الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«فوضى».. دراما أكشن تحمل خلطة سرية لإبهار المشاهدين

«فوضى».. دراما أكشن تحمل خلطة سرية لإبهار المشاهدين

«فوضى» Fauda، هو أشهر مسلسل في تاريخ التلفزيون الإسرائيلي، استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً محلياً وأن يصل للعالم من خلال منصة «نتفليكس»، من خلال 3 مواسم من التشويق والمغامرات، المحلاة ببعض السياسة وتعقيدات الصراع، وخلال الأيام الماضية ترددت الأخبار ليس فقط عن قرب الانتهاء من صنع موسم رابع من المسلسل، ولكن أيضاً عن طرح نسخة هندية من المسلسل، تتناول الصراع الهندي الباكستاني، يشارك فيها عدد من نجوم التلفزيون الهندي منهم مانيف فيج، والوشا دي سوسا، أرباز خان وأرسلان جوني.



ولكن ما هو سر «فوضى»، ولماذا يحقق هذا النجاح، الذي يسعى لاستنساخه كثير من المنتجين والمؤلفين في عدة بلاد وليس في الهند فقط؟





تكمن الخلطة السحرية في عبارة «أكشن سياسي»، التي يروج بها صناع «فوضى» لعملهم، وتفعل الخلطة مفعولها بشكل أكثر قوة عندما تكون هذه السياسة عن صراع دموي «فوضوي» وغير مفهوم بشكل واضح، تضيع فيه المعالم بين الجاني والضحية.



«فوضى»، بداية، من صنع اثنين من المحاربين السابقين في جيش الدفاع الإسرائيلي، آفي أيزاكاروف وليور راز، استلهما فيه بعض ما خبراه وسمعاه خلال فترة خدمتهما، إضافة إلى كثير من الخيال، والميلودراما، ومن ناحية الإنتاج فهو يستفيد من أحدث ما وصلت إليه تقنيات تنفيذ المعارك والمطاردات في السينما والدراما التلفزيونية، وبالطبع يكفي أن تخاطب جمهوراً يحب الأكشن لديه نزعة وطنية لتضمن النجاح.



بدأ بث الموسم الأول من «فوضى» عام 2015، وبعد النجاح الذي حققه في التلفزيون الإسرائيلي تقرر عمل موسم ثانٍ، بدأ بثه نهاية 2017، وبدأ بث الموسم الثالث نهاية 2019، بعد شراء «نتفليكس» لحقوق عرضه وإنتاج موسم جديد.



يحاول المسلسل أن يبدو محايداً وموضوعياً، ليعرض ظروف ومبررات كل طرف، وأن يقول، إن الانتقام يولد الانتقام، والعنف يولد العنف، ولكن المسلسل نفسه يبرر هذا الانتقام والعنف، ويدعو إليهما، ويجعل منهما مادته الحماسية التشويقية على مدى المواسم الثلاثة، ولا يبقى في ذهن ووجدان المشاهد سوى روعة هذا الانتقام وروعة الذين ينفذونه، من وجهة طرف واحد فقط.



يستخدم «فوضى» بعض المعلومات العامة عن نظام العمل في وحدة «ميستافريم» وعن حياة الجهاديين الانتحاريين، وعن النزاع بين الفصائل الفلسطينية، وعن التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين داخل إسرائيل، ويشير حتى إلى إمكانية أن يتحاب رجل وامرأة من الطرفين، أو تنشأ علاقة صداقة بين أفراد من الطرفين، ولكن هذه اللمحات تظل عابرة ومقتضبة للغاية، بل ومجهضة دائماً، بينما المعارك والقتل المتبادل هو الشاغل الرئيسي للمسلسل، وهي سبب نجاحه لدى محبي الأكشن.