الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الابتهالات غناء الروح في رمضان

يتنافس أهل الطرب في تقديم الابتهالات الدينية، التي ترتبط بالحالة الروحانية التي تسيطر على نفوس الجمهور في أيام الشهر الفضيل. وأصبحت هذه الابتهالات بمثابة هدايا المطربين لمستمعيهم في رمضان، حيث يغتنمون فرصة التواصل معهم خلال طيلة الشهر الفضيل خاصة قبيل الإفطار وقبيل السحور.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلن عدد من مطربي الوطن العربي استعدادهم لطرح الابتهالات، منهم المطرب المصري الشهير بهاء سلطان، الذي أعلن أنه يحضر مفاجأة لجمهوره خلال شهر رمضان هذا العام، وذلك بعد تقديمه ابتهالاً دينياً بعنوان «سيدي يا رسول الله» منذ عدة أشهر. حيث يسعى سلطان لتنفيذ أعمال جديدة يعود من خلالها للظهور في هذا الموسم بعد غياب عن المشاركة بأعمال فنية في رمضان دام لسبع سنوات، بالإضافة إلى تسجيل الأذان بصوته خلال رمضان ليبثه على منصات التواصل الاجتماعي.

كما يستعد نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر لطرح دعاء ديني جديد تزامناً مع حلول رمضان بعنوان يا رب يا رحمن، من كلمات الشاعر محمد الجبالي، وألحان حنين علي.

في حين فضّل بعض الفنانين عدم الإعلان عن التواشيح التي سيقدمونها لتكون مفاجأة لجمهورهم مع ليالي الشهر الفضيل، ومن المنتظر أن تشهد الساعات الأولى من اليوم الأول بث مجموعة من الأغاني والابتهالات الجديدة لمطربي الخليج والوطن العربي.

صلة وثيقة

المنشد العالمي سامي يوسف يقول إن إقبال أهل الطرب على الإنشاد الديني نتيجة مباشرة للصلة الوثيقة التي أصبحت تربط الموسيقى بفنون الإنشاد، «فكبار الموسيقيين يستقون أحياناً الأنغام من التواشيح والإنشاد الصوفي وتساهم في تغذية حسهم الموسيقي والفني، خاصة المطربون الذين تكون خلفيتهم دينية ويجيدون ترتيل القرآن».

وأوضح أن الدمج بين الموسيقى وفنون الإنشاد أصبح أمر طبيعي، فقد اقترنت الموسيقى دائماً بطقوس التعبد في الأديان المختلفة، «كالموسيقى الكنسية والأجراس على سبيل المثال، وتنغيم الأذان في المساجد الإسلامية، فالموسيقى هي غذاء الروح».

فن الصوت والنغم

ويرى الملحن الإماراتي إبراهيم جمعة أن فنون الإنشاد الديني تطورت بشكل كبير على أيدي الموسيقيين، الذين حركوا أسلوب الإنشاد والذكر خارج الدائرة الساكنة النمطية، «بتنويعات نغمية وإيقاعية حية، نابعة من التراث الشعبي، لتتحول الابتهالات إلى فن متكامل مهندَس يعتمد الكلمة والصوت والنغم والإيقاع والتوزيع، وليس مجرد أشعار يتلوها المنشد مرتجلاً».

وأشار إلى أن مطربي هذا العصر نجحوا في تقديم صورة مشرفة للأغنية الدينية معتمدين على مختلف الآلات الموسيقية والتقنيات الحديثة، «لمخاطبة روح الشباب وتقريب المستمعين من هذه النوعية من الأغاني، منهم المطرب الإماراتي حسين الجسمي وأحلام وفايز السعيد الذين حققوا نجاحاً كبيراً في تقديم الابتهالات الدينية».

وأوضح جمعة أن هناك الكثير من المقامات الموسيقية التي يعتمد عليها المطربون في الإنشاد الديني أو الابتهالات، مثل الحجاز والبياتي الحسيني والنهاوند والكورد، مؤكداً أنه لون فني مهم يساهم في غرس المعاني السامية وإشباع النفس، خاصة في أيام رمضان، "لذلك يحرص أهل الفن، مطربون وموزعون وملحنون، على تقديم هذه النوعية من الأغنيات الدينية والأدعية والابتهالات الدينية".

إرثنا الثقافي

فيما أوضحت السوبرانو ورائدة الغناء الأوبرالي العربي هبة القواس أنها تجد في الابتهالات الدينية التي يقدمها المطربون فرصة حقيقية لاستعادة إرثنا الثقافي وموروثنا الديني، وهذا ما قدمته العام الماضي خلال أمسيتها «ابتهال»، التي جاءت في ظل معاناة العالم من جائحة كوفيديد-19، وقدمت فيها أعذب الابتهالات ومفردات التسبيح والمناجاة التي تمد المستمع بالعزيمة على التخطي في سبيل عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.

تقول القواس: «كانت لي تجربة مميزة بتصوير الفيديو الخاص الارتجالي (الله يا الله)، الذي عرض عبر المنصّات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والشاشات العربية خلال شهر رمضان المبارك، والذي حمل أبعاداً روحانيّة صوفيّة إنسانية عميقة في عناق فنّي مع الموسيقى، نقلت رسالة طمأنة ودعاء للإنسانية وهي تمر بالمحنة الأصعب في تاريخها الحديث».