إبراهيم أبوعودة.. فلسطيني يطير مع السمان فوق عش الفقر
بخطوات دقيقة محسوبة نجح المحاسب الفلسطيني إبراهيم أبوعودة في إنشاء أول مزرعة لطيور السمان «الفر» في قطاع غزة، حقق بها طموحه، متحدياً الواقع الاقتصادي الصعب الذي يمر به مع غيره من الشباب بقطاع غزة، وانتصر على البطالة والفقر.

بحث أبوعودة (34 عاماً) عن حلول للخروج من أزمة البطالة في ظل الظروف الاقتصادية المتردية بقطاع غزة، ففكر في إنشاء مشروع صغير لتربية طيور السمان، التي تحظى بإقبال الفلسطينيين على تناولها، لما لها من طعم فريد وفوائد عديدة.

وظف أبوعودة دراسته في التجار وإدارة الأعمال ليمضي مشروعه بخطوات ثابتة، فاشتري في البداية 150 من أمهات الطيور، ثم طوّر من مشروعه أو مزرعته الصغيرة، حيث بات يمتلك 1300 من أمهات طيور السمان.

قال أبوعودة لـ«الرؤية»: «جعلت خطواتي مختلفة عن باقي المزارع الأخرى، حيث طبقت قواعد التكاملية الإنتاجية عليها، بدءاً من الدراسة المسبقة لكل مقومات المشروع، وخطواته ودراسة البدائل الممكنة بحيث تتضمن المزرعة كل المراحل الإنتاجية من توفر الأمهات وشراء «فقاسة» لتفقيس البيض، و«حضانة» رعاية فراخ الطيور الصغيرة. وكانت خطوة التسمين آخر مراحل المشروع».

كما يستغل أبوعودة المخلفات العضوية المستخرجة من المزرعة وتدويرها للاستفادة منها كسماد لزراعة بعض النباتات التي تتغذى عليها الطيور.

وحول الدورة الحياتية لطيور السمان يقول أبوعودة إنها «تبدأ من تفقيس البيضة والتي تستغرق 18 يوماً، وتنتقل فيما بعد الطيور من الفقاسة إلى الحضانة التي تبقى بها 10 أيام في فترة الصيف، و20 يوماً في الشتاء، لتبدأ فيما بعد مرحلة التسمين حتى تبلغ 30 إلى 40 يوماً، وبعد ذلك تدخل مرحلة النضوج أو المرحلة الصالحة للطهو».

ويبدأ تخصيص الطيور للتكاثر عند بلوغها عمر 50 إلى 60 يوماً، ويعتمد عليها في فترة إنتاجية تستمر 7 أشهر، وذلك للحفاظ على القدرة الإنتاجية العالية، حيث تضع كل أنثى من طيور السمان 300 بيضة سنوياً.

واجه أبوعودة بعض المعوقات في سبيل تنفيذ حلمه، وأهمها أزمة الكهرباء التي تعيشها غزة بسبب استمرار حالات انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 8 ساعات في اليوم، ما اضطره لتصنيع فقاسته الخاصة بشكل يدوي.

ويطمح إبراهيم إلى توسيع نطاق مشروعه للاتجاه نحو التصدير إلى الخارج بعد تطوير مزرعته على مساحة 100 دونم، والتحول إلى مشروع اقتصادي متكامل يمكنه أن يوفر 1000 فرصة عمل لشباب غزة.
