الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

«صُنّاع الجمال» في غزة.. رسل نظافة يعملون بنصف راتب

مع بزوغ الفجر يستيقظ صانع الجمال عبدالرازق الطلاّع (52 عاماً) مبكراً، ليبدأ عمله في نظافة شوارع مدينة غزة، حيث يؤكد أنه يؤدي رسالة سامية وليس موظفاً رسمياً لدى بلدية غزة.

يحمل الطلّاع مكنسته ويستلم عربته ليبدأ بكل نشاط ونفس راضية بتنظيف شوارع مدينة غزة مبكراً، وكله أمل أن ينجز عمله قبل أن يستيقظ السكان ليروا شوارعهم نظيفة ليدخل الفرحة والسرور على نفوسهم قبل توجههم لأعمالهم.





استحق الطلّاع وزملاؤه من عمال النظافة الذين يقدر عددهم بأربعة آلاف عامل لقب «صنّاع الجمال» الذي أطلقته عليهم بلديات قطاع غزة، وذلك عرفاناً منهم بما يقدمونه من عمل كبير في خدمة وطنهم ونظافته.

ويقول الطلاّع لـ«الرؤية»: بدأت العمل في قسم النظافة في بلدية غزة قبل 20 عاماً، وأحرص يومياً على إنجاز عملي بكل إخلاص في تنظيف الشوارع المطلوبة مني في مدينة غزة ونقل قمامتها إلى مكب النفايات الرئيسي حسب الآلية المعمول بها.

وأضاف والابتسامة مرتسمة على وجهه: أنا لا أخجل من عملي إطلاقاً، بل على العكس أكون فخوراً بأنني أخدم بلدي كي أراها نظيفة، وأعتبر نفسي أؤدي رسالة سامية بغض النظر عن كوني موظف بلدية وأتقاضى راتباً.



واعتبر الاحترام والتقدير الذي يتمتع به من كل المواطنين ورؤسائه في العمل أعظم مكافأة له، مشيراً إلى أن أي كلمة تشجيعية له خلال عمله ترفع من معنوياته وتجعله في قمة النشاط طوال اليوم.

وقال الطلّاع: أعتز بعملي ودوري كعنصر أساسي في الحفاظ على سلامة المجتمع والصحة والبيئة.

وأضاف: تشجيع أفراد أسرتي وعائلتي شكّل لي حافزاً ومنحني قوة ودافعاً كبيراً لمواصلة عملي والاجتهاد به والحرص على واجبي تجاه مدينتي بإخلاص وتفانٍ مهما كانت العقبات.





وعلى الرغم من أن الراتب الذي يتقاضاه الطلّاع قليل جداً مقارنة بالجهد الذي يقدمه؛ وهو 2500 شيكل (760 دولاراً) شهرياً، فإن بلدية غزة وبسبب الضائقة المالية التي تمر بها لا تدفع له سوى 50% من هذا الراتب.

وتمكن الطلّاع الذي يُعيل زوجين و17 ابناً أكبرهم هاني (30 عاماً) وأصغرهم جهاد 5 شهور من تربية أولاده خير تربية وتعليهم جميعاً في المستويات الأساسية وإدخال أكبرهم الجامعة حيث درس في كلية التجارة.

ويحرص الطلّاع على الاستمتاع بهوايته المفضلة رغم صعوبة عمله وهي القراءة والمطالعة سواء للكتب أو الصحف المحلية.

وقال: أحاول يومياً مطالعة الصحف المحلية التي أحصل عليها، وكذلك لدي وِرد أسبوعي بقراءة كتاب لزيادة ثقافتي.



ويطمح الطلّاع الذي أتم دراسته الابتدائية فقط، إلى إكمال دراسته والالتحاق بالجامعة حتى لو كان تقدم به السن.

وقال: ظروفي لم تسمح لي أن أكمل دراستي، ولكني سأتحين أي فرصة لإكمالها لدخول الجامعة.

وأضاف: طموحي دخول الجامعة والالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لأنني على اطلاع بشكل كبير على الوضع السياسي ولكني أريد أن أصقل ذلك بالتخصص والشهادة الجامعية.