الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بـ«ملاية لف وجلباب بلدي».. لمياء تصنع عرائس «كروشيه» بنكهة مصرية

درست لمياء عليان التجارة بجامعة القاهرة ودرست المُحاسبة، وفيما يبدو أن علاقتها بالفن دراسياً كانت معدومة فلم تُفكر أبداً في دراسة أي نوع من الفنون، رغم شغفها من الصغر بالمشغولات المصنوعة يدوياً سواء كان بالتريكو أو الكروشيه، فكانت تصنع عرائس مميزة لها ولصديقاتها وبنات العائلة باستخدام الإبرة والخيط أو بقايا أقمشة مُتبقية لدى والدتها، إضافة إلى أنها كانت حتى تصنع ملابس جديدة لكل عرائسها.



بالمصادفة وجدت لمياء أن لديها شغفاً خاصاً في تصنيع وتشكيل عرائس الكروشيه وأرادت أن تكون لها بصمتها الخاصة في هذا المجال، فاستوحت تصاميمها من التراث المصري والأفلام المصرية القديمة، حتى أنها ذهبت لتصميم شكل خاص للفنان الراحل عبدالفتاح القصري.





وتقول لـ«الرؤية»: «بالمصادفة أرت أن أشتري لسيارتي عرائس من الكروشيه كنوع من الزينة، لكنني تفاجأت أن المتاح والمُنتشر في السوق عرائس أجنبية فقط كباربي وغيرها، ففكرت أن أصنع عروسة مميزة وتكون مصرية بملامح خاصة حددتها بنفسي، لكن التجربة الأولى كانت فاشلة بكل المقاييس، لكنني لم أكف عن المحاولة مرات عديدة، واستعنت ببعض الفيديوهات على (يوتيوب) فكانت أول عروسة أصنعها لم أخجل من عرضها على صفحتي بفيسبوك».



وتُضيف «كنت أستعين بـ(بترونات) لمُصممين أجانب واكتشفت أنني حصرت نفسي داخل قالب محدد حتى وإن كنت أضع لمستي الخاصة أيضاً، فقررت أن يحمل المُنتج النهائي روحي وتصميمي من البداية للنهاية، خصوصاً أنني نجحت في تصميم عرائس مُشابهة لشخصيات حقيقية، ومن هنا تعمقت في كيفية عمل (الباترون) واختبرت ذلك أكثر من مرة، ثم جاءت صناعة عرائس بصبغة مصرية خالصة كمرحلة تالية ومُستمرة كإحياء للتراث المصري».





شاركت لمياء في عدد كبير من المعارض الدولية الخاصة بالتراث المصري، وحققت عرائسها انتشاراً كبيراً خصوصاً بين أوساط الشباب رغم أن البعض كان يحاول إحباطها بأن تلك العرائس لن تُحقق رواجاً.





وتتابع: "لكي أصنع عرائس تنتمي للتراث المصري كان لا بد أن أُشاهد عدداً كبيراً من الأفلام التسجيلية المصرية وكذلك بعض الأفلام القديمة المُميزة التي تُظهر الأزياء المصرية في مراحل مُختلفة، وكذلك (الإكسسوارات) في كل حقبة زمنية مختلفة".



لا تكرر لمياء العرائس فكل عروسة تكون مميزة بشكلها فلا تُعيد إنتاجها مرة أخرى وتُعطي لها لمسة خاصة بحيث لا يستطيع أحد تقليدها أيضاً، وهو ما حدث في شخصية عبدالفتاح القصري الذي حاولت أن تخرج بشكل كاريكاتيري مُبهج يُعبر عن روح الكوميديا للفنان الراحل، سواء اختيار شكله الخارجي أو ملامح خاصة ميزته مثل شكل عينه أو قصر قامته.

وتستطرد "أواجه بعض الصعاب في صناعة العرائس من عدم توافر بعض الخامات مثل الخيوط والسلك والشعر الذي نضطر لاستيراده، وأتمنى أن تكون ليّ بصمتي الخاصة في هذا المجال بإنتاج عرائس من الكروشيه تحمل الروح المصرية الخالصة".