الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«ديستريكت 10» مقهى بنكهة الإبداع والثقافة

إذا كنت تبحث عن مكان يجمع بين الراحة والمتعة والفائدة، حيث يمكنك متابعة عملك أو دراستك، والجلوس لشرب كوب من الشاي أو القهوة، ويمكنك المشاركة في برنامج ثقافي مختلف يومياً، من الرسم إلى الموسيقى والشعر وعرض الأفلام، فمقهى «ديستريكت 10»في أبوظبي، هو الخيار المثالي بالنسبة لك، حيث يقدم العديد من الفعاليات التي تلائم ذوقك. فقد نجحت فكرة المقهى في استقطاب الكثير من الزوار الدائمين، إلى جانب عشاق الأدب والفنون، خاصة من الشباب الذين يقبلون على فعالياته لكسر الروتين اليومي، ولتفريغ طاقاتهم الإبداعية.

«ديستريكت 10» الذي انطلق منذ 3 سنوات، يشرف عليه الصديقان الإماراتي عبدالله الجابري، والكويتي عبدالله المنصور، اللذان التقيا في بريطانيا أيام الدراسة، وكانت لديهما تجربة ثقافية في لندن، فقررا بعد عودتهما تجسيدها على أرض الواقع في مقهى ثقافي.

ويتيح المقهى لزواره فرصة طرح مواهبهم وإبداعاتهم غير المعروفة، وحضور العديد من أمسيات الأدب والموسيقى والشعر، والمشاركة في النقاش وتبادل الآراء مع الحضور. ومع زيادة الإقبال على المقهى، دشن أواخر هذا العام فرعاً ثانياً له في منطقة الميناء في أبوظبي.



بساطة التصميم

البساطة سر تصميم هذا المقهى. فالديكور عبارة عن أفكار جذابة، تمنح المكان لمسته الفنية المحلية بروح عصرية. حيث نجدها في جدارية الكتب للمصممة الشابة ميره القاسم، وهي مجموعة من الكتب بصفحات بيضاء وصفراء، وفي المقاعد والطاولات الخشبية، والكنبة المريحة التي تتوسط المكان، والمخصصة لجلسات قراءة الكتب والأمسيات الفنية، وفي رفوف المكتبة المعدة للزوار لاستعارة الكتب، واللوحات المعلقة على امتداد الجدار الفني لدعم الرسامين الهواة.



على مدار أيام الأسبوع

«الرؤية» زارت المقهى والتقت عبدالله المنصور الذي قال «ما شجعني على إنشاء المقهى احتكاكي بعبدالله أيام الدراسة في بريطانيا، حيث كنت أستقبل في شقتي عبدالله والأصدقاء، لنتناقش في الأدب العربي والعالمي. وبعد تخرجي وحصولي على الشهادة وعملي لفترة طويلة في الكويت، شعرت بالملل ومررت بحالة من الجمود، فتواصلت مع صديقي عبدالله الجابري، واقترحت عليه فكرة افتتاح مقهى ثقافي في إمارة أبوظبي».

وأضاف أن المقهى يقدم لزواره فعاليات ثقافية على مدار الأسبوع، ويتم تخصيص أيام محددة في الأسبوع لأحد جوانب الأدب والثقافة، ففي كل يوم أحد يستضيف المقهى نقاشاً لنادي القراءة باللغتين العربية والإنجليزية، وتحدد المجموعة كتاب الأسبوع المقبل حسب اتفاق الأغلبية، ويخصص يوم الاثنين للشعر، حيث يستضيف المقهى شعراء من مختلف الدول العربية، أما الثلاثاء فهو مخصص لـ«مجتمع الكتابة»، والأربعاء للموسيقى، حيث يحضر الموسيقيون والهواة للمشاركة بمعزوفاتهم باستخدام مختلف الآلات الموسيقية.



خلال كورونا

لم تتوقف فعاليات المقهى خلال جائحة كورونا، حيث انتقلت إلى العالم الافتراضي. وأوضح عبدالله الجابري أن فكرة المقهى بدأت بالصورة النمطية البسيطة «الكاجوال»، ومع بداية كورونا، كان هناك اتجاه إلى التكنولوجيا بشكل أكبر، أصبح من خلال فكرة إنشاء قناة يوتيوب وتفعيلها.

«لم يحصر النادي اهتمامه بالثقافة، بل توسع إلى الجانب التعليمي، من تبادل الخبرات والمعارف، لافتاً إلى أن المقهى باشر بجلسات وندوات تعليمية، لا تتجاوز مدة كل جلسة ساعتين أو 3 ساعات، وكانت البداية مع مصور مبدع، لتقديم كورس من 3 ساعات، وحضر الجلسة عدد كبير من الأشخاص».



اكتشف مواهبك

ويساعد المقهى الشباب -بحسب المنصور - على اكتشاف مواهبهم، من خلال تجربة أشياء جديدة، والابتعاد عن النمط الروتيني من الحياة، مؤكداً أنه ضد وصف المقهى بـ«النخبوي»، لأن الثقافة والفنون أصل التسامح والتنوير الفكري، فالناس جميعاً يمتلكون المعرفة والفكر، والمقهى يستقبل مختلف المستويات، وتتميز جلساته بالعفوية، مشيراً إلى أن اهتمام الإمارات بالثقافة والشباب، وبتصدير عقول نيرة، يسهم في خلق جيل واعٍ ومهتم بمختلف أنواع الثقافة، وهذا ثمرة لرؤية القيادة واهتمامها في هذا المجال.

من جهتها، أكدت ندى عبدالرحمن، من رواد المقهى، أنها تحرص على زيارة المقهى أسبوعياً للمشاركة في جلسات قراءة الكتب، التي تساعد على توسيع الأفق والإدراك، لافتة إلى أن قضاء الوقت في مقهى ثقافي للقراءة والمناقشة ومقابلة الأصدقاء، أكثر فائدة لجيل الشباب من إضاعة الوقت في متابعة مشاهير السوشيال ميديا

فيما أشار عازف العود والمغني إبراهيم الدبعي، أحد رواد ديستريكت 10، إلى أنه يواظب على زيارة المقهى بشكل منتظم، ليشارك في الغناء والعزف على آلة العود، الأمر الذي ساعده على اكتساب الخبرة في التعامل مع الجمهور.