السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

نقاد يحذرون المشاهدين: «البرومو» المشوق لا يضمن دراما تلفزيونية جيدة

توافقت آراء نقاد فنيين ومخرجين على أن البرومو، أو اللقطات الدعائية المروجة للعمل الفني، أداة جيدة من أدوات صناعة المنتج الدرامي، لا سيما في ظل ازدحام خريطة الدراما في السباق الرمضاني، لكنهم أكدوا أنه لا يضمن النجاح للعمل كما أنه لا يصلح لإعطاء أحكام مسبقة عن جودة العمل التي لا يمكن اكتشافها إلا بعد متابعة على الأقل الحلقات بعض حلقاته، محذرين المشاهدين من اختيار أو حتى استبعاد أعمال، بناء على انطباعات "البرومو".

وأكد فنانون ونقاد لـ«الرؤية» أن البرمو أداة جيدة لاستفزاز مشاعر المشاهد تجاه العمل لا سيما إذا قدم بطريقة احترافية مشوقة، مشيرين إلى أن معظم لقطات البرومو، تعتمد على جانب كبير من الخدع، فضلاً عن انها بمثابة تجميع "مخل"، للقطات معدودة، لكنها الأكثر إثارة من بين آلاف المشاهد، لافتين إلى أن انتشار استخدام السوشيال خلق نوعاً من الدعاية المجانية للأعمال الدرامية، على نحو يصب بالنهاية لصالح جهة الإنتاج، ومنصات البث، والقنوات الفضائية.





إثارة التساؤلات

يرى الفنان الإماراتي سعيد سالم، أن البرومو يثير لدى الجمهور الكثير من التساؤلات عن طبيعة هذا العمل، ما يؤدي لانتشاره لا سيما في السوشيال ميديا إذ كان معمولاً بطريقة احترافية جاذبة ومشوقة.

وأشار إلى أن البعض يقرر متابعة عمل ما من خلال البرومو، مؤكداً أنه والبوستر وسيلة جيدة للدعاية لأي عمل، لكنها ليست دليلاً كافياً للحكم على قوة الدراما أو ضعفها.



جدولة الخريطة

يصيب الزخم الكبير الذي تشهده خارطة الدراما العربية والتي تتجاوز في بعض الأحيان الـ80 مسلسلاً الكثير من المشاهدين بالحيرة، بحسب المخرج إبراهيم سالم، الذي يؤكد أن المشاهد يحتاج إلى خطة مشاهدة قبل بداية رمضان، حيث الكثير منهم لا يملك من الوقت ربما سوى 3 ساعات لمشاهدة هذه الأعمال، فهنا يأتي دور البرومو الذي يقدم نبذة مختصرة وجاذبة عن العمل.

وأشار إلى أن البرومو يقدم دعاية جيدة للمسلسل لا سيما في عصر السوشيال ميديا، لكنه لا يمكن أن يكون أداة للحكم على عمل، إذ كيف سنحكم على عمل من 30 حلقة عبر مقطع فيديو لا يتجاوز الثلاث دقائق على أكثر.





المتابعة أولاً

عاد انتشار استخدام السوشيال ميديا على المسلسلات بالكثير من الفوائد، حيث باتت الدعاية عملية سهلة ويسيرة وتصل إلى غرف المشاهدين من دون أي مجهود، بفضل البرومو، وفقاً للناقد الفني المصري محمد سيد عبدالرحيم.

وأشار إلى أن التعليقات السلبية أو الإيجابية على العمل عبر السوشيال ميديا، تعود بالنفع في الحالتين على العمل، حيث يحرص الكثير على متابعة العمل لمعرفة هل يستحق الضجة المثارة حوله، وهل في الانتقادات التي توجه إليه تحامل أم أنها محض افتراء.

وأكد أن الحكم على العمل لا يمكن أن يكون من خلال بوستر أو برومو بل عبر متابعته، وهو أمر يظهر جيداً بعد الحلقات الخمس الأولى، حيث يظهر جيداً إذ ما كان العمل قوياً أو غير ذلك.



أداة استفزاز

واتفقت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، مع الآراء السابقة، مشيرة إلى أن عرض البروموهات يؤثر بالفعل على نسبة المشاهدة، نتيجة المشاعر الإيجابية أو السلبية، لكنها ترى أنه لا يمكن الحكم على العمل من خلال برومو.





واعتبر الناقد الفني رامي عبدالرازق، البوستر أو البرومو، أداة استفزاز جيدة للمشاهد، حيث تثير فضوله كي يتابع العمل، سواء كان هذا البرومو ضعيفاً أو قوياً، مشيراً إلى أن له تأثيراً إيجابياً على نسبة المشاهدة مهما كان مستوى البرومو، لأنه يدفع المشاهد لمعرفة طبيعة العمل.

وأشار إلى أن الحكم على العمل، يكون في الحلقات الأولى منه، حيث إن أغلب البروموهات والبوسترات تكون بهدف استفزاز الجمهور لمشاهدة العمل، مؤكداً أنه نادراً ما يكون للبروموهات أو للبوسترات تأثير سلبي على العمل رغم قوة السوشيال ميديا، لكن التأثير يبدأ خلال الأسبوع الأول من ردود الفعل الحقيقية للمسلسل، وسنجد هذه الردود منتشرة بين جمهور السوشيال ميديا.





إثارة جدل

أكد الناقد الفني عصام زكريا أن البرموهات وأشكال الدعاية الأخرى لا غنى عنها في ظل الزحام الكبير الذي يشهده هذا الشهر على الفضائيات والمنصات، مشيراً إلى أن العمل الذي لا يثير الانتباه بدعايته ربما لا ينتبه له المشاهدون وسط هذه المنافسة الشرسة حتى لو كان جيداً.

وأشار إلى أنه يحدث أحياناً أن تمر حلقات كثيرة من مسلسل أو برنامج ما لم يسبقه دعاية جيدة قبل أن يدرك المشاهدون أنه جيد، لذلك تبذل شركات الإنتاج والتوزيع جهداً كبيراً وتنفق أموالاً كثيرة على الدعاية قبل الشهر الكريم.

وأوضح زكريا أن هذه الدعاية قد تتسبب في إثارة جدل كبير بين مرحب ومعترض، أو بين معجب وساخر، كما حدث هذا العام مع مسلسلات مثل «الملك» و«نسل الأغراب» و«بين السماء والأرض» و«ملوك الجدعنة» و«لحم غزال» وبرنامج مقالب رامز جلال، لكن بشكل عام، كما يقول خبراء «البيزنس»، لا توجد دعاية سيئة، فأي جدل تثيره الدعاية يعتبر إيجابياً، والمهم أن يتحدث الناس ويتذكرون اسم العمل، فهذا من شأنه أن يثير الفضول لمتابعته، على الأقل خلال الأيام الأولى من رمضان، إلى أن يحسم كل مشاهد رأيه في العمل، ويقرر أن يواصل المشاهدة أو ينتقل إلى أعمال أخرى.