الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

من عين الطائر إلى كارولينا ريبر.. مسابقات دولية لتناول الفلفل الحار بمقياس مليوني ريختر والضعفاء يمتنعون

من عين الطائر إلى كارولينا ريبر.. مسابقات دولية لتناول الفلفل الحار بمقياس مليوني ريختر والضعفاء يمتنعون

من يشاهد البريطانية سيد باتيل باربر تعاني من الألم الشديد وتشكو من تقلصات المعدة والدموع والعرق يتدحرج على خديها، يعتقد أنها في حالة مخاض، لكن مدرّسة الثانوي لم تكن كذلك، بل كانت تمضغ بصوت عالٍ فلفل كارولينا ريبر سيئ السمعة، أو الفلفل الأكثر حرارة في العالم والذي تبلغ قوته 800 مرة قوة مذاق الهالبينو، وتقاس شدته بـ2 مليون سكوفيل وهو مقياس يعادل ريختر في الزلازل!

لم تقبل باتيل هذا التحدي لمجرد «المتعة» بل لمحاولة للفوز بلقب بطل الفلفل الحار.





وتقام مسابقة سنوية للأكثر جرأة وتحملاً لتناول ذلك الفلفل الحار وتحمل كل تبعاته من دون صرخة ألم أو أنين أو شكوى هي لغير الله.. مذلة.

وأشارت صحيفة ذا صن إلى أن المسابقة التي تقام في بريطانيا والعديد من دول العالم، أصبح لها عشاقها سواء من المشاركين المغامرين أو المستمتعين بمشاهدة معاناة غيرهم في صمت، على طريقة «ابعد عن الشر وغني له»!

الطريف أن كل مشارك في المسابقة يكتب على نفسه إقراراً بتحمل تبعاتها، وأنه المسؤول عن أية أضرار تلحق به ومن بينها آلام المعدة أو القيء أو ما هو أكثر وأخطر من ذلك بكثير، وما خفي كان أعظم.





وشروط الاشتراك في مسابقة أكل الفلفل الحار بسيطة، أولها أن يكون بالغاً عاقلاً رشيداً، وأن يتناول ثمرة بأكملها على الأقل حتى الساق، دون التقيؤ، للتقدم إلى الجولة التالية.

ومع كل مرحلة متقدمة تزيد سخونة وحراة الفلفل، ويتم الحكم عليه ليس بمقياس ريختر، بل بوحدات سكوفيل التي تقيس توابل أو حرارة الفلفل الحار، حيث تصل قوة الجالابينو إلى حوالي 2500 إلى 8000، بينما يصل فلفل كارولينا ريبر إلى 2 مليون بمقياس سكوفيل.

ومع توالي المسابقة، يبدأ المشاركون في التساقط واحداً وراء الآخر، ويصبح قرار المواصلة حصراً على ذوي الإرادة القوية والتحمل الشديد، بينما يمتنع أصحاب القلوب الضعيفة!

ورغم أن سيد تربت على الطعام الحار، إلا أن الألم الذي تقاسيه من تلك الأنواع المدمرة من الفلفل لا يحتمل، ويجعل المرء يفكر ألف مرة قبل الإقدام على تكرار التجربة مرة أخرى، فالعمر ليس لعبة.

وتقول تلك السيدة إن الفلفل الحار بالنسبة لها أسلوب حياة، ولذلك نشأت وهي معتادة على تناول نوع فلفلBird's Eye أو عين الطائر الذي تبلغ قوته ما بين 50000 إلى 100000 سكوفيل، منذ كان عمرها 8 سنوات.





ورغم أنها حتى الآيس كريم تتناوله بصوص حار، إلا أن الألم بالنسبة لها، عادة يكون هائلاً لا يحتمل.

وهي تحذر: "نحن مثل مدمني الأدرينالين. مع الفلفل الحار تحصل على النشوة، والتشنجات تشبه آلام المخاض، وفي كل مرة أشارك فيها أنزل من المنصة بمساعدة أحد رفاقي، لأنني أكون ما زلت متأثرة من التجربة وأعاني من الدوار وعدم الاتزان، وأحياناً أفقد كل الإحساس بيدي، لذلك أضغط على قدمي، ولكني أصبر نفسي بأن ذلك سيدوم لفترة قصيرة" .

الطريف أن زوجها مايك بعد طول تمنع وتردد وافق على المشاركة في المسابقة ذات يوم، ولكنه بعد نجاته، اعتبرها نزوة غير قابلة للتكرار.

وتصف سيد شعورها قائلة: "الأمر في البداية يكون سهلاً، وفي النهاية يصبح لساني مثل الجمر أو الحمم البركانية، وأعاني من التشنجات والتقلصات".





ومن المحلية إلى العالمية، حيث اجتذبت سيد انتباه شركات الإنتاج التلفزيوني الذين دعوها للمشاركة في مسابقة دولية تنظم في أمريكا، وتذاع على الهواء مباشرة، ونقلوها بالطائرة إلى ساوث كارولينا، وهناك لم تصدق نفسها عندما التقت بطلها إد كوري الذي يعتبرونه «ميسي» الفلفل الحار!

وتشير سيد إلى أن أي طعام بالنسبة لها هو معتدل، وعندما تذهب للمطاعم تطلب أكثر أنواع الكاري حرارة وسخونة، ثم تطلب آنية من الفلفل، وتطلب المزيد عادة.

وهي تأمل في تحويل مهارتها وموهبتها في تناول الفلفل الحار إلى مهنة في نهاية المطاف، وإطلاق مجموعتها الخاصة من الصلصات، ونشر مقاطع فيديو للهواة والمحترفين عبر يوتيوب.





ولكي تبرئ سيد ذمتها، تنصح هؤلاء الذين يتطلعون إلى الانغماس في الهواية الحارة، كلما أكلت أكثر، زاد تحملك. دائماً ما أخبر الأشخاص الذين يتطلعون إلى زيادة الحرارة أن يأكلوا القليل، وغالباً ما يبدؤون بقرن فلفل واحد من نوع عين الطائر يومياً مع الطعام، ثم يزيدون الجرعة إلى اثنين، أو يضيفون الصلصة الحارة.

ولكنها مع إيمانها الشديد بفوائد الفلفل الحار، تحذر أصحاب القلوب الضعيفة والصحة الهشة أن يرأفوا بأنفسهم، وألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، ولا يخوضوها إلا إذا كانوا على مستوى عال من الاحتراف والقدرة والتحمل، لأن الألم عندما تشعر به، لا يستطيع أحد أن يوقفه أو يخمده حتى يتلاشى تدريجياً من تلقاء نفسه.