الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

نزيه الغضبان.. لبناني يؤسس جيشاً موسيقياً قوامه 1400 آلة عود

نزيه الغضبان.. لبناني يؤسس جيشاً موسيقياً قوامه 1400 آلة عود

لأكثر من 40 عاماً ظل نزيه الغضبان يصعد السلم الموسيقي درجة بدرجة مؤسساً جيشاً من أوتار العود يربو على 1400 آلة موسيقية متفرعة عن ما يعرف بملك وسلطان العزف.





الغضبان ابن بلدة رأس بعلبك الواقعة شرق لبنان على الحدود مع سوريا هو صانع وعازف لآلة العود منذ عام 1976، ويقدم آلاته مزهواً، ويقول إنه يعرف كل قطعة منها بأحاسيسها وتوزيع نغماتها.



ويحتفظ الغضبان لكل عود بملف خاص يتضمن ملاحظات حول المواد التي صنع منها وشهادة منشأ لأوتاره.





وفي مملكته الخشبية ذات النغمات الأصيلة يقول الغضبان: «تقريباً صاروا بحدود 1400 آلة، والمهم إني أعرفهم كلهم، ولكل عود له ملف عندي محتفظ فيه، مدون ملاحظاتي عليه، إن كان ملاحظاتي لناحية المواد المصنوع منها أو لناحية صوت العود».





ويجلس الغضبان خلف صورة تظهره عازفاً على العود مع المطرب الراحل وديع الصافي، ويستذكر رحلته مع هذه الآلة التي أصبحت جزءاً من حياته قائلاً: «العود هو رفيق حياتي، رفيق دربي، بستعمله بكل الظروف، بكل المشاعر والأحاسيس اللي بمر فيها، بالفرح بالحزن، بكل الأوقات، عطول معي العود».





ومحاطاً بتشكيلات متنوعة من الأعواد يشرح غضبان أسرار إمارته الفنية: «أغلب الأعواد مصنوعة يدوياً، ما في معامل، في ورش، وبهالورش بيجمعوا آلة العود، يعني، في واحد بيشتغل الزند والبنجق، واحد بيشتغل الطاسة، واحد بيشتغل الصدر وفي واحد بيجمعن».



وقد أمضى الغضبان الجزء الأكبر من حياته في صناعة آلات العود يدوياً، ويرى نفسه مستمراً في القيام بذلك كواحد من مالكي مواردها وخصائصها الصوتية.





وأستاذ الفلسفة المتقاعد يفلسف أيضاً حرفة صناعة العود ويمضي بعد تقاعده معظم وقته في ورشته مباشرة أسفل منزله، مردداً أن صناعة العود الأفضل تصبح أكثر دقة إذا قام بها شخص واحد من الألف إلى الياء.

ولهذا الغرض فإن الغضبان يعمل على تطبيق التفاصيل وصولاً إلى حف العود، أي تهذيبه وإكسابه ملمساً ناعماً، واختيار نوعية الخشب.