الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«المتحف الفلسطيني» يُحضّر لاستعادة 80 ثوباً تراثياً من أمريكا

«المتحف الفلسطيني» يُحضّر لاستعادة 80 ثوباً تراثياً من أمريكا

يتأهب المتحف الفلسطيني لاستعادة 80 ثوباً فلسطينياً تراثياً من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إبعاد قسري استمر لمدة 35 عاماً وتمكن المتحف من جمع مبلغ 40 ألف دولار لهذا الغرض بعد حملة التمويل الجماعي الأولى التي أطلقها مؤخرا بعنوان: «80 قصة وثوباً من الشَّتات للبلاد»، وذلك بحسب سامر مخلوف مدير تنمية الموارد في المتحف.

وتعود قصة الأثواب الفلسطينية التراثية إلى العام 1986م حينما تمكن أحد الأشخاص يهوى تجميع الأثواب التراثية التي تعود حياكتها لقبل عام 1948م ولها قيمة تراثية تاريخية كبيرة؛ من إخراجها من فلسطين وإيصالها إلى أمريكا من أجل عرضها هناك ولكن في تلك الفترة حصلت أحداث سياسية وأمنية حالت دون إرجاعها حيث كان هناك تخوف كبير أن يتم مصادرتها من قبل قوات الاحتلال.





وقال مخلوف لـ «الرؤية»: "إن ذلك الشاب أعطى لاحقاً هذه الأثواب التراثية لمجموعة من السيدات الفلسطينيات والعربيات اللاتي يعشن في واشنطن واللاتي أسسن لاحقاً لجنة الحفاظ على التراث الفلسطيني واحتفظوا بهذه الأثواب التراثية على مدار السنوات في بيوتهن ونظموا فيها عدة معارض".

وأضاف: "أن الحلم والطموح والأمل لدى السيدات كان وضع هذه الأثواب في متحف فلسطيني والاحتفاظ بها لفترة طويلة دون أن يعرفن أن هناك متحفاً فلسطينياً".

وأشار إلى أنه وفي عام 2018م تعرفت إحدى السيدات على المتحف الفلسطيني بالصدفة عن طريق مقابلة تلفزيونية لمديرته د. عادلة العايدي- هنية عبر تلفزيون أبوظبي حيث انتبهت أن هناك متحفاً فلسطينياً، وبعدها زارت المتحف في مدينة رام الله واستعدت لإحضار الأثواب.

وقال مخلوف: "بدأنا منذ عام 2018م الاستعدادات من أجل إحضار الأثواب للمتحف الفلسطيني ومقره الضفة الغربية وعلى أساس هذا الترتيب نظمنا حملة التمويل الجماعي التي استمرت على مدار شهر حتى نهاية السنة الماضية وجمعنا المبلغ المطلوب وهو 40 ألف دولار".



وعن الخطوات القادمة بعد وصول هذه الأثواب إلى فلسطين أكد مخلوف أن لديهم خطة ثلاثية تبدأ بعرض هذه الأثواب في المتحف الفلسطيني، ومن ثم ترميمها من قِبل مختصين ورقمنتها والحفاظ عليها ووضعها في غرفة آمنة ومُجهّزة كجزءٍ من مجموعة المتحف الدّائمة، لتكون هذه القطع الفريدة من التّراث الفلسطيني وقصصها في متناولِ الجمهور العام والباحثين، كونها أثواباً لها قيمة تراثية وتاريخية قديمة.

وأشار إلى أنه سيتم تصويرها بشكل محترف وعرضها من خلال منصات رقمية وذلك لإتاحة الفرصة للمهتمين بالتراث والأثواب الفلسطينية الاطلاع عليها.





ولفت إلى أن هناك توجهاً لمشاركة هذه الأثواب في معارض.

ومن جهتها قال مديرة المتحف الفلسطيني د.عادلة العايدي – هنية لـ «الرؤية»: "لجأنا إلى تنظيمِ حملة تمويل جماعي لشحن هذه المجموعة الثَّمينة ممن الأثواب من الولايات المتحدة الأمريكية إلى فلسطين وتأمين وصولها حيث لاقت هذه الحملة إقبالاً كبيراً".

وأضافت: "نجحت هذه الحملة التي وبرغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي خلفته جائحة كورونا، إلا أننا لمسنا من خلالها حرص الفلسطينيين ومناصري قضيتهم حول العالم على الحفاظ على التراث المادي الفلسطيني".



وتابعت: "هذا الأمر ما يزيد من عزمنا للمُضي قدماً في تنفيذ مشاريع للمتحف الفلسطيني حول العالم لنوصل رواية فلسطين والفلسطينيّين إلى العالم".