الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

متجر إلكتروني وهمي لمساعدة ضحايا العنف الأسري في بولندا

متجر إلكتروني وهمي لمساعدة ضحايا العنف الأسري في بولندا

إزاء ارتفاع عدد حالات العنف الأسري أثناء فترة الإغلاق الشامل المرتبط بتفشي فيروس كورونا، أنشأت البولندية كريسيا باشكو البالغة 18 عاماً، موقعاً إلكترونياً يمد الضحايا بمساعدة سريّة ويقدّم نفسه على أنه متجر لمستحضرات تجميل.

وتقول الطالبة التي تعيش في وارسو «استوحيت الفكرة من فرنسا حيث تذهب النساء إلى الصيدلية لطلب القناع رقم 19 كطريقة للإبلاغ عن تعرضهن للاعتداء».

وتعتبر أن بولندا بحاجة أيضاً إلى هكذا نوع من الرسالات المشفّرة في زمن الوباء، إذ تبقى العائلات في المنازل على مدار 24 ساعة تحت سقف واحد، ما يزيد من مخاطر حصول توتر وعنف.

خلال فترة الإغلاق الأولى، لاحظ مركز حقوق المرأة، وهو منظمة بولندية غير حكومية، زيادة بنسبة 50% في الاتصالات إلى رقم الطوارئ الخاص به والذي يقدّم دعماً لمن يتعرض لعنف منزلي.

كما لاحظت منظمة الصحة العالمية زيادة في هذا النوع من الاعتداءات في أوروبا.



فريق من المتطوعين

وكانت كريسيا باشكو أنشأت متجر«البابونج وزهرة بانسي» على فيسبوك في أبريل 2020. وحمّلت كريسيا صوراً لصابون اللافندر وأقنعة تنظيف البشرة، ليبدو المتجر المزيف حقيقياً.

وبدلاً من التواصل مع البائعين، يقوم فريق متطوع من علماء النفس من مركز حقوق المرأة بالتواصل مع النساء اللاتي تعرضن للاعتداءات.

وتوضح كريسيا «إذا قدّم شخص ما طلباً مرفقاً بعنوانه، فذلك إشارة لفريق العمل بالحاجة إلى تحرك رجال الشرطة على الفور».

أما الأشخاص الذين يريدون التحدث عن مشكلاتهم فقط فعليهم طلب المزيد من المعلومات حول منتج ما، كإشارة لعلماء النفس لطرح أسئلة مشفرة مثل "كيف يتفاعل جلد الشخص مع الكحول؟ أو هل مستحضرات تجميل الأطفال ضرورية أيضاً؟".



مشورة مجانية

واستطاع الفريق مساعدة نحو 350 شخصاً حتى الآن، وتقديم مشورة قانونية مجانية واقتراحات حلول.

في هذا السياق، تُشير كريسيا باشكو إلى أنه «كلما زادت القيود، زادت صعوبة مغادرة المنزل ورؤية صديق مثلاً، فيزداد عدد الأشخاص الذين يتواصلون مع الفريق».

وتضيف «في أغلب الأحيان، يصبح المعتدون أكثر نشاطاً في الأوقات الصعبة، عند ارتفاع عدد الإصابات (بالفيروس) وتشديد القيود المفروضة وتزايد الخوف من الوباء».

غالبية الذين يتواصلون مع المتجر هن نساء دون سن الثلاثين تعرضن للاعتداء إما جسدياً أو معنوياً من الشريك أو أحد الأقارب. ودفعت ما بين 10 و20% من الحالات إلى استدعاء الشرطة للمساعدة.

وتذكر باشكو «امرأة شابة كان يراقبها شريكها باستمرار لدرجة أنها لم تستطع التواصل مع الفريق إلا عندما كانت تُحمّم طفلها». وقد حاولت المرأة فسخ علاقتها بشريكها سابقاً، لكن الأخير المدمن على الكحول رفض مغادرة المنزل.

وبفضل تدخل فريق المتجر الوهمي، جاءت الشرطة و«سلمت مفاتيح المعتدي إلى المرأة، كما أبلغته بالعواقب في حال عاد إلى المنزل».

وتقول باشكو «لحسن الحظ، تم وضع حدّ للعنف».