السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فارس عيسى.. إماراتي يقهر متلازمة داون بذهب البطولات

فارس عيسى.. إماراتي يقهر متلازمة داون بذهب البطولات

تصوير: جميل الخاروف



متسلحاً بالعزيمة والإرادة والإصرار، ومؤمناً بقدراته الشخصية ومهاراته التي تؤهله على قهر المستحيل وتخطي العقبات وتجاوز التحديات، تمكن الشاب الإماراتي فارس عيسى من تحويل إصابته بمتلازمة داون، إلى دافع وحافز مكنه من حصد الألقاب والمراكز المتقدمة في البطولات الرياضية.



حكاية فارس، البالغ من العمر 20 عاماً، بدأت منذ ولادته مصاباً بمتلازمة داون، وفي عمر العاشرة وبدعم من أسرته وتشجيعها له، اتخذ من الرياضة درباً له، ليهب لها حياتها، وتكون سبيله في تحدي إعاقته وقهرها، ضارباً لأقرانه ولمن هم في نفس حالته مثلاً يحتذى في الصبر والجلد الممزوجة بعزيمة الرجال.



بطولات وميداليات

وجد الشاب الإماراتي في عالم السباحة غايته، ليتمكن وهو في عقده الثاني من التميز في هذا النشاط الرياضي، ما أهله للمشاركة في بطولات عدة، محققاً فيها مراكز متقدمة في بطولات السباحة لأصحاب الهمم، وحاصداً ميداليات ذهبية وفضية.



ولم يكتفِ فارس عيسى بالسباحة ولكنه شارك أيضاً في سباقات الترايثلون مع نادي المرموم، إضافة إلى سباقات الركض في بطولات عدة منها ناس الرمضانية العام الماضي، كما أنه شارك أيضاً في سباق الدراجات لمسافة 16 كم.



دعم الأسرة

وقال مدربه فراس العامري لـ«الرؤية» إن كلمة سر النجاح في مسيرة الشاب فارس عيسى الرياضية، تكمن في حب أسرته له وحرصها على استثمار مهاراته الرياضية، وعدم شعورهم يوماً بالخجل، فهيؤوا له كافة الظروف التي تجعله يداوم على التدريب وبناء جسده وتحدي إعاقته، وتوفير كافة الفرص التي تساعده على التأهيل الذهني والبدني، في محاولة منهم لتمكينه من الاستقلال الحياتي.



أبطال التحدي

وأوضح أن فارس التحق بفريق أبطال تحدي الإمارات، الذي يعد أول فريق لأصحاب الهمم قادر على منافسة الأصحاء، وانعكس ذلك بشكل كبير على نفسيته ومكنه من تحويل المحنة إلى منحة إلهية جعلته قادراً على مواجهة الحياة بإصرار وعزيمة.

ونجح فارس لأكثر من 10 سنوات من التحدي والإنجازات بالمشاركة في بطولات محلية ودولية عدة، وحصل خلالها على ميداليات كثيرة، ومنها الميدالية الذهبية عن بطولة الأولمبياد الخاصة بالألعاب العالمية، إضافة لبطولات ناس للجري لمدة 3 سنوات.





استثمار الوقت

وذكر مدرب فارس أن الشاب الطموح يتدرب تقريباً 4 تدريبات في الأسبوع، وقبل البطولة كان يتدرب 6 مرات أسبوعياً، محاولاً استثمار الوقت كل يوم يمر عليه لإنجاز رياضي يضاف إلى مسيرته وطريق التحدي الذي اختاره.



وأشار إلى أن الشاب نجح في حجز موقعه في الحياة العملية، وتمكن من الانخراط في العمل، وممارسة حياته كما الأسوياء، بعد نجاحه في قهر هذه المعضلة بالطموح والصبر والاجتهاد.



عدم اليأس

وأضاف المدرب العامري أن مرضى متلازمة داون في الإمارات مدعومون وقادرون على الإبداع وتحقيق أحلامهم، واستطاعوا الوصول إلى مراتب متقدمة، متمنياً لفريقه لأصحاب الهمم أن ينجح في المشاركة في المسابقات الدولية ليضربوا مثلاً إيجابياً لإخوانهم من أبناء متلازمة داون، داعياً الشباب المصابين بهذه المتلازمة إلى عدم اليأس، ومشاركة فارس مشاعره الإيجابية التي ساعدته على عبور هذه الأزمة، وتحويلها إلى بقعة ضوء مشعة في حياته.