الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

سيف درويش: 68% من الإماراتيين يؤيدون التبرع بالأعضاء

سيف درويش: 68% من الإماراتيين يؤيدون التبرع بالأعضاء

أكد الدكتور سيف درويش المتحدث الرسمي باسم جمعية الإمارات للصحة العامة، أن تبرع فرد واحد بأعضائه بعد الوفاة يمكنه أن ينقذ حياة 7 أشخاص، ويحسن حياة 75 شخصاً آخرين.

وأوضح درويش في حواره مع «الرؤية» أن الفهم الخاطئ للدين، وفوضى الفتاوى في العالم العربي، من أبرز التحديات التي تواجه برامج التبرع بالأعضاء، ولذلك وهب نفسه لخدمة هذه القضية محاولاً أن يجعل من منصاته على التواصل الاجتماعي، منبراً يرد فيه على تساؤلات المتابعين حول قانونية التبرع وشرعيته، ويفسر لهم الفوائد الكبيرة التي يجنيها المجتمع من وراء ذلك، ويرشد متابعه إلى السبل الصحيحة للتبرع بأعضائهم بعد الوفاة، لمد الأمل لمئات من الحالات المرضية الحرجة التي يطاردها شبح الموت.

و هذا نص الحوار

* لماذا تظل قضية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة شائكة حتى الآن؟

لا يختلف اثنان على أهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة لما فيه من مساعدة للمرضى وإنقاذ حياتهم من الخطر، والحفاظ على أرواحهم. ويبدو ذلك جلياً من خلال الدراسات التي أكدت أن 68% من المجتمع الإماراتي يؤيدون التبرع بالأعضاء بعد الوفاة. وهو ما يعكس ثقافة العطاء والإحساس بالمسؤولية. إلا أن التأييد لا يعني الاشتراك في البرنامج، فعلى سبيل المثال نسبة المؤيدين لبرنامج التبرع بالأعضاء الأمريكي تبلغ 90% بينما تبلغ نسبة المسجلين في البرنامج أقل من 60%، وهنا يكمن دور الفعاليات المختلفة في المجتمع لتوضيح الحقائق للأفراد والرد على تخوفاتهم، وتوضيح الأمر لهم وهو دور توليه وزارة الصحة ووقاية المجتمع جهداً كبيراً، إلا أنني مؤمن بأنه واجب الجميع وليس دور الوزارة فقط.

*ما أبرز التحديات التي تواجه برامج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟

كثير من الناس في السنوات السابقة كان لديهم تخوف شرعي من الأمر، خصوصاً مع الفهم الخاطئ لقواعد الدين وانتشار فوضى إصدار الفتاوى في العالم العربي على منصات السوشيال ميديا. والذي أؤكده أن دور الإفتاء المعتبرة في بلاد الحرمين ومصر والإمارات تبيح التبرع ولا تحرمه.

ومن المواقف التي كان لها أثر إيجابي في هذا الصدد قيام عضو هيئة كبار العلماء السعودية العالم الدكتور عبدالله المطلق، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الإمام محمد بن سعود بالتوقيع على بطاقة تبرعه بأعضائه كاملة في حال «الوفاة الدماغية»، في مؤتمر عام على الملأ في العام 2013.



وإلى أي مدى أصبح المجتمع الإماراتي متقبلاً لبرامج التبرع بالأعضاء؟

نلاحظ اليوم أن الرأي العام في الشارع الإماراتي بشكل خاص والعربي بشكل عام، يرى التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يندرج تحت باب البر والعمل الخيري، الذي يجزى به المرء بعد الوفاة على خلفية (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).



متى يكون التبرع بالأعضاء بعد الوفاة مقبولاً وشرعياً؟

لا يتم التبرع إلا بعد إقرار الوفاة، وهي قضية كانت في السابق محل نقاش واسع، تم حسمه من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب والعناية المركزة في عام 1984، حيث نشرت المعايير المعتمدة للوفاة الدماغي المرتكزة على «موت جذع الدماغ». وقد اعتمدت المملكة العربية السعودية هذه المعايير مبكراً منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي فكان له أكبر الأثر في أن تكون السعودية سباقة في برنامج التبرع وزراعة الأعضاء.

ما الشروط التي وضعها القانون الإماراتي للتبرع بالأعضاء؟

يشترط القانون في الإمارات لكي يتم التبرع بأعضاء المتوفى أن يتم الكشف على الشخص من قبل لجنة من الأطباء الاستشاريين في جراحة المخ والأعصاب والتخدير والعناية المركزة، ويتم الكشف على المريض بفترات متباعدة بمعدل ساعتين بين كل مرة وأخرى وإجراء كل الفحوص والتحاليل المخبرية اللازمة. ويكتب كل طبيب من الاستشاريين تقريراً بالحالة. كما يشترط أن يكون هناك إجماع من قبل جميع أعضاء اللجنة، وإذا كان هناك تعارض يتم تشكيل لجنة أخرى.



* من هم الذين يمكنهم التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟

كل الأشخاص بإمكانهم التسجيل كمتبرعين بأعضائهم بعد الوفاة بغض النظر عن أعراقهم أو أعمارهم. لا يوجد سن نهائي محدد للتبرع بالأعضاء.





* وهل تمنع إصابة البعض بالأمراض المزمنة من التبرع بأعضائهم بعد الوفاة؟

الأمراض المزمنة لا تتعارض مع التبرع بالأعضاء فقد يتبين أن بعض الأعضاء غير مناسبة للزرع، ولكن هناك أعضاء وأنسجة أخرى قد تكون سليمة وصالحة للتبرع.

* أطلقت مبادرة من (أعضائي.. أمل) حدثنا عنها.

أطلقنا بالتعاون مع مجموعة من الناشطين المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، هذه الحملة الوطنية التي تستهدف استقطاب 5000 من المتبرعين بأعضائهم بعد الوفاة، للإسهام في إنقاذ حياة المرضى ومصابي الحوادث، وهي حملة تطوعية مهمتها الأولى تشجيع أفراد المجتمع على المشاركة في هذه المهمة الإنسانية التي تستهدف مدّ الحياة بالأمل حتى بعد الوفاة.

وتأتي هذه الحملة تطبيقاً لمرسوم أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، لمواكبة أحدث المعايير الصحية الدولية في هذا المجال.



* أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، التطبيق الذكي «حياة» لتسهيل الأمر على المتبرعين؟ فما الذي يقدمه هذا التطبيق؟

يتيح التطبيق للراغبين في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة التسجيل لإنقاذ مصابي الحوادث، وهو تابع للبرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء.





* تكرر دائماً أن المتبرع الواحد يستطيع إنقاذ عشرات الأرواح، كيف يكون ذلك؟

المتبرع الواحد بإمكانه إحداث فارق كبير، إذ يمكنه إنقاذ حياة 7 أشخاص من خلال التبرع بالرئتين والكليتين والقلب والبنكرياس والكبد كما يمكنه تحسين حياة ما لا يقلُّ عن 75 شخصاً من خلال الأنسجة المختلفة التي من الممكن التبرع بها، وعلى صعيد عائلتي هناك 27 شخصاً متحمسون للمباردة، انضم منهم بالفعل 14 فرداً، في حين ينتظر 13 آخرون، بلوغ السن القانونية، التي تسمح بذلك، من اجل الانضمام الرسمي لها.