قليلة هي الأعمال الكوميدية على خريطة رمضان 2021، خاصة بعد تقلص الأعمال الكوميدية المصرية الملحوظ هذا العام، نتيجة الفشل الذي منيت به أعمال كوميدية كثيرة في العامين السابقين.
فالكوميديا قد تبدو سهلة لا تحتاج سوى لممثلين موهوبين وحبكة بسيطة ومواقف تقليدية تنبع منها الفكاهة بشكل تلقائي، ولكن هذه الخلطة لا تفلح في كثير من الأحيان حتى لو توفرت لها كل العناصر المطلوبة، لأن هناك كيمياء سحرية سرية في الكوميديا لا يمكن تعمدها أو التنبؤ بها.
واحد من الأعمال التي توفرت لها هذه الكيمياء مسلسل «حامض حلو» العراقي، الذي حقق موسمه الأول منذ عامين نجاحاً عربياً مفاجئاً، وضع الدراما التلفزيونية العراقية تحت دائرة الضوء.
يشهد موسم رمضان الحالي عرض الموسم الثاني من المسلسل الذي تنتجه MBC العراق، بنفس فريق عمل الموسم الأول تقريباً: المؤلف حسين النجار، المخرج أسامة الشرقي ونفس فريق الممثلين إحسان دعدوش، علي جابر وآلاء حسين، وعدد من نجوم الكوميديا العراقيين.
عناصر النجاح الثلاثة متوفرة في «حامض حلو»: الممثلون الموهوبون، حيث يتمتع الأبطال الثلاثة الرئيسيون بحضور كوميدي وقدرة على التلون والتنكر والإلقاء وإرسال النكتة وتلقيها، الحبكة لم تزل كما هي، وهي عدم وجود حبكة بل مواقف كوميدية تقليدية منفصلة متغيرة تحتوي على إمكانيات لا نهائية لحكي قصص قصيرة ضاحكة، رجل يعيش مع زوجته وأمه، لا يستطيع أن ينضج أو يواجه المشاكل والمتطلبات اليومية بسبب تدليل أمه الزائد وادعائه الدائم للبطولة.
وكل حلقة تضم عدداً من القصص مدة كل منها حوالي 5 دقائق، أما مدة كل حلقة فلا تزيد على 30 دقيقة من بينها أغنية المقدمة الخفيفة المرحة، التي يغني خلالها كل ممثلي المسلسل، والخاتمة المميزة التي تحتوي على بعض اللقطات المضحكة للممثلين من كواليس تصوير العمل.
في الموسم الثاني يحتفظ صناع العمل بشخصيات من الموسم الأول، منهم سعدون الحائر بين زوجته وأمه، وعبو الأبله، وفقرة «جاي وجذب» للرفاق «الفشارين» على مقهى «أبوصادق»، إضافة لبعض الشخصيات الجديدة.
معظم هذه الشخصيات يجمع بينها حب التظاهر والادعاء، ورغم أن المسلسل يركز على كشف هذه العيوب الاجتماعية الخطيرة إلا أنه لا يقتصر على ذلك، إذ يقدم بعض الفقرات التي لا تهدف سوى للضحك.
ولكن من خلال مشاهدة الحلقات الثلاث الأولى من العمل يمكن ملاحظة أنه يحتاج لمزيد من الجهد ليصل إلى مستوى الموسم الأول.