الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«الحياة في يوم».. وثائقي يشارك في بطولته 324 ألف إنسان

«الحياة في يوم».. وثائقي يشارك في بطولته 324 ألف إنسان

لم يكن عام 2020 مثل أي عام آخر، وسيذكره التاريخ لأسباب عدة على رأسها جائحة «كوفيد-19»، هذه الأحداث وعشرات غيرها، يحاول الفيلم الوثائقي «حياة في يوم 2020» Life In A Day 2020 الذي أنتجته قناة You Tube، تحت إشراف المنتج والمخرج البريطاني الكبير ريدلي سكوت، أن يختزلها في كبسولة مصغرة لا يتجاوز زمنها 85 دقيقة، شارك في صنعها 324 ألف إنسان من 192 دولة، طلب منهم موقع يوتيوب أن يرسلوا مقاطع فيديو من حياتهم العادية خلال يوم محدد هو 25 يوليو 2020.





ومن خلال هذا الكم الهائل من الساعات التي تم إرسالها قام المخرج السينمائي المعروف كيفين ماكدونالد، صاحب فيلم «آخر ملوك اسكتلندا»، بصياغتها في قالب سينمائي فني.

سئل المخرج الراحل ألفريد هيتشكوك عن أهم عناصر الفيلم السينمائي، فقال: «المونتاج هو كل شيء».

ومن يشاهد فيلم «الحياة في يوم 2020» يمكن أن يرى مثالاً آخر أوضح، وأصعب، إذ كيف يمكن تصور اختزال ملايين الدقائق من كل بلاد العالم تقريباً تصور مئات الآلاف من البشر يتحدثون بمعظم اللغات الحية في أقل من 90 دقيقة؟





لقد بذل فريق المونتاج جهداً هائلاً لاختيار المواد المعروضة، وتنظيمها كما لو أنها تحكي قصة واحدة، وكل انتقال من مقطع، ربما لا يتجاوز زمنه ثانية واحدة، إلى مقطع آخر استلزم جهداً وإبداعاً كبيرين، وهذا الفيلم هدية للسينمائيين العرب الشباب ليتعلموا منه فن المونتاج وقدراته السحرية.



فكرة فيلم «الحياة في يوم» سبق أن قامت بها قناة يوتيوب منذ 10 سنوات، عندما قامت بإنتاج فيلم يحمل الاسم نفسه عن عام 2011، شارك في تصويره 80 ألف شخص فقط، قام بإخراجه ماكدونالد أيضاً، وبالصدفة كان عاماً استثنائياً أيضاً.



لكن التحدي هذه المرة أكبر ليس فقط بسبب عدد الساعات الذي يصل لنحو 5 أضعاف زمن المواد المصورة التي أرسلت للفيلم الأول، ولكن أيضاً بسبب عدد الموضوعات، وأنماط الحياة الفردية والجماعية، من جدية المرض القاتل والأوضاع السياسية والاقتصادية إلى الحب واللعب والفرح والأكل، مروراً بمشكلة البيئة وعالم الحيوان وتحولات الطبيعة.



لا يعني ذلك أن الفيلم كئيب أو جاد أكثر من اللازم، بل على العكس هو فيلم مبهج رغم كل شيء حيث يحتوي على كثير من اللحظات الخفيفة التي تعكس خفة الحياة نفسها، مثلما يعكس ثقلها من خلال لحظات الموت والفقد والفقر.

يضم الفيلم بعض القصص الإنسانية المؤثرة، وبعض لحظات الترفيه المبهجة، وبعض لحظات السحر الفاتنة، التي يتجلى فيها، لثوانٍ، معنى الحياة، مثل ألوان قوس قزح التي تظهر في السماء عقب المطر الشديد.





ومع أن المشاهد قد يشعر غالباً بأن بعض القصص والشخصيات أهم من بعضها الآخر، وأن بعضها كان يحتاج إلى زمن أطول، لكن هذا ليس فيلماً وثائقياً تقليدياً، وإنما أقرب إلى خطف لحظة عابرة من عمر البشر، يمكن أن يراها أحد سكان المريخ، فيتعرف بسرعة إلأى حياة رفاقه في كوكب الأرض.



فيلم «الحياة في يوم» شهد عرضه العالمي الأول خلال مهرجان «صاندانس» مطلع فبراير الماضي، وهو يعرض حالياً على قناة يوتيوب مجاناً.