم في هذا الاتجاه.

اضطراب نفسي

يعتقد استشاري الطب النفسي وليد هندي أنه يمكن تنمية ثقة الأطفال بأنفسهم بوسائل أخرى غير العمل في مجال «الفاشون» لما يحمله من سلبيات أكثر من إيجابياته.

ويتابع هندي: بالطبع يتضمن هذا العمل أموراً سلبية أهمها إجبار الأطفال مثلاً على أوضاع مرهقة في التصوير والتشبه بالكبار في إطلالاتهم من وضع لمساحيق تجميل والظهور في قوالب مُقيدة لحريتهم وطبيعتهم كأطفال في مرحلة النمو أو التصوير في أوقات غير مناسبة لأعمارهم وهو ما يعرضهم للضغط العصبي والبدني».

وأكد أن هذا العمل يعرضهم لنوبات قلق تؤثر على صحتهم النفسية وتخرجهم من براءتهم، منوهاً بأن ذلك يظهر عند تقدمهم في العمر في شكل تصرفات غير سوية واضطرابات نفسية وعقلية.

ولفت إلى أن حب الظهور والشهرة ينمي لدى أطفال الغرور والتباهي في سن مبكرة، وقد تستمر معه للمُستقبل، لذا لا بد من تقنين استغلال الأهالي لمواهب أطفالهم في مجال الأزياء خصوصاً.

وذكر الاستشاري النفسي أن الطفل في هذا المجال يكون مضطراً للارتباط بما يحبه الآخرون لا بما يحبه هو، ويهتم أيضاً بنقد الآخرين له وحكمه عليه وانتقادهم له في بعض الأحيان، لا سيما أن الأمهات لا تستطيع السيطرة على التعليقات السلبية التي يتعرضون لها طوال الوقت، ومن هنا ينشأ في بيئة مضطربة نفسياً تؤدي لخلل في بنيانه النفسي في كل الأحوال.