الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بالفيديو/ في رمضان.. الرزق زينة

قبل 5 سنوات بدأ عمرو الشيخ -صاحب محل لتصليح الملابس- عمله الموسمي في صناعة زينة رمضان من الفوانيس المصنوعة من السلك المعدني والمغطاة بقماش الخيامية، قبل أن تلمع في رأسه فكرة صناعة نماذج مصغرة لعربات بيع الفول، وعربات بيع المشروبات الرمضانية مثل التمر الهندي والعرقسوس.

يقول عمرو لـ«الرؤية»: إن شهر رمضان يمثل موسماً إضافياً للعمل، فالمصريون يحبون دائماً تزيين منازلهم وشوارعهم، وحتى المحلات في رمضان احتفالاً بالشهر الكريم، «وهو ما دفعني إلى احتراف صناعة الديكور الرمضاني بداية من الفوانيس التي كانت بداية عملي، وتطور الأمر لعربات الفول التي تنتشر في رمضان، باعتبار أن الفول الطعام الرئيسي لوجبة السحور، وكذلك عربات المشروبات الرمضانية مثل العرقسوس والتمر الهندي والتي تنتشر أيضاً بصورة كبيرة».





يصنع عمرو العربات من الخشب الذي يشتريه كقطع صغيرة، ويعهد به إلى نجار يقوم بصنع نموذج العربة، ثم يقوم عمرو بتغليفه بالقماش أو الملصقات الرمضانية الجاهزة، وبعدها يقوم بترتيب الزينة والإكسسورات، حيث يستخدم الدمى الصغيرة بعد تغليفها بقماش الخيامية أيضاً.

ويبتكر عمرو في استخدام الإكسسورات، حيث يستخدم إكسسوار الستائر بدلاً من «قدرة» -وعاء- الفول، وكذلك بدلاً من أوعية المشروبات الرمضانية، والأطباق المستخدمة في ألعاب المطبخ للأطفال ليضع عليها حبات الفول.

وبحسب عمرو، فإن الموسم الرمضاني لصناعة الزينة يبدأ قبل شهر رجب بنحو أسبوعين، وينتهي قبل بداية الشهر الكريم بثلاثة أيام فقط. إلا أن تخوف التجار مما حدث في الموسم الرمضاني الماضي، والذي توقف بصورة مفاجئة بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، جعل الموسم يبدأ متأخراً هذا العام، في شهر شعبان، إلا أنه يسير بصورة جيدة حتى الآن.





زينة الورق

في أحد شوارع منطقة «سوق السلاح» القديمة فيما يعرف بالقاهرة المملوكية، يقف أحمد أمير -صاحب محل للأدوات الكهربائية- ليعرض بضاعته من زينة رمضانية مصنوعة من الورق اللامع، ويقبل عليها الأهالي لتزيين الشوارع بها.

يقول أمير لـ«الرؤية»: «بداية من شهر شعبان يقبل أهالي المناطق الشعبية على تزيين شوارعها كعادة قديمة، حيث كانت الزينة تصنع من الورق الزائد على الحاجة الذي يقص على شكل فانوس، ثم يثبت على الخيوط باستخدام خليط من الماء والنشاء، ويقوم بها أطفال الشارع. ثم تطور الأمر لشراء الزينة الجاهزة التي تصنع من ورق بلاستيكي لامع».

ويقوم أمير بشراء الورق البلاستيكي اللامع من المصانع، ثم يقوم بتوزيعه على عدد من العمال، أغلبهم من النساء، ليقوموا بقص الورق وتركيبه على الفروع في المنزل مقابل أجر، ليصبح لديه مصنع كامل دون الحاجة لمكان. حيث يجمع الزينة التي تم الانتهاء من تصنيعها، ليعرضها أمام محله مقابل 15 جنيهاً للفرع الواحد، كما يقوم بتوزيع جزء منها للمحلات بسعر الجملة.

ولا يكتفي أمير بذلك، حيث يصنع أيضاً فوانيس من خشب وورق، حيث يبني هيكل الفانوس من الخشب ثم يغطيه بأكياس ملونة شفافة ولامعة من فائض مصانع التغليف، ويبيعها بأسعار تبدأ من 30 جنيهاً حسب حجم الفانوس، ومن يشتريها يشتري معها وصلة كاملة للإنارة تتكون من مصباح وسلك لإنارة الفانوس ليلاً





قماش خيامية

ومن سوق السلاح إلى شبرا الخيمة حيث تقيم نعمة سيد أو «أم منار»، كما اعتاد جيرانها مناداتها، والتي وجدت في صناعة الزينات الرمضانية وسيلة لتجاوز خسارتها في مهنة حياكة الملابس، التي قررت أن تعمل بها لمساعدة زوجها على تكاليف المعيشة.

تقول نعمة لـ«الرؤية»: «اشتريت ماكينة خياطة منذ 8 سنوات للعمل من المنزل في صناعة الملابس، ولكن بسبب انتشار الملابس الجاهزة، ورخص ثمنها نسبياً فشل المشروع في شهوره الأولى، فقامت صديقة لي بمساعدتي عن طريق تعريفي بأحد تجار الرايات والزينة الرمضانية وغيرها، حيث يحضر لي قماش الخيامية مقصوصاً على شكل مثلثات، لأقوم بعدها بتثبيتها على شرائط قماش عن طريق الماكينة، وأحصل على 3 جنيهات نظير صناعة فرع الزينة الذي يبلغ طوله 5 أمتار».

وتعمل نعمة لحساب تاجر كبير متخصص في صناعة الرايات الخاصة بالأندية الرياضية والدول لاستخدامها في البطولات الرياضية المختلفة، وقد بدأت قبل عامين في صناعة المفارش الصغيرة من قماش الخيامية تستخدم في تزيين الأثاث لحسابها الشخصي.

وتضيف نعمة: «رمضان شهر الخير لذلك يفتح الله لي باب الرزق فيه، فأصنع الزينة والمفارش، وأستطيع في هذا الموسم القصير نسبياً الحصول على دخل يكفيني لعدة أشهر».