الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

«الوشاح الأزرق».. تحدٍّ مُميت يحصد أرواح الشباب على «تيك توك».. والأزهر يحرمه

بعدما أودى بحياة يافع مصري «18 عاماً» أصبح تحدي التعتيم أو لُعبة الوشاح الأزرق على تطبيق «تيك توك» مثار جدل كبير في الفترة الماضية لما له من آثار سلبية أخطرها وفاة مراهقين.

ويُجبر تحد Blackout يبشكل أساسي المشاركين على خنق أنفسهم أو كتم أنفاسهم في غرفة مُظلمة حتى يفقدوا وعيهم تماماً ووسط ذلك يقومون بتصوير ما يفعلونه، وكانت اللعبة موجودة بالفعل منذ سنوات وتُعرف أحياناً باسم «Passout Challenge» أو «The Game of Choking» أو «Speed ​​Dreaming» أو «The Fainting Game» ، لكنها تكتسب حالياً قوة جذب على «TikTok»، وسط تحذيرات من أن اللعبة تؤدي لتلف بالدماغ ونوبات عصبية حتى الموت.

وفي إيطاليا ماتت فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات بالفعل بعد محاولتها تحدي Blackout، وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية أن الفتاة للأسف كانت قد ربطت حزاماً حول رقبتها للدخول في التحدي وهو ما أودى بحياتها وتم نقلها على وجه السرعة إلى المُستشفى وهناك أُعلنت وفاتها.

ومن إيطاليا إلى مصر حيث تسبب «تحدي التعتيم» في وفاة شاب يُدعى أدهم بمنطقة مُنشأة ناصر بمحافظة القاهرة حيث شارك في التحدي وعندما رآه أحد أفراد أسرته دخل إليه مُسرعاً لكن بعد فوات الأوان حيث كان قد لقى الشاب حتفه بالفعل.

وتحثTikTok مستخدميها الآن على الإبلاغ عن الأشخاص الذين يشاركون في التحدي على أمل أن يمنعه من الانتشار عبر الإنترنت.



حجب التحدي في مصر

ووصلت التحذيرات بمنع التحدي في مصر إلى أروقة مجلس النواب، حيث تقدم نائبان مصريان بطلب إحاطة وبيانات عاجلة إلى رئيس الوزراء ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حول اللعبة المميتة مُطالبين بحجب تطبيق «تيك توك» في مصر.

كما تقدم أيمن محفوظ المحامي ببلاغ للنائب العام ضد مبرمجي اللعبة التي وصفها بأنها تُشبه تعاطي المُخدرات، وفي إطار ذلك قال المحامي في بيان حول ذلك: «لعبة التعتيم أو ما يطلق عليها الوشاح الأزرق، ليست إلا مجرد لُعبة على «تيك توك»، ولكنها للأسف الشديد لعبه قاتلة، والتي فيها يمتنع المشارك في التحدي عن التنفس، حتى يفقد وعيه لإيهامه بشعور بأحاسيس قوية، تشبه تعاطي المخدرات وكذلك لإثبات الذات».





الأزهر يحذر

وفي بيان له حذر مركز الفتوى الإلكترونية من خطورة هذه اللعبة وحرمها لأنها تقع في إطار أفعال قتل النفس عملاً بقوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ۛ وأحسنوا ۛ إن الله يحب المحسنين».

وقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه «قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: «يتعرض من البلاء لما لا يطيق».

وأهاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بأولياء الأمور والجهات التثقيفية والتعليمية والإعلامية بيان خطر أمثال هذه الألعاب وضررها البدني والنفسي والسلوكي والأسري، ووضع مركز الفتوى عدداً من النصائح لتجنب ما أسماه تطبيقات الموت:

- الحرص على متابعة الأبناء بصفة مستمرة على مدار الساعة.

- متابعة تطبيقات هواتف الأبناء وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة.

- شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة، والأنشطة الرياضية المختلفة.

- التأكيد على أهمية استثمار وقت الشاب وعمره في بناء الذات وتحقيق الأهداف.

- مشاركة الأبناء جميع جوانب حياتهم، مع توجيه النصح، وتقديم القدوة الصالحة لهم.

- تنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم.

- التشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء.

- منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات وكسب الثقة.

- تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم وتحمل مسئولياتهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع.

- تخير الرفقة الصالحة للأبناء، ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع معلميهم.

- التنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادة التي يُمكن أن تصيب الإنسان بأضرار جسدية في نفسه أو الآخرين، وصونه عن كل ما يؤذيه.



اضطراب في الشخصية

وفي تصريحات لـ«الرؤية» قال استشاري الطب النفسي الدكتور وليد هندي إن الشباب المشاركين في مثل تلك الألعاب المُميتة يعانون في الأساس اضطراباً في الشخصية وبعض الأعراض الاكتئابية التي تغفل عنها الأسرة، كما أن غفلة الأسرة عن أبنائها يدعوها لممارسة تلك الألعاب التي تتحكم في نفسية الطفل أو المراهق لاحتوائها على عوامل جذب له وتتحكم في شخصيته، وتجعله مُستسلماً وضعيفاً لذا وجب عليه إنجاح التحدي فاللعبة تُعطيه إيحاء أنه أكبر سناً.

وعن تحكم اللعبة في المراهق يقول «اللعبة تتحكم في شخصية المراهق حيث يجب عليه تجاوز التحدي وعندما ينجح فيه فإن اللعبة تكون قد تحكمت في شخصيته وتطالبه بالدخول إلى تحدٍ جديد، وتجعل طاقته النفسية ضعيفة إن فشل في التحدي وهو ما يُصيبه بالاكتئاب وقد يصل إلى مرحلة أصعب حين يفكر في الانتحار فجأة وهو ما حدث بالفعل في ألعاب مميتة أخرى».

وأشار هندي إلى أن ممارسة الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة تصيب الطفل بالاكتئاب وتعرضه لضغوط وتراكمات نفسية ربما تودي به إلى الانتحار لذا وجب على الأهل مُتابعة المحتوى الذي يُشاهده أبناؤهم.