الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

شاب يجسد حزن أسرته على فراق والده في 3 لوحات زيتية

شاب يجسد حزن أسرته على فراق والده في 3 لوحات زيتية

قد يتمكن الإنسان من نسيان آلام الفراق وسط زحام الحياة إلا أنه نسيان مؤقت وتبقى ملامح الحزن على الوجوه خصوصاً إن كان الفقيد أباً يمُثل العالم كله بالنسبة لأطفاله الذين لن ينسوا فقد الأب في سنوات عمرهم الأولى رغم مرور الأيام.





وبالطبع كل له طريقته في التعبير عن هذا الفقد بصدقة جارية أو ترحم أو قراءة آيات القرآن الكريم أيضاً، والبعض الآخر يتذكر والده بتذكر المواقف والنصائح، أما خالد العجيزي فكان تذكره لوالده من نوع خاص، حيث عايش يوم وفاة والده فأصبح يوماً محفوراً في ذاكرته ومع كل يوم كانت ذكريات الفقد تُلقي ظلالها على بيت العجيزي من جدة مكلومة وزوجة ألقى فراق الزوج مسؤولية كبيرة على عاتقها.



وبعد مرور 10 سنوات على وفاة الأب قرر خالد رسم 3 لوحات مُختلفة جسدت حزن أسرته على وفاة الأب مُستدعياً إياها من مشاهد الذاكرة التي عاصرها وقت وفاة والدها حينما كان يافعاً لم يتخطَ عمره الـ14 عاماً.





ويقول خالد "تُوفي والدي وأنا في سن صغيرة، فكنت أصغر أشقائي، أحداث كثيرة مرت عليّ كنت أتمنى وجوده بشدة، كان كل شيء في حياتنا وبوفاته فقدت الحياة لذتها، قررت أن أخرج حالة الحزن التي عشتها بعد وفاته إلى الورق، وقررت معها أن أُصالح نفسي على حالة الفقد بعد مرور 10 سنوات على وفاته، وبالرسم حاولت أن أُشارك الجميع حالة الحزن التي قد نعيشها جميعاً عند فقد عزيز".





أبدع خالد في رسم اللوحات الثلاث وكأنه أراد أن يرى والده نجاحه حيث كان يُشجعه دائماً على تنمية موهبته في الرسم، وأكملت والدته المشوار حتى التحق الابن بكلية الفنون الجميلة واختار أن يكون مشروع تخرجه 3 لوحات زيتية أبطالها جدته وأمه وهو، كرسالة لوالده أنه حقق حلمه وأصبح فناناً تشكيلياً مُميزاً.

ويقول خالد "أردت التعبير عن حالة الحزن التي عشتها أنا وجدتي وأمي عقب وفاة والدي، فكان يُشجعني على الرسم منذ الصغر لذا أردت أن يكون تخرجي نتاج تشجعيه لي، أردته أن يكون موجوداً في تخرجي، وبالفعل حصلت على امتياز بنسبة 98% على مشروع التخرج".



تُجسد اللوحات الثلاث حالة الصدمة والتيه التي عاشتها أسرة خالد بعد وفاة الأب مع تفاصيل المنزل شديدة الخصوصية، وكيف ظهرت ملامح الحزن على الوجوه، أما اللوحة الأقرب لقلبه فكانت تلك التي ظهر فيها مع جدته وقد أمسكت في يديها ثمرة الرمان بينما هو شارد الذهن ينظر لصورة والده المُعلقة على الحائط في نظرة حب واشتياق، كأنه «يُناديه» ليُشاهد نجاحه.