الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

بطاقات ألمانية للتهنئة برمضان تعزز ثقافة التنوع

»رمضان مبارك».. عبارة باللغة الألمانية يحملها 3 أطفال: بنتان، إحداهما ترتدي الحجاب والأخرى سمراء البشرة، وصبي يضع قوقعة طبية في أذنه لمعاناته من ضعف السمع، ومن حولهم الفوانيس والأهلة والنجوم بألوان مختلفة.. هذا التصميم هو محتوى بطاقة معايدة خاصة للتهنئة بقرب قدوم شهر رمضان المعظم، صممتها الألمانية «أنيكا كورتيه» (35 عاماً) لتهنئة الأطفال المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا.

أكدت «أنيكا» في لقاء مع «الرؤية» أن هناك ملايين من الأسر المسلمة في ألمانيا، الذين يعد شهر رمضان بالنسبة لهم أهم شهور السنة، «ولذلك رغبت في إعطائهم جزءاً من ثقافتهم بتصميم هذه البطاقات التي تحمل وجوه أطفال مختلفين لإظهار هذا التنوع الموجود في المجتمع».



وقالت «أنيكا» إنها تعمل منذ عام 2017 على مشروع خاص لمنتجات الأطفال بعنوان «إيلوي»، تنتج فيه تصميمات ولعباً وأفكاراً تعكس التنوع الثقافي في ألمانيا، وأنها بدأته بعد أن شعرت بأنه من الصعب جداً العثور على ألعاب وكتب ومنتجات أطفال باللغة الألمانية، تعكس التعددية الثقافية وتعرف بالهويات المختلفة.





وقد صممت أيضاً بطاقات للتهنئة بالأعياد المسيحية، وترغب في عمل بطاقات للمناسبات الخاصة بالأديان الأخرى، تقول: «عندما اكتشفت أنه لا توجد أي بطاقات للتهنئة بشهر رمضان، خاصة للأطفال، أردت تغيير ذلك». وبدأت في نوفمبر العام الماضي في التخطيط للفكرة بالتعاون مع صديقة مسلمة لها هي «أروى العبد»، المعلمة بإحدى المدارس النمساوية والتي تمتلك مدونة للأدب، واتفقت معها على شكل البطاقة التي تظهر الحجاب والفوانيس والبشرة الملونة والطفل من ذوي الحاجات الخاصة.

بطاقات بكل لون

وتضيف «أنيكا»: «بدأ الأمر عندما كنت أجهز لحفل عيد ميلاد ابنتي، وكنت أرغب في شراء بطاقات دعوة لإرسالها لأصدقائها تحمل صور أطفال تظهر تنوعهم، ولكني لم أجد أي بطاقات تحمل صورة لفتاة سمراء، فكلهم يحملون صور أطفال من ذوي البشرة الشقراء». من هنا قررت أنيكا تصميم الدعوات بنفسها وعليها أطفال من ذوي البشرة الملونة، الأمر الذي كان صداه هائلاً لدى العائلات الألمانية من أصول متنوعة، الذين أعجبوا بالفكرة وقرروا شراء هذه البطاقات المختلفة في الأعياد لأطفالهم.



صممت «أنيكا» ما يقارب 40 نموذجاً مختلفاً للبطاقات البريدية والملصقات منذ ذلك الحين تصور أطفالاً متنوعين، بغض النظر عن لون بشرتهم أو إعاقتهم أو شكل أجسادهم أو دينهم، بمشاركة زوجها «أولامدي فاجبوي» وصديقتها «جيسيكا كاسلبرانكو». وهم جميعاً يدركون أن التنوع إثراء، بما في ذلك التنوع الديني، ويرغبون في أن يتمكن جميع الأطفال بغض النظر عن معتقداتهم، من التعرف على أنفسهم في الرسومات التي ينتجها المشروع لأنه أمر يقوي ثقة هؤلاء الأطفال بأنفسهم وسط المجتمع الذي يعيشون فيه.