وقالت غنوة في حوارها مع «الرؤية» إن لها طقوساً معينة في اختياراتها تبدأ بقراءة النص قراءة متأنية لفهم العمل وأبعاده، ومن ثم تعمل على استخلاص دورها فيه، والأفكار الرئيسية، مؤكدة أنها لا تعتمد على الحفظ، لكنها تعتمد على الفهم لتقدم دورها بشكل تلقائي، تستخدم فيه جميع حواسها مشاعرها.
ووصفت غنوة الفن بالعمل الجميل الذي يحتاج ممن يرغب في العمل به أن يكون على دراية تامة بماهيته والصعوبات التي سيواجهها وكيف يتغلب عليها، فيما أشارت إلى أن جمهورها يشبهها بالفنانة نادين نجيم، لا سيما عندما يغيب عنها الماكياج.
*قدمت مؤخراً أغنية «اللي خلف ما مات» فلماذا اخترت الغناء عن والدك وبمشاركة شقيقك؟
** اخترت تقديم أغنية تشبه الواقع الذي نعيشه ولم نعد قادرين على التعبير فيه عن شيء، أما اختياري لشقيقي ليشاركني الغناء فلأنه يملك صوتاً جميلاً حساساً وحنوناً، وصوته قادر على إيصال الرسالة التي رغبت في تقديمها للجمهور. وهي أننا كبشر في ظروف الحياة الصعبة نكتشف أن أول من يقف معنا هم أفراد أسرتنا ولذلك قررت غناءها لأعبر لأخي عن حبي له، وهو أمر جميل أن نسلط الضوء على المعاني الإنسانية لمحبة أفراد الأسرة. ولأن والدي توفي منذ فترة، وأخي هو سندي في الحياة كان كلام الأغنية حقيقياً جداً، وجاء القرار لأقدم الأغنية بعد إصابتي بفيروس كورونا ورغبت أن أشكر أسرتي لوقوفها إلى جانبي خلال الأزمة.
*دخلتِ المجال الفني بالصدفة، فهل ندمت على هذه الصدفة التي غيرت مسار حياتك أم سعدت بها؟
لم أندم أبداً، رغم صعوبة التجربة الفنية، وأنا أرى أن كل عمل في الحياة صعب، ويجب أن نعطيه حقه من الاجتهاد لكي نتمكن من الاستمتاع به ولكي نحصل منه على الخبرة.
ولا شك أن وجودي الفني في لبنان وسوريا ومصر، والانتشار الذي حققته وقدمت فيه أعمالاً لها رسائل إنسانية، جعلني أفتخر بما فعلته، وبأنني بمجهودي الشخصي تمكنت من تحدي الصعاب وتحقيق النجاح. عبر كل شخصية جسدتها، وعاماً بعد آخر تمكنت من تطوير موهبتي وقدراتي الفنية. الفن عمل جميل لكن يجب على من يرغب في العمل به أن يكون على دراية تامة بكيفية العمل به والصعوبات التي سيواجهها وكيف يتغلب عليها.
* كيف تختارين أعمالك الفنية؟
اختياري للأعمال التي أشارك بها يبدأ بأن تكون مختلفة عما قدمته سابقاً في محتواها الدرامي، وفي الشخصيات التي أقدمها، وأهم معيار عندي لاختيار الدور أن يكون للعمل الفني رسالة ومعنى. وأن أجد فيه نفسي، فكثيراً ما عرض عليّ أدوار لم أجد فيها نفسي حيث كان الاهتمام الأكبر فيها على الشكل، وهي فارغة من المحتوى فرفضتها وأنا أسير بمبدأ أساسي هو: أن كل دور أقدمه لا بد أن أكون مسؤولة عنه تماماً.
* كيف تستعدين لأدوارك؟ وكيف تتخلصين نفسياً من أقنعة الشخصيات التي تجسدينها؟
طريقتي بالتمثيل تبدأ بقراءة النص الدرامي كله قراءة متأنية لفهم العمل وأبعاده، ومن ثم أقرأ دوري فيه، وأستخلص الأفكار الرئيسية من الدور. لا أحفظ كثيراً، لكني أعتمد على فهمي للسطور المكتوبة، وأقدمها بشكل تلقائي، حتى لا أكون مجرد ممثلة تحفظ الدور وتؤديه أحب أن أقدم أدواري بجميع حواسي وبكل مشاعري وبشكل تلقائي يصل للمشاهد.
طريقة التخلص من الشخصيات وخاصة الثقيلة ليست سهلة ولكن لأني أحب علوم الطاقة، أمارس تمارين معينة كما أمارس تدريبات التأمل للتخلص من الذكريات أو الشخصيات القديمة التي جسدتها. وهي من الأمور التي ساعدتني في التمثيل.
بعد نجاح أغنيتك هل ستواصلين في مجال الغناء؟
في السابق عرض عليّ كثيراً أن أكون مغنية لكني لم أكن مقتنعة بذلك، لم أتخيل نفسي مطربة. أحب التمثيل لأنه يساعدني في تحدي الذات والتطوير من مهاراتي وإيصال رسائل إنسانية للناس. لكنني إذا وجدت كلمات أغنية تجذبني فلن أتردد لأنني أركز على المعنى أكثر من الأداء.
* يرى البعض أن هناك شبهاً بينك وبين نادين نجيم، فهل هنالك صلة قرابة بينكما؟
**يشبهني الجمهور بالنجمة نادين نجيم وخاصة عندما أكون من دون ماكياج ولكن هذا هو الجمال الشرقي. ولا يوجد صلة قرابة بيننا ولكنني أحبها على الصعيد الشخصي بسبب تواضعها وثقافتها، كما أحب أعمالها الفنية التي قدمتها.
* كيف تجدين مستوى الدراما اللبنانية؟ وما الذي ينقصها لتصل إلى مرحلة متميزة؟
مستوى الدراما اللبنانية تطور كثيراً في الأعوام السبعة الأخيرة بسبب تطور عملية الإنتاج الدرامي وقد قدمنا أعمالاً نفتخر بها وأصبح لنا جمهور من كل أنحاء الوطن العربي بشكل كبير.
* ما جديدك للفترة المقبلة؟
*لدي مسلسل مشترك بين مصر ولبنان. النص لم ينتهِ بعد، لكنه سيكون جاهزاً قريباً، وسيتم العرض غالباً بعد الموسم الرمضاني. لكننا سنبدأ التصوير قريباً.