الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

موريتانيا.. بوابة الصحراء الكبرى بشواطئ أطلسية ومحميات طبيعية

السياحة في موريتانيا تجربة ثرية ومتنوعة فهي نقطة التواصل بين العالم العربي وإفريقيا وتتنوع اختياراتك السياحية بها من مناظر طبيعية وتضاريس مترامية على أطراف الصحراء بوديانها وواحاتها، وكذلك الشواطيء الخلابة المُطلة على المحيط الأطلسي وتضاريسه الجبلية، والمحميات الطبيعية المُتنوعة ومُدنها القديمة التي كانت بوابة الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى، وفي موريتانيا عدة مواقع يمكنكم زيارتها في رحلتكم إليها نرصد لكم ثلاثة منها:



"ولاتة".. بوابة الصحراء


تقع "ولاتة" جنوب شرق موريتانيا على بُعد 400 كيلومتر من مدينة "تيمبكتو" الأثرية في وقد تأسست في القرن الخامس الميلادي كأحد أهم مراكز الإشعاع العلمي والديني في منطقة الصحراء الكبرى حتى أُطلق عليها "بوابة الصحراء"، ويجمع نمطها المعماري مزيج بين النمط الأندلسي وهندسة قصور الصحراء الصامدة لمواجهة الظروف المناخية القاسية.

وفي منازلها العتيقة ستستقبلك جدرانها من الطين الأحمر والمُشيدة من الحجر الجيري أما جدرانها الداخلية فتزينها الرسوم والكلمات المنقوشة بالخط العربي، أما أبواب المنازل العتيقة فُصنعت من السنط الأحمر الأصلي مؤطرة بزخارف ورسوم وأقواس وأشكال هندسية باللون الأبيض.



ولأنها كانت بوابة الصحراء فكانت كذلك مركزاً للإشعاع الحضاري الإسلامي فتضم المدينة مركزًا سياحياً لعناصر الثقافة المحلية والصناعات التقليدية، إضافة لمتحف للمقتنيات والأدوات النادرة وتحتفظ مكتباتها بآلاف المخطوطات التاريخية الأصلية التي تعود لعصر الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا.

وتٌعتبر ولاتة مقصداً للسياح فيمكن لزائرها التعرف على نمط حياة البدو منذ آلاف السنين، الزائر من التعرف إلى نمط حياة بدو الصحراء على هذه الأرض منذ آلاف السنين، فتأسرك لحظات الغروب وأنت تكتشف الصحراء بمكوناتها في رحلة على ظهر جمل، لتستمتع بالمشهد الأخاذ لعناق الصحراء بعذريتها الصارخة ورمالها الذهبية الساحرة مع غروب الشمس بقرصها البرتقالي.



محمية أركين


يعود تاريخ تلك المنطقة لأكثر من 10 آلاف سنة وقد شهدت حضارات مُتعاقبة ومازالت بعض شواهدها وآثارها باقية حتى الآن، وهناك تتعانق الحياة البرية مع البحرية ويشكل الإنسان عنصراً في معادلة عناصرها الأخرى البحر والصحراء والطيور والأسماك، حيث تُعتبر المحمية وسطاً بيئياً ملائماً لتكاثر الأسماك التي عرفت الشواطئ الموريتانية بكثرتها وجودتها وسجلتها منظمة اليونسكو كتراث إنساني عالمي.

وتمتد "آركين" بطول الساحل الموريتاني على مسافة 200 كيلومتر وهي مقصد ملايين الطيور المُهاجرة من سيبيريا وشمال أوروبا، ويوفر مناخها المُعتدل ومياهها الساحلية المعتدلة مكاناً مناسباً لنمو وتكاثر الأحياء البحرية خلال مواسم التزاوج، كما تحوي أنواعاً نادرة من الكائنات البحرية كالدلافين والعقارب البحرية وسمك البوري الأصفر، وسمك السلّور والسلاحف البحرية وغيرها.

كما يمكنكم التمتع برحلة صيد بدائية مع السكان المحليين التي قد تتسم بالغرابة بالنسبة لكم، حيث يعتمدون بالصيد بطرق بدائية بمساعدة الدلافين والتي يرتبطون معها بصداقة حميمة مُنذ آلاف السنين والتي يُقدر عددها بالآلاف، وبموجب هذه الصداقة يسوق الدلافين كميات هائلة من الأسماك من أعماق البحر إلى الشاطىء حيث ينتظر صيادو "الإيمراغن" بفارغ الصبر، مع ترديدهم أغنيات وأهازيج خاصة يُقال أنها التي تجذب الدلافين للخروج مع كميات هائلة من الأسماك.



حديقة "الجاولينغ" الطبيعية


على ضفاف نهر صنهاجة، وفي عمق الأراضي الزراعية الخصبة عند مصب النهر في المحيط الأطلسي، تقع حديقة "جاولينغ" الطبيعية في أقصى الجنوب الغربي للجمهورية الإسلامية الموريتانية في مقاطعة كرمسين بولاية الترارزة على الضفة اليمنى لدلتا نهر السنغال، وقد تم إنشاء الحظيرة الوطنية لجاولينغ في عام 1991 لمُواجهة التأثيرات السلبية على البيئة التي نجمت عن إقامة سد "دياما" على نهر السينغال وقد تمثلت تلك التغيرات في تدمير كل الأنظمة البيئية مما نجم عنه اختفاء أو انقراض جميع الحيوانات والنباتات التي كانت موجودة في المنطقة، ومع انشائها عاد للنظام البيئي عافيته

وتتميز الحديقة بتدفق الشلالات من الوديان والبحيرات فتشكل لوحة فنية مُبهرة تُحيطها النباتات والعشب والأشجار إضافة للجروف الصخرية التي تعلوها الكثبان ومن بعيد تجد قرى الصيادين والمزارعين وقطعان الماشية، فتضم اللوحة كل أوجه النشاطات الحياتية في آن واحد.

وتضم "جاولينغ" 250 نوعاً استثنائياً من الطيور من بينها طائر مالك الحزين، واللقلق، والبلشون الأبيض، والنعام والأوز والبط البري والمائي، وأنواع متعددة من الحيوانات والكائنات البحرية، وتمثل نموذجاً حيّاً عن الحياة البرية في غرب إفريقيا، وعدد كبير من الثدييات المُهددة بالانقراض والسلاحف والثعابين.