منذ أن كان عمره عامين ونصف العام فقط، كان الطفل المصري محمود أشرف عطية يحفظ جدول الضرب عن ظهر قلب، فكان الطفل يجلس جوار أشقائه أثناء استذكار دروسهم، يلهو ويلعب ويحفظ معهم، فأصابت والديه الحيرة، كيف له أن يحفظ كل ذلك وهو في عمر صغير كذلك.
ليُقرر الأب الذي كان يعمل في المملكة العربية السعودية إنهاء عمله والعودة للاستقرار في مصر لمُتابعة نجله الذي وُصف بالكمبيوتر البشري.
أشرف عطية والد الطفل يقول لـ«الرؤية»: "كنت أعمل مُدرساً للغة الإنجليزية بالمملكة العربية السعودية لمدة 18 عاماً وقررت العودة والاستقرار في قريتي بقنا جنوب مصر لمُتابعة ابني محمود علمياً، خصوصاً شغفه بمجال الرياضيات، ولديّ ابنان في مراحل التعليم المُختلفة لكن محمود هو الوحيد بين أبنائي الذي أبدى تفوقاً كبيراً في الحساب وعلومه".
يقوم محمود بحل أصعب مسائل الرياضيات خلال وقت وجيز بل يبتكر طرقاً جديدة للحل تعلمها من تلقاء نفسه، ولا يحلو لوالد محمود سوى مناداته بالعبقري فالطفل ذو التسع سنوات يحول كل ما تقع عليه عيناه إلى أرقام، فيعد حبات الأرز في طبقه ويجمعها مهما كان عددها مع عدد حبات البازلاء ليُحصي عدد ما يدخل جوفه من حبات.
في البداية ظنت أمه أنه مُصاب بفرط الحركة أو لديه خطب صحي ما، فكانت زيارتها لطبيب المخ والأعصاب الذي أخبرها أن الطفل يتمتع بذكاء ومهارة شديدة منذ طفولته، حتى أنه أنهى منهج الرياضيات للصف الثاني الإعدادي رغم كونه في الصف الثالث الابتدائي.
ويُقول محمود لـ«الرؤية»: "أحب الرياضيات بكل علومها لا أعرف لماذا؟ فلقد وجدتني أفعل ذلك بمنتهى الشغف وأستوعبها بشكل كبير، أقرأ علومها وأبحر فيها، حتى أنني أنهيت منهج الحساب من المرحلة الابتدائية حتى الصف الثاني الإعدادي في شهر ونصف فقط وتم توثيق ذلك من قِبل وزارة التربية والتعليم المصرية".
ويُتابع محمود "أنا أنجز دروسي في أقل من ساعة ولا تمثل لي العمليات الحسابية أي صعوبة كما يحدث مع أقراني، ومتعتي الوحيدة هو حل مسألة حسابية مُعقدة واستخلاص نتيجتها، وأتمنى أن أُصبح عالم فضاء وأتمنى الانضمام لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث أعرف أن المؤسسة تسعى لاستقبال ودعم النوابغ العرب، وأتمنى أن يتم دعمي من خلالها لتحقيق حلمي في أن أكون رائد فضاء، وأنا متابع جيد لرحلة مسبار الأمل إلى المريخ والتي تمثل فخراً للعرب جميعاً".
حصل الطفل العبقري على عدد من الجوائز، منها الميدالية الذهبية من أكاديمية البحث العلمي والمركز الأول على مستوى الجمهورية في حفل الطفل المُبدع في مجال الرياضيات كأول طفل صعيدي يحصل على تلك الجائزة، كما تم تكريمه من محافظ قنا ومن الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب السابق.