على الرغم من الحالة السلبية التي تسبب فيها فيروس كورونا وآثاره النفسية التي فرضتها العزلة على الجميع، إلا أن الجائحة لم تخلُ من مكاسب وإيجابيات عدة، فلكل عملة وجهان، وهذا ما أكده عدد من الشباب استطلعت «الرؤية» آراءهم حول الدروس المستفادة من الأزمة.
وأكد شباب أنهم تمكنوا من تبني عادات وهوايات جديدة، من خلال استكشاف مواهبهم في مجالات عدة خلال الفترة الماضية، سواء بممارسة هواياتهم الفنية، مثل الرسم والموسيقى، أو إعادة اكتشاف مواهبهم في الطهي، إلى جانب توطيد العلاقات الاجتماعية، مشيرين إلى رغبتهم الشديدة في التمسك بممارسة هذه المكتسبات والاستمرار فيها في مرحلة ما بعد الجائحة.
علاقات اجتماعية
قال الطالب بجامعة الشارقة عبدالله أبوالعدس، إنه نجح في توطيد علاقاته الاجتماعية مع أفراد أسرته، وتمكن من مد أحبال التواصل بشكل أكبر مع بعض الأصدقاء الذين انقطعت علاقته بهم بسبب انشغالات الحياة.
كما أنه استفاد من فترة الحجر المنزلي في تنظيم الوقت أكثر من ذي قبل، بسبب البقاء بالمنزل لمدة أطول دون ضياع الوقت في المواصلات.
قواعد السلامة
وذكر الطالب بجامعة عجمان أحمد القادري أن تجنب التجمعات التي تمثل بؤرة لانتقال الأمراض والحفاظ على قواعد السلامة المجتمعية بالأماكن العامة من خلال التباعد واستخدام المعقمات باستمرار، أصبحت أبرز العادات الصحية المكتسبة لديه والتي سيستمر فيها طيلة حياته.
وتابع: «أزمة كورونا فترة صعبة على الجميع ولكننا لا ننكر أننا اكتسبنا خلالها الكثير من العادات الإيجابية التي كنا نجهلها، أو نتعامل معها بدون اهتمام كافٍ، وقد بدأت شخصياً في الاهتمام بمجال تطوير الذات خلال الفترة الماضية وبدأت أقرأ في هذا المجال خلال فترة الحجر المنزلي».
ثقافة تكنولوجية
وأوضح الطالب بكليات التقنية العليا في الشارقة حمدان الحوسني: «أصبح لدينا وعي بالإجراءات الاحترازية التي تسهم في المحافظة على سلامة الفرد والأسرة، والتي أصبحت مع الوقت ثقافة مكتسبة نتعامل فيها بكل المناسبات واللقاءات اليومية، فالشخص المصاب بمرض معدٍ صار على وعي بضرورة الابتعاد عن الناس وعدم مخالطة أحد، وإن اضطر فعليه ارتداء الكمامة وترك مسافة بينه وبين الآخرين».
وأضاف أن حضور الجلسات الافتراضية أسهم في تطوير مهارات الطلبة، كما أسهم في تثقيف كل أفراد المجتمع بضرورة استخدام التكنولوجيا في الزيارات والمقابلات والاجتماعات، حتى في المناسبات الاجتماعية، ما زاد من الوعي التقني والمهارات التكنولوجية لدى الناس.
تطوير الذات
أما الطالبة بجامع خليفة، سلامة الطاهر، فقالت إنها فخورة باتباعها نمط حياة صحي، من حيث نوعية وجودة الطعام وممارسة الرياضة بانتظام يومياً مهما كانت الانشغالات، إضافة إلى ارتفاع الوعي بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية من خلال التركيز على تطوير الذات.
ولفتت إلى أنها نجحت في التخلص من مسألة التسويف وتأجيل العمل نوعاً ما، والتي كانت ترتكبها قبل جائحة كورونا.
وتابعت: «أصبحت أنجز أعمالي في الوقت المحدد من دون تأخير سواء في الدراسة أو غيرها من أمور الحياة»، مبينة أنها تمكنت من تطوير مهاراتها في تصميم الغرافيك ومونتاج الفيديو، إلى جانب تفعيلها لجانب التواصل والمناقشات على التطبيقات الذكية.
ممارسة الرياضة
بينما أشار الطالب في جامعة عجمان بهرام كريم حسن، إلى أن الفترة الماضية جعلته يشعر بمدى التقصير في حق الأسرة من ناحية التواصل، وقضاء وقت أطول معهم، فأصبح يميل للبقاء في المنزل أكثر مع الأهل الآن، ولا يخرج سوى للأمور الضرورية.
وأضاف: «من بين العادات التي اكتسبتها في الفترة الماضية وما زلت مستمراً فيها، ممارسة الرياضة بانتظام كالجري والكروس فيت».
إبداعات منزلية
فيما ذكرت خريجة كلية الفنون الجميلة بجامعة زايد، هديل الشعلان، أنها اعتنت بمسألة البحث عن المعلومات بشكل صحيح والقراءة والمطالعة بمواضيع مختلفة بهدف اكتساب المعرفة، حيث تمكنت من تعليم نفسها ذاتياً بعض الصناعات اليدوية منزلياً، كصناعة الورق من بقايا الأوراق المستعملة في البيت وصناعات فنية أخرى باستخدام مواد أولية.