الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«إيزادورا».. شهيدة الحب وجوليت مصر القديمة

على أرض مصر دارت أحداث أقوى قصة حب في مصر القديمة قبل آلاف السنين، قصة حب حزينة بين «إيزادورا» الفتاة المصرية ذات الجذور الإغريقية وبين الضابط المصري «حابي».





«إيزادورا» شهيدة الحب أو «هبة إيزيس»، تعتبر جوليت مصر القديمة، عاشت في القرن الثاني قبل الميلاد في عصر الإمبراطور «هادريان» وتقع مقبرتها في منطقة «تونا الجبل» غرب مركز ملوي بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وكانت المنطقة هي الجبانة الخاصة بالإقليم الـ15 من أقاليم الصعيد.





وتحوي المنطقة «مقبرة إيزادورا» وهي ابنة أسرة إغريقية كانت تعيش في مصر وكان والدها حاكماً للإقليم عندما وقعت ابنته الصغرى «إيزادورا» التي تبلغ من العمر 18 عاماً في الحب.





وقعت الفتاة الصغيرة في حب الجندي الفقير من عامة الشعب وكان يعيش على الجانب الغربي من النيل في مدينة «خمنو» أو «الأشمونين حالياً»، وقابلته أثناء احتفالات المعبود «جحوتي» رمز الحكمة والقلم، ونشأت قصة حب عنيفة بين ابنة الحاكم والحارس الفقير جعلها تبوح له بحبها، ليُعلن هو الآخر وقوعه في غرامها ويومياً وعلى مدار 3 سنوات كانا يتقابلان بجوار النهر.





لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن في الحسبان، حيث علم والدها بقصة حبها لحابي فغضب منها ومنعها من مغادرة القصر بأي حال من الأحوال، وأمر حراسه بتتبعها ومنعها من مقابلة «حابي»، حينها شعرت أن حياتها دون حبيبها لا طعم لها، وقررت إنهاء حياتها، لكن قبل ذلك هربت من قصر والدها لمُقابلة «حابي» للمرة الأخيرة وأخفت عنه خطتها، وبالفعل قابلته بجوار النهر المكان الذي شهد قصة حبهما، وأثناء عودتها ألقت بنفسها في النهر فماتت غرقاً، أحدث الأمر صدمة كبيرة لوالدها وأحس بالندم الشديد وبنى لها مقبرة تُخلد ذكراها ولأنها كانت محبوبة أبيها أمر بوضع موميائها على سرير جنائزي.





أما الجندي المصري «حابي» فكان مثالاً للوفاء وقرر عدم الزواج، وكان يداوم على زيارة مقبرتها ويشعل الشمع كي لا تشعر روحها بالوحدة.





وعندما علم عميد الأدب العربي طه حسين بقصتها بنى استراحة بمنطقة تونا الجبل بجوار مقبرتها وكتب لها رواية كبيرة تحمل اسم «إيزادورا شهيدة الحب»، وكان كل يوم أثناء إقامته يوقد لها شمعة مثلما كان يفعل حبيبها «حابي» بل كتب في هذه الاستراحة روايته الشهيرة «دعاء الكروان».