الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

من فؤاد المهندس إلى رامز جلال.. كيف تطورت برامج المقالب؟

من فؤاد المهندس إلى رامز جلال.. كيف تطورت برامج المقالب؟

أصدرت الهيئة العامة للترفيه السعودية بياناً بشأن كواليس برنامج «رامز عقله طار»، الذي ترعاه الهيئة ويقدمه الفنان المصري رامز جلال، ويعرض على قنوات «إم بي سي»، وقالت الهيئة إن البرنامج يعتمد على عنصر المفاجأة من خلال استضافة نجم بحجة الاشتراك في موسم الرياض، ويتم استقباله بجولة يقوم بها الفنان السعودي الكوميدي حسن عسيري لتجربة الألعاب المثيرة.

ولفت البيان إلى أن البرنامج تم تسجيله على مدار 15 يومًا، ويقف خلفه فريق ضخم مكون من 200 شخص، مشيرة إلى أن موقع التصوير استغرق تجهيزه 40 يومًا، حيث صُمم وفقاً لأحدث تقنيات الهندسة في الإنشاء والبناء، مع الاستعانة بفريق أمريكي للخداع البصري بالإضافة لكوادر سعودية، وبكل الاستعدادات والتقنيات التي يتم استخدامها لخروج برامج مقالب رامز جلال المُتنوعة كل عام، يبقى السؤال.. كيف كانت برامج المقالب قبل رامز ومن بدأها؟

كان الفنان المصري فؤاد المُهندس أول من بدأ برامج المقالب على شاشة التليفزيون المصري وقدمها للمرة الأولى 1983 بإنتاج التلفزيون كأول برنامج كاميرا خفية في العالم العربي وليس في مصر فحسب.



وانفرد بعد ذلك الفنان إسماعيل يسري بتقديم برامج المقالب واستعان بالفنان محمود الجندي ليستكمل ما بدأه مع فؤاد المٌهندس وقد استكمل محمود الجندي ما بدأه المهندس، وقدم الكاميرا الخفية مع المخرج إسماعيل يسري بمكياج مختلف في مقالب تتحدث عن نوعيات من الأزواج كالعصبي مثلاً.





وبعد المهندس والجندي قرر إسماعيل يسري تقديم الكاميرا الخفية بنفسه مُستعيناً بالكاتب يوسف معاطي لكتابتها وتقديم البرنامج معه أيضاً، وكانت بداية التصوير خارج مصر واستخدام التقنيات الحديثة في تصوير برامج المقالب، حيث صور حلقات في مواقف طبيعية ومضحكة.





ومن إسماعيل يسري ظهرت برامج المقالب مع حسين مملوك ومنير مكرم في أديني عقلك، ومحمود الجندي وطلعت زكريا مع المخرج علي العسال.





" ببرببا..ببربابا.. هيااا«.. اللقطات اللي واخدينها كلها طبيعية والأبطال أنا وأنت وهي وهي.. خلي خلي بالك حنصور وأنت ولا على بالك»، جملة شهيرة عالقة في ذهن كل منا تُمثل الشعار الرسمي لبرامج المقالب أو الكاميرا الخفية وهي تيمة البرنامج الأشهر للكاميرا الخفية مع إبراهيم نصر والمخرج رائد لبيب.

في سلسلة مختلفة من المقالب التي كان المواطن هو بطلها في مقالب لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور، وقدم نصر خلالها شخصيات مُختلفة ما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور منها «زكية زكريا» و«نجاتى» و«تقاوي»، وأشهر إفيهات ما زالت مُتداولة في الشارع المصري بل والعربي منها «لما أقولك بخ تبخ»، و«حضرتك مُرتبط» و"يا زناتي انفخ البلالين عشان عيد الميلاد".



بعد ذلك كانت برامج المقالب اتجاهاً لعدد من النجوم لاستغلال علاقاتهم داخل الوسط الفني في إنتاج مادة مُختلفة تستهدف زملاءهم النجوم ومنها ما قدمه الفنان الراحل حسين الإمام من مواقف كوميدية كان ضحاياها زملاءه النجوم ومنها برامجه «حسين على الهواء»، و«حسين على الناصية»، و«كلام حسين»، و«ماتيجي أقولك»، و"عفاريت حسين".





كما قدمت الفنانة نشوى مصطفى برنامجاً كوميدياً حمل اسم نجومنا في اليابان اعتماداً على مواقف مُضحكة تقوم على إيهامها النجوم أنها مذيعة يابانية لا تُجيد اللغة العربية ضيوفها من النجوم ليكتشفوا في النهاية الأمر.

كما قدم المُخرج عمرو رمزي برنامج المقالب «حيلهم بينهم» والذي حقق انتشاراً كبيراً اعتماداً على استفزاز النجوم وإثارة حفيظتهم تجاهه، حتى أن بعضهم قام بضربه، وكان هذا البرنامج بوابة عمرو لدخول عالم التمثيل فيما بعد.





بعدها أصبحت برامج المقالب اتجاهاً لعدد كبير من النجوم للمُشاركة بها في الموسم الرمضاني كمحمد فؤاد وهاني رمزي، إضافة لبرامج كثيرة لم تُحقق نجاحاً كبيراً مثل «حيلهم بينهم من الآخر»، و «بين السما والأرض» وغيرها، إلى أن جاء رامز جلال ليستأسد ببرامج المقالب مُحققاً نجاحاً كبيراً فيها، كانت أول مواسمه "رامز قلب الأسد".

الباحث والناقد وسيم عفيفي يقول لـ«الرؤية»: إن برامج المقالب في الوقت الحالي اختلفت عن بداية ظهورها ففي الثمانينيات كانت فكرة المقالب تتركز على قاعدة واحدة فقط وهي «كوميديا الموقف» مع تلقائية المواقف البسيطة التي كانت قائمة على إحراج الضيف في موقف كوميدي لكن تحول الأمر من ذلك لإرعاب الضيف الذي تحول من مواطن عادي لنجم معروف.

وتابع: من الثمانينيات حتى الجيل الحالي كانت برامج المقالب 30 حلقة بـ 30 فكرة مع 60 لـ 90 مواطناً طوال أيام شهر رمضان بأفكار مختلفة ومتنوعة في كل حلقة، أما الآن فالمقالب تقوم على فكرة واحدة مع اختلاف الضيوف النجوم في الأساس.

ويُتابع "التصنع هو سيد الموقف في برامج المقالب في الوقت الحالي وهي السمة التي أصبح الجمهور يُدركها جيداً، ويستطيع استنتاج الأخطاء التي تؤكد أن الضيف يعرف المقلب مُسبقاً، كما أن برامج المقالب قديماً كانت تعتمد في المقام الأول على إظهار الفكرة بشكل يليق بالجمهور والفنان لكن الآن تحول الأمر لدفع أموال للنجوم للمشاركة في البرامج اعتماداً على شهرتهم التي يستغلها البرنامج أيضاً في مكاسب الإعلانات التي تظهر في فواصل البرنامج، لكن وبرغم ذلك يبقى رامز جلال من أنجح الفنانين الذين قدموا برامج الكاميرا الخفية في الوطن العربي".