الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بالفيديو.. فانوس رمضان «أبو شمعة» ينشر البهجة في قلب القاهرة

امتلأت شوارع منطقة باب الخلق الشعبية في قلب العاصمة المصرية القاهرة، بمستودعات تراصت عليها الفوانيس التي ترتبط بشهر رمضان الكريم، حيث مازال يتوافد المصريون لشراء الزينة ومستلزمات الاحتفال الأخرى الخاصة بالشهر الكريم، رغم مرور 6 أيام على الشهر. وامتلأت شوارع الدرب الأحمر بمنطقة باب الخلق، بالألوان لتخلق لوحة مبهجة.

هاني صلاح أبو العدب 34 سنة، تاجر فوانيس يقول لـ«الرؤية»: «أخذنا صناعة الفانوس من العصر الفاطمي، وأدخلنا عليها بعض التعديلات، ففي كل عام نضيف تعديلاً جديداً، لتكون لدينا تشكيلة متنوعة من الفوانيس، التي يقبل عليها الجمهور».

وأشار إلى أن موسم العمل يبدأ في منتصف شهر رجب، حيث يبدأ في التجهيز، وإنهاء اللمسات النهائية للفوانيس، قبل أن يبدأ عرضها خلال شهر شعبان حيث يتوافد الراغبون في الشراء على الشارع الشهير بصناعة زينة رمضان.



ويضيف «هاني» إن زبائنه كثر منهم من داخل مصر، حيث يصل الفانوس الذي يصنعه إلى مختلف محافظات الجمهورية، كما يصدره إلى خارج مصر، مشيراً إلى أن الإقبال لا يزال كبيراً على الفانوس القديم بالمعروف بـ «أبو شمعة»، رغم مرور السنوات ووجود أشكال جديدة لكنه يظل هو الأساس.

ويتابع، أنه أضاف هذا الموسم 3 أشكال جديدة للفوانيس فقط، حيث إن لديه مخزوناً كبيراً من العام الماضي، الذي شهد انتشار فيروس كوفيد 19 وما صاحبه من إجراءات احترازية، حالت دون بيع ما صنعوه من فوانيس في رمضان الماضي، الذي لم يشهد أي إقبال أو بيع، على النقيض من الموسم الحالي، الذي يشهد الآن رواجاً نسبياً.



فيما يقول خالد فاروق 50 عاماً، صاحب محال لبيع الفوانيس، إن التجار فتحوا أماكنهم هذا العام بشكل أكبر من العام الماضي، حيث بدأ نزول الناس لشراء الفوانيس، بعد أن كانوا «محبوسين» في بيوتهم العام الماضي بسبب الإجراءات الاحترازية الخاصة بكورونا، حيث كان الجميع يلزمون بيوتهم منذ الرابعة مساء، أما الآن فالجميع يفتحون محلاتهم وسرادقاتهم حتى العاشرة مساء، والناس تتوافد حتى هذا الوقت.



ويضيف فاروق لـ«الرؤية»، أن أشهر من صنع الفوانيس في رمضان بمصر بشكله الحالي شخص يدعى «رجب عتريس» من محافظة الجيزة، حيث يعتبر من أسس لصناعة أشكال الفوانيس المصرية المعروضة، لافتاً إلى أنه ابتكر وأضاف أكثر من شكل للاحتفال برمضان هذا العام، إلى جانب الفانوس، منها سرادقات الخيامية، وأشكال بوجي وطمطم، والفانوس من الصفيح الأبيض المدمج بالزجاج الكحلي، وصينية الكنافة التي تلف، إضافة إلى مدفع رمضان، مشيراً إلى أن كل هذه المنتجات يتم تصنيعها بأيد مصرية، باستثناء الماكينات الصغيرة التي يتم الذي تركيبها داخل الفانوس لتطلق الأغاني الرمضانية فهي مصنوعة في الصين.



وتابع، أن الإقبال ما زال كما هو على الفانوس المصري الصفيح، فلم يستطع أحد تقليده حتى الآن، وهناك طلب عليه من الدول العربية، لافتاً إلى أن تصنيع فانوس الصفيح يأخذ نحو 6 مراحل لتصنيعه، ويستغرق تصنيع 100 فانوس منها 25 يوماً.



وتحظى عائلة «أبو العدب»، بمكانة كبيرة في سوق الفوانيس في «باب الخلق»، حيث يقول «وليد أبو العدب» 43 عاماً، إنه ورث المهنة أباً عن جد متابعاً: «أبي عمل في المهنة، وعمره الآن 75 عاماً، فيما عمل جده بالمهنة حتى وصل عمره 109 أعوام، ومن قبله والد جده الذي عمل بالمهنة حتى بلغ عمره 135 عاماً»، لافتاً إلى أن المهنة عائلية، ورثوها عن أجدادهم من العصر الفاطمي، حيث وجدوا أنفسهم يعملون بها جيلاً وراء جيل.



وتابع «أبو العدب»، لـ«الرؤية»، إن الفوانيس الصاج لم تنقرض، خاصة أن الشباب طوروها، وابتكروا أشكالاً جديدة، وأضافوا لها الليزر والبلازما، لافتاً إلى أن له زبائن غير مصريين كثر، حيث يقبل بعض الأجانب الذين يعملون بمصر من الأمريكيين والألمان، والألمانية تشتري منه، وكذلك عدد من الدول العربية، حيث يورد منتجاته للأردن والكويت والإمارات، على شراء الفوانيس.



لذا فهم راضون عن البيع هذا الموسم، حيث باعوا مخزون العام الماضي الذي تراص في المخازن بسبب فيروس كورونا.