قبل 4 أعوام كانت الشابة المصرية شيماء حسين -35 عاماً- على موعد لم يكن في الحسبان بعد أن شعرت بتخدر في يدها اليسرى وساقها أيضاً، هذا الشعور كان الإنذار الأول لرحلتها التي امتدت لسنوات مع مرض التصلب المتعدد الذي هدد حياتها بمضاعفات قد تصل إلى إعاقة دائمة تحبسها على كرسي متحرك، إلا أنها استطاعت هزيمة المرض لتصبح مدربة يوجا دولية معتمدة.
وتقول شيماء لـ«الرؤية»: «قبل أربع سنوات بدأت أشعر بتخدر في ذراعي اليسرى وساقي اليسرى أيضاً، وفي هذه اللحظة لم أكن أعرف شيئاً عن التصلب المتعدد وما جاء في ذهني أن يكون مجرد إرهاق أو ورم في المخ، وهو ما قاله الطبيب أيضاً ولكن بعد عدد من الفحوصات تم تشخيصي بالتصلب المتعدد، وما عرفته بعد ذلك أن المرض يهاجم الأعصاب وقد يؤدي إلى فقدان الرؤية أو الإعاقة الدائمة.
وتضيف شيماء: بعد التشخيص دخلت في دوامة العلاج الدوائي، ولكنني شعرت أنني أضيف مرضاً فوق مرضي، فكنت أتناول الكورتيزون بالإضافة إلى حقن لتأجيل هجمات المرض إلا أنها كانت مؤلمة للغاية لدرجة أنني أستعين بعبوة مسكن كاملة في اليوم الذي أتلقى فيه الحقنة، لذلك قررت أن أتوقف عن تناول الدواء.
توقف الدواء عوضته صديقة شيماء التي أخبرتها عن فرصة لتدريب يوجا دولي تنظمه مؤسسة هندية قررت منح فرصتين للتدريب مجانيتين لأصحاب أمراض المناعة الذاتية التي يندرج تحتها التصلب المتعدد، وبدأت التدريب الذي حصلت في نهايته على اعتمادها مدربة لليوجا.
وتقول شيماء: أثناء العلاج الدوائي توقفت تماماً عن استخدام يدي اليسرى، كما لم أستطع أن أحرك ساقي اليسرى وكنت أجرها، ولكن مع اليوجا بدأت في تحريك يدي وساقي وأصبحت أؤدي حركات غاية في الصعوبة.
وتدرب شيماء حالياً العديد من المرضى باستخدام تقنية «اليوجا تشير» وهي تمارين لليوجا تمارس على الكرسي لمن لا يستطيعون الجلوس على الأرض، بالإضافة إلى التمرينات العادية.
وتحلم شيماء بإنشاء مركزها الخاص لليوجا سواء لمرضى المناعة الذاتية أو للأشخاص الطبيعيين، مشيرة إلى أن اليوجا منحتها الأمل في أن تعيش حياة طبيعية بدلاً من الحياة التي توقعتها بعد إصابتها بالتصلب المتعدد.