السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

باستثناء «حرقة» و«كان يا ماكانش».. المسلسلات التونسية.. كثير من الدراما قليل من الإبداع

لم يمنع فيروس كوفيد-19 المنتشر في تونس شركات الإنتاج التلفزيوني من تحقيق رقم قياسي في عدد الأعمال الرمضانية لهذا العام، حيث يقتصر الإنتاج التلفزيوني في تونس على رمضان دون غيره من أشهر العام.

وقد تنوّع الإنتاج التلفزيوني الموزّع بين 10 فضائيات تونسية بنسب متفاوتة، بين المسلسلات الدرامية و الكاميرا الخفية والسلاسل الكوميدية. ورغم كثافة الإنتاج هذا العام، وبعد أسبوع من انطلاق الموسم، يمكن القول بشكل عام إن اغلب ما تقدمّه الفضائيات إلى حد الآن ضعيف أو متوسط المستوى، باستثناء مسلسل «حرقة» «الطريق إلى المجهول»، الذي حاز ما يشبه الإجماع بالتفوق.

في هذا السياق قال المخرج التلفزيوني في القناة الأولى (حكومية) نجيب مناصرية: «الكم الهائل من العناوين خلق التنافس وقدم جيلاً جديداً من المبدعين»، ولكنه يستدرك في تصريحه لـ«الرؤية» قائلاً، إن الأعمال الكوميدية سقطت في الابتذال والإسفاف والرداءة ولها تأثير سلبي خاصة على الأطفال. «فحتى إذا كان الموضوع طريفاً فإن المعالجة الفنية جاءت ضعيفة وسطحية». ويستثني مناصرية مسلسل «حرقة» وسلسلة «كان ماكانش» على الوطنية الأولى، ومسلسل «الفوندو» على الحوار التونسي.

غياب الجودة

وفي السياق ذاته يقول المخرج السّينمائي سمير الحرباوي إن أعمال رمضان كشفت غياباً كبيراً للسيناريو والحكاية والحبكة، مضيفاً أن أغلب الأعمال تبحث عن تحقيق أعلى صفقات الشهرة، لذلك تميل إلى التسطيح والتهريج لتحقيق نسب مشاهدة عالية، بغض النظر عن الجودة الفنية.. «ولكن الاستثناء حسب تقديري كان مسلسل حرقة، فهذا العمل فيه جهد حقيقي وكشف عن مخرج محترف وكاتب سيناريو متميز نجحا في تحويل تراجيديا الحرقة من الواقع اليومي إلى الشاشة».

ويرى المخرج المسرحي حسام الغريبي أن أعمال رمضان هذا العام كشفت عن نقص فادح في الخيال، وأزمة كتابة في مستوى السيناريو، يستثنى من ذلك مسلسل «حرقة» وسلسلة «كان ما كانش التي أكدت أن عبدالحميد بوشناق مخرج ذكي، ومتمكن من أدواته الفنية كمخرج وهذا هو سر نجاح أعماله السابقة»، حسب قوله لـ«الرؤية».

رمضان الوفرة

واعتبر الممثل التلفزيوني والمسرحي إكرام عزوز، الغائب هذا العام عن الفضائيات التونسية والحاضر في ليبيا، أن رمضان الحالي استثنائي في مستوى وفرة الإنتاج والجودة الفنية أيضاً مثل سلسلة 1616، وكان ما كانش، ومسلسلات الفوندو وأولاد الغول وحرقة.

فيما قال القاص وكاتب السيناريو لسعد بن حسين إن مسلسل حرقة لم يقنعه، رغم تميزه في التصوير والإخراج، مشيراً إلى أن هنته الرئيسية في السيناريو.

وأضاف لـ«الرؤية»: «إن مسلسل الجاسوس هو في الحقيقة مونودراما تلفزيونية وقائم على شخصية الممثل الواحد»، لكنه اعتبر أن وفرة الإنتاج هذا العام تحوّل نوعي في تاريخ الدراما التونسية في انتظار أن تتجاوز موسمية رمضان، "إذ لا نجد أي إنتاج تقريباً خارج رمضان، وهي ظاهرة يبدو أنها خاصة بتونس دون غيرها من البلاد العربية”.