الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

نافع الياسي: لن أخرج من عباءة الطبيب.. ووثقت تجربتي أدبياً

نافع الياسي: لن أخرج من عباءة الطبيب.. ووثقت تجربتي أدبياً

توثيق تجربته المهنية في قوالب أدبية مناسبة، تعد واحداً من أهم الجوانب في شخصية الطبيب الإماراتي الأديب نافع الياسي، الذي استطاع التعبير عن مكنوناته إلى الآن عبر أعمال أدبية، استوحى أحداثها من قصص عايشها من خلال عمله طبيباً، وهما «مريض لن أنساه»، و«حالة حرجة»، ثم نشر رواية «بحثاً عن حياة» المبنية على أحداث واقعية، وأصدر روايته الجديد «ماربورغ» عام 2020.

وقال الطبيب الإماراتي الأديب نافع الياسي، إنه تناول في مجموعته القصصية الأولى ما يزيد على 15 حالة مرضية عايش تفاصيلها الإنسانية اليومية، فأحبّ نقلها بأسلوبٍ أدبي، مشيراً إلى أنّه لاقى قبول واستحسان القراء، بعد أن وصل عدد طبعات المجموعة إلى 11 طبعة متتالية، الأمر الذي جعله يتحفظ على مقولة إن المجتمع العربي لا يقرأ.





وأضاف الياسي أنّه زار معظم معارض الكتاب في منطقة الخليج العربي، ولمس إقبال الناس اللافت على الكتب، كما رأى أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في الترويج لإبداعات عدد من الأقلام الأدبية الجديدة والواعدة، وحرّضت المهتمين على متابعتها والاطلاع على تجاربها.

وعن روايته الجديدة «ماربورغ»، أكّد أنه يتحدث في هذه الرواية عن انتشار وباء «ماربورغ» في جزيرة النخيل، وكيف تعاملت الجهات المختصة مع هذا الوباء؟ والتضحيات التي قامت به جهود خط الدفاع الأول المتمثل في وزارة الصحة بكل طواقمها، مع الدروس المستفادة من هذه التجربة، حيث توضح الرواية عودة «ياسر» من رحلته في أفريقيا حاملاً معه فيروساً قاتلاً دون أن يعلم بذلك، وظهرت عليه الأعراض بعد مرور بضعة أيام وساءت حالته كثيراً، وعند اكتشاف نوع الفيروس القاتل بدأت الأعراض نفسها في الظهور على أشخاص مختلفين تبين مخالطتهم لياسر خلال الأيام الماضية.

وذكر أنه في الرواية سيعيش قارئها هذه الحرب، ولن تكون غريبة عليه لأنه لا بد قد عايش مثلها في الشهور الماضية بدءاً من الإعلان عن الوباء والجائحة إلى الهلع والذعر الذي أصاب السكان وتوافدهم على مراكز الأغذية والتكالب عليها لتكديسها، والمبالغة في شراء المعقمات والكمامات حتى نفادها من الأسواق، ثم فرض حظر التجوال وإغلاق المدارس والمساجد ومنع التجمعات وتحول المدينة الصاخبة إلى مدينة أشباح، ثم انفجار الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي بالشائعات والنقد والتذمر الذي أثقل المسؤولين والطاقم الصحي وشتت جهودهم.

وتابع بأننا سنشاهد صورة حية لتلك الحوادث ولما يحدث خلف أسوار المستشفيات عن الجهود المبذولة من الطاقم الصحي بفئاته المختلفة الذين سارعوا بالوقوف بالصفوف الأمامية، مُلقين براحتهم ورغباتهم خلف ظهورهم، عما يعيشونه كل لحظة من رعب وخوف وكفاح ضد المرض ومع المرضى وضد الشائعات، واشتياقهم لعائلاتهم وحاجتهم للراحة عن أرواحهم المفقودة جراء هذه الكارثة ولأجل حياة مرضاهم.

وعن رأيه في المهرجانات والمعارض الأدبية، أوضح أن هذه المعارض تضيف كثيراً للكاتب وخصوصاً للكتاب الشباب حيث تجعلهم يتعرفون عن قرب عن أفضل الكتاب في العالم العربي، ويستطيعون الحصول على خبرات هؤلاء الكتاب، وتطبيقها على أسلوب كتابتهم؛ لأنّ الكتابة ليست موهبة فقط، لكنها دراسة وفن ومهارة تحتاج إلى تراكم الكثير من الخبرات.





وأشار إلى أن الكثير من الشباب يطلقون على أنفسهم لقب كاتب عند إصدار الكتاب الأول وقد لا يحقق هذا الكتاب إقبالاً جماهيرياً لكنه أعطى لنفسه هذه الصفة، رغم أن لقب كاتب من الألقاب الكبيرة جداً، ولا يستطيع أي شخص أن يطلق على نفسه لقب كاتب إلا إذا توفرت له جميع الشروط لهذا اللقب.

وأكد أنه شارف على الانتهاء من كتابة رواية جديدة، مؤكداً أن الكتابة الأدبية لن تنأى به يوماً عن تخصصه الأول في مجال الطب، قائلاً: «لا أعتقد أنني سأخرج من عباءة الطبيب في السنوات الخمس المقبلة، إلا أنني أجد المتعة في مجال الكتابة عن الوسط الطبي الذي أفقه أدق تفاصيله، كما أن الوسط الأدبي المحلي يفتقر إلى هذا الجنس الأدبي الذي يسهم في إثراء الحركة الأدبية، ويجذب المهتمين بهذه الموضوعات».

وبيّن أنّ المسؤولية تدعو بلا أدنى شك الطبيب إلى ضرورة الاهتمام بصحة الفرد، وتقديم المعلومة الطبية الصحيحة، في ظل الكم الهائل من المعلومات المغلوطة التي يتم تصديرها عبر فضاءات الإنترنت، لذا قدّم مجموعة من النصائح الطبية المجانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لإيمانه بقدرتها على تعميم الفائدة، وتقديم النصيحة المطلوبة، التي لا يمكن أن تقوم بأي شكل من الأشكال مقام التشخيص والمعالجة.

ووجّه الياسي رسالة إلى الشباب بأنّ عليهم بالقراءة ثم القراءة؛ لأن القراءة هي المفتاح الأول لعالم الكتابة، فدون القراءة حتى وإن كنت موهوباً لن تستطيع الوصول إلى عالم الكتابة بكل احترافية.