السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أماني الخريبي.. فلسطينية تتحرر من عزلتها بالرسم الرقمي

تظهر الموهبة من الرسمة الأولى.. هكذا شعر أهل الفلسطينية أماني بيبرس الخريبي بموهبة ابنتهم وهي في الصف الأول بالدراسة الثانوية، عندما رسمت لوحة شخصية لأحدهم، فصرخ من الإعجاب، وانتقلت عدوى الإعجاب بلوحتها للمحيطين، وطالب الأهل ابنتهم بالتخصص في دراسة الفن.





وتقول أماني، ابنة خان يونس بقطاع غزة، لـ«الرؤية»: «لم أكن أنوي التخصص في الدراسة الجامعية في الفن، لكن تشجيع الأهل جعلني انتبه لموهبتي وأطورها بالدراسة، فالتحقت بكلية التربية الفنية وصار الرسم قدري بعد أن كان هواية فقط».



تعشق أماني (21 عاماً) الرسم منذ مرحلة الدراسة الابتدائية، لكنها كانت تعتبر الرسم مجرد هواية جميله تمنحنها الشعور بالتميز، خاصة عندما تفوز لوحة لها في مسابقة مدرسية أو يعبر مدرسو الرسم في مراحل التعليم عن إعجابهم بما ترسم. ويطالبون زميلاتها بتقليد رسمها،



وتؤكد أن دراستها الأكاديمية أسهمت في صقل موهبتها وأضافت لها، حيث تعرفت في الجامعة إلى المدارس الفنية وطرق الإبداع والأساليب المتعددة التي كانت تجهلها قبل الالتحاق بالجامعة. كما أن دراستها الجامعية منحتها الثقة للمشاركة في معارض فنية متخصصة، مثل معرض «صهيل» الذي نظمته رابطة الفنانين الفلسطينيين، وأشاد برسوماتها فنانون كبار، منهم الفنان الفلسطيني المعروف فتحي غبن.

لم تكتفِ الفنانة الفلسطينية بالطرق التقليدية التي تعلمتها في الجامعة في الرسم، فاتجهت إلى الرسم الرقمي، وتعلمته بجهد ذاتي عبر المشاركة في دورات على اليوتيوب إلى أن أتقنت أساليبه الفنية، وبدأت ترسم الصور واللوحات باستخدام البرامج الموجودة علي الهواتف والحواسيب. وتستعيد في لوحاتها ذكريات طفولتها والمناظر والوجوه التي عرفتها وتعيد رسمها بطرق حديثة



وتتابع الخريبي أن الرسم الرقمي يمنحها القدرة على تصويب الأخطاء التي قد ترتكبها أثناء الرسم.. فبكبسة زر واحدة يمكن إلغاء الخطأ من دون حاجة إلى ممحاة وألوان جديدة بالإضافة إلى أن المسح والتعديل على اللوحة في الرسم الرقمي لا يؤثر على جودة اللوحة على العكس من الرسم التقليدي. كما أنه يغني الرسام عن مشاكل توفير أدوات الرسم من الفرشاة والألوان والكانفاس، ويسمح للفنان بالتعديل الكامل على اللوحة وتغيير حجمها ونسخ أكبر عدد ممكن من النسخ التي يريدها الفنان من أعماله الفنية وبكلفة أقل من إعادة إنتاج الأعمال التقليدية.



وتقول إن «الرسم الرقمي حررني من الخجل والعزلة ومنحني فرصة التواصل مع الجمهور مباشرة على صفحات التواصل الاجتماعي»، تقول الخريبي التي تعرض لوحاتها على موقع إنستغرام، حيث تستطيع وضع الصور وإرسالها لمن يريدها بسهولة وتلقي آراء الجمهور مباشرة على الصفحة، وتتمنى الخريبي أن تتم إضافة الفن الرقمي للمساقات الأكاديمية في كليات الفن العربية لمواجهة العصر الرقمي في العالم.