الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بالفيديو/ سماح شاهين.. أنامل ناعمة تروض الخشب بيد واحدة

يقول المثل الشعبي: «العين بصيرة والإيد قصيرة» لكن قراءة قصة الفلسطينية سماح شاهين تثبت العكس وتؤكد أن اليد بصيرة أيضاً.

كادت الحيرة تحطم آمال سماح شاهين ابنة قطاع غزة، التي تعاني إعاقة حركية بيدها اليسرى منذ الولادة، جعلت حياتها تمر بجملة من محطات المغامرة لإثبات وجودها والحصول على فرصتها، متخطيه كل الحواجز ومحققه نجاحها في عالم النجارة.. كيف تخلصت من أثر الإعاقة ونجحت بيد لا تستطيع العمل في أن تجيد في عمل يعتمد بالأساس على اليد تلك قصة سماح ومن دعمها.

تعايشت سماح (42 عاماً) مع الواقع المفروض في قطاع غزة كغيرها من ذوي الهمم. وعلى الرغم من تأخرها في الدراسة، حققت حلمها في دراسة إدارة أتمتة المكاتب، لكنها صدمت بإغلاق الأبواب أمام حلمها في العمل. لكنها أبقت شعلة الأمل وظلت تحاول الحصول على فرصة، حتى حان الوقت الذي سارعت فيه للتسجيل بمشروع لذوي الإعاقة.

قالت سماح خلال لقائها مع «الرؤية»: «تفاجأت وضعي في تدريب خاص بالنجارة بواسطة ماكينات الحفر علي الخشب CNC في المشروع، وعشت خلاله حالة نفسية لا أحسد عليها، كنت أتقدم خطوة وأتراجع خطوات، أجد من يدفعني للاستمرار، وآخرين يحطمون طموحي، ما دفعني لتقديم طلب للإدارة بالانسحاب من المشروع، لكنه قوبل بالرفض». استمرت محاولاتها للتأقلم على الرغم من عبارات الإحباط التي كانت تواجهها.. «كيف بدك تتعاملي مع الآله وأنت معاقة، وهيك شغل بيحتاج قوة بدنية وأنتِ كمان مش مخلصة هندسة»... تلك العبارات كانت كفيلة أن تحطمها.

لا تستطيع سماح الاعتماد كلية على يديها، «اعتمادي عليها لا يزيد على 10%، شكل عائقاً حقيقياً، وكان ذلك سبباً مقنعاً يدفعني إلى التنازل عن الحلم، إلا أنني وجدت من مدربي التشجيع الكبير الذي كان السبب الرئيسي في تخطي كل الحواجز. فقد منحني فرصة العمل داخل ورشته الخاصة، بعد إيمانه بأعمالي وتجاوزي كل الحدود».

وبعد نجاحها في ترويض الخشب وتطويع يديدها للتعامل مع الماكينة، أنتجت سماح قطعها الخشبية، وبدأت تتجرأ على الخروج بأعمالها للجمهور، حتى يحين وقت مشاركتها بمعرض خاص بفنون السيدات، فأثارت إعجاب المؤسسة القائمة على إحياء المعرض، ما شكل نقلة في حياتها. فقد امتلكت الآلة الخاصة بها لتنطلق بمشروعها الخاص وتكون أول فلسطينيه تفتتح ورشة للحفر علي الخشب.

وبسعادة تقول: «بدأت أشعر بنجاحي عند رؤية منتجاتي وأعمالي داخل المحلات التجارية والمنازل، وبدأت توسيع دائرة أعمالي ونقش كل يخطر على ذهن الناس على الخشب وتحويله إلى قطع فنية».