السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مبدعون: الدراما الأردنية ساهمت في صون لغة الضاد.. والمشهد الأدبي متجدد يواكب الحراك الثقافي العربي

مبدعون: الدراما الأردنية ساهمت في صون لغة الضاد.. والمشهد الأدبي متجدد يواكب الحراك الثقافي العربي

بمناسبة احتفال المملكة الهاشمية بالمئوية الأولى منذ تأسيسها، أكد مبدعون ومثقفون وفنانون، استطلعت «الرؤية» آراءهم، أن الدراما الأردنية ساهمت في صون لغة الضاد وقدمت للمشاهد العربي الكثير من المسلسلات البدوية التي تعالج هموم الأمة وتلامس واقع المجتمعات وقضايا الشعوب.





وأشاروا إلى أن المشهد الأدبي الأردني يتسم بالتجدد وحضوره الواضح على مستوى العالم العربي من خلال الروائيين المبدعين الذين يمتازون بالإحكام السردي والابتكار والغرائبية، كما أن المشهد الثقافي الأردني يشهد حراكاً وتطوراً مستمراً يواكب الحراك الثقافي العربي، وذلك عبر الصالونات الأدبية الخاصة التي يمتلكها أصحاب الفكر والثقافة.





ولفتوا إلى أن الشعر الأردني يُظهر أيضاً تنوّعاً في الشكل الشعري، مع غلبة شعر التفعيلة على النموذج الشعري دون المساس بخصوصية القصيدة العمودية، وهذا يُبرز طواعية الفكرة الشعريّة للتشكّل في قوالب معاصرة.





دراما لغة الضاد

قال المخرج الإماراتي هاني الشيباني، إن الدراما الأردنية حلت في المرتبة الثانية بعد الدراما المصرية في فترة من الفترات على مستوى الوطن العربي، لافتاً إلى عمل سلسلة «المناهل» وإسهاماتها في صون اللغة العربية، و«دليلة والزيبق» وغيرها الكثير من الأعمال المميزة عربياً.

وأضاف: «على الرغم من التغييرات والتأثيرات التي مرت فيها الدراما الأردنية بسبب سحب بساط الدراما السورية البساط من تحتها، إلا أن جهود المخرجين والفنانين الأردنيين ما تزال حاضرة في كثير من الأعمال الدرامية والسينمائية العربية والخليجية، فالمخرج الأردني إسماعيل عنزور كان أحد أسباب انتشار الدراما السورية».

وحول الحضور السينمائي الأردني، وصفه الشيباني بأنه ما زال وليداً، ولكنه أصبح نشطاً مؤخراً مع مشاركات الأردن على مستوى الوطن العربي في مهرجانات سينمائية عدة، لافتاً إلى أن فيلم «ذيب» الأردني يعتبر فخراً لصناع السينما العرب، والذي جرى تصنيفه ضمن أجمل 5 أفلام عربية في الفترة الأخيرة.





كوادر متكاملة

بدوره، أوضح الفنان الإماراتي منصور الفيلي، أن هناك العديد من الأعمال التي جمعته مع فنانين ومخرجين أردنيين تميزت بأداء فني وروح فريق إيجابية، منها مسلسل «عبور» مع مجموعة من نجوم الإمارات وسوريا والأردن، إلى جانب تعاونه مع سامي العلمي، محمد الحكشي، شعلان دباس، إياد الخزوز وغيرهم.

وقال: «الأردن جميلة وبيئة خصبة لمشاهد تصوير جذابة، وتتميز بالكادر الفني المتكامل من ناحية التصوير والإخراج وغيرهما، وتحمل مقومات سياحية وفنية جميلة، كما أن مشاركات المبدعين الأردنيين مميزة على صعيد الأفلام القصيرة، فكنت عضو لجنة تحكيم بمهرجان مالمو السينمائي، وشاهدت فيلماً أردنياً جميلاً مشاركاً يتكلم عن قصة الأدب وقيمته في العالم العربي».





مسلسلات بدوية

أما الممثل المسرحي والتلفزيوني الأردني سعد أبو نجيلة، فقال: «كل عمل فني لي هو رسالة هادفة أقدمها للشعب وتتضمن الحديث عن هموم الإنسان الاجتماعية والاقتصادية بطرق كوميدية درامية، كما أنها توضح مراحل تطور المجتمعات العربية وخاصة الأردنية التي تزامنت مع تطور التكنولوجيا، خاصةً أن الأردن تميزت خلال 100 عام بتطور عمراني واقتصادي وسياسي، جعلها محط أنظار الجميع سياحياً، إلى جانب سعي الأردن الدائم لتحقيق السلام وحل الأزمات ومواجهة الإرهاب».

وذكر أن قائمة الأعمال الدرامية التلفزيونية الأردنية تطول خاصة المسلسلات البدوية التي تم إعادة إنتاجها، منها: «نمر بن عدوان، رأس غليص، وضحة بن عجلان الذي تم إنتاجه عام 1975 وهو من أوائل المسلسلات المصورة بالألوان، حارة أبوعواد، آخر أيام اليمامة، وعنبر ج».





أدب مبتكر

وعلى صعيد الأدب والرواية، قال الروائي الإماراتي عبيد إبراهيم بوملحة: «بمناسبة المئوية الأردنية، فنحن في الإمارات لا ننسى زهدي الخطيب أول مشرف للتعليم النظامي بالإمارات، وكان لي شرف أني التقيته، ويتميز المشهد الثقافي الأردني بحضوره الواضح على مستوى العالم العربي من خلال الروائيين المبدعين الذين يتسمون بالابتكار والغرائبية وأغلب رواياتهم تربط الواقع بالخيال ويتميزون بالإحكام السردي».





تطور مستمر

وذكر الكاتب الدكتور الإماراتي محمد بن جرش أن المشهد الثقافي الأردني في حراك وتطور مستمر، وما يميزه الصالونات الأدبية الخاصة التي يمتلكها أصحاب الفكر والثقافة والتي تقدم سلسلة من النشاطات الأدبية، وهذا ما يدل على الوعي الثقافي، إلى جانب نشاط وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية على مستوى عربي، وهو ما يدل على انفتاح المملكة الأردنية الهاشمية على الآخر، ونتمنى لهم المزيد من التطور والنجاح بالحراك الثقافي بمناسبة المئوية الأردنية.





حيوية وانفتاح

وقال الروائي الأردني جلال برجس، إن أبرز ما يميز المشهد الثقافي الأردني هو حيويته وانفتاحه الكبير على الثقافتين العربية والعالمية، وهذا الانفتاح بدأ مبكراً وظهرت نتائجه في كثير من الأعمال الأدبية مثل روايات (عقيل أبوالشعر) التي تعد علامة بارزة في تاريخ نشوء الرواية العربية، وأعمال (عرار) مصطفى وهبي التل الشعرية.

وتابع: «ظهر الأدب الأردني مع قيام الدولة الأردنية وأخذ يتميز بخصائص معينة ومر بكثير من مراحل التطور التي لم تنفصل عن الفضاءين العربي والعالمي، فحقق الكاتب الأردني حضوراً عربياً وعالمياً، وتُرجمت كثير من الأعمال الأدبية الأردنية إلى مختلف اللغات الحية، كما يشهد الأردن حركة ثقافية مهمة من حيث اهتمام المؤسسات الرسمية بالثقافة، وتعدد دور النشر ونوادي القراءة، والمؤسسات الأهلية التي تُعنى بالشأن الثقافي.





ثقافة تكاملية

بينما أوضح الكاتب والمخرج المسرحي المصري مجدي محفوظ: «يعتبر المشهد الثقافي الأردني جزءاً مكملاً للمشهد الثقافي العربي الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقافة العربية، بل استطاع أن يؤثر ويتأثر بتلك الثقافة من خلال المشاركات الثقافية المتنوعة والقادرة على إحداث نقلة نوعية فيها، كما شارك المبدعون الأردنيون في إثراء هذا المشهد من خلال الإنجازات المتنوعة التي قامت عليها الثقافة الأردنية من خلال مؤسساتها المتنوعة على مدى عقود طويلة لإثراء الحياة الثقافية».

وتابع: «من خلال مشاهدتي الكثير من الأعمال الأردنية والتي شاركت بها على نطاق محلي وعربي عبر أعمال مسرحية ودرامية، إلا أن مهرجان جرش يمثل طفرة نوعية في الثقافة الأردنية وارتبط العالم به لتنوعه في طرح الفنون المختلفة، والتي أثرت تأثيراً إيجابياً على المجتمع، إضافة للمؤسسات الخاصة التي تتبنى الكثير من الأعمال الفنية من أهمهما مؤسسة عبدالحميد شومان والتي ينسب لها الدور الكبير في إحداث نقلة نوعية في المسابقات الدولية المختلفة لتنشيط الحراك الثقافي والفني».





شعر ثري

فيما قال أستاذ النقد والأدب الحديث بجامعة البلقاء التطبيقية الأستاذ الدكتور عماد عبدالوهاب الضمور: «إنّ خطاب مئوية تأسيس الدولة الأردنية تجسّد بشكل واضح في القصائد الشعريّة التي نظمها الشعراء الأردنيون، حيث البداية كانت مع مجالس الأمير عبدالله الأول بن الحسين (1921) التي جمعت الشعراء العرب؛ لتكتسب هذه المجالس طابع التنوّع، والثراء الفكري الذي عكس رغبة في التحرر من قيود المستعمر، وتأسيس مملكة عربية هاشمية.

وأشار إلى أن الشعر الأردني في مئوية الدولة الأولى أظهر تنوّعاً في الشكل الشعري، مع غلبة شعر التفعيلة على النموذج الشعري دون المساس بخصوصية القصيدة العمودية، ورسوخ التراث فيها، وهذا يُبرز طواعية الفكرة الشعريّة للتشكّل في قوالب معاصرة، والخروج من دائرة التقليدية التي لازمته في فترة الإمارة، فضلاً عن أثر المعاناة وانعكاساتها النفسيّة في إثراء النص الشعري، وإكسابه أبعاداً فكرية خصبة.