الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

برلين.. جدار وقصور وجزيرة للمتاحف

تمارس برلين اليوم سحرها الخاص بتاريخها الحافل، والتغيرات السريعة التي حدثت بها خلال الثلاثة عقود الماضية، وبعد ما يقرب من 30 عاماً من سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا، تظل العاصمة مدينة شابة ديناميكية ومتجددة وعالمية في قلب أوروبا، وجهة للتنوع والاسترخاء والراحة بمبانيها العريقة وواحاتها الخضراء المنتشرة في كل بقاعها.

وبعد أن كانت رمزاً للانفصال، أصبحت برلين أيقونة للوحدة، ووجهة سفر وسياحة شهيرة، تستقطب الضيوف الذين لا يهتمون فقط بتاريخها وثقافتها، بل أيضاً بنمط حياة سكانها.

فما الذي يجعل برلين جذابة للغاية؟، الإجابة تحيل إلى التنوع والتباين والإمكانيات الهائلة التي لا تنضب لهذه العاصمة هي التي تثير حماس زوارها باستمرار، يسعدون بمزيج التاريخ وروح العصر، والطيف الواسع من الفن والثقافة والموسيقى والترفيه والتسوق.

وحقيقة فإن هناك عوامل كثيرة تسهم في تكوين السحر الخاص للمدينة بداية من المناظر الطبيعية والفنادق الحديثة وتنوع مطبخها، وكلفتها المناسبة مقارنة بالوجهات السياحية الأخرى في أوروبا، إضافة إلى المشهد الإبداعي من موسيقى الروك ومهرجانات متعددة.

عندما تم اتخاذ القرار بنقل الحكومة الفيدرالية إلى برلين، حان الوقت لإيقاظ مبنى الرايخستاغ من سنوات سباته الطويلة في المنطقة العسكرية بين جانبي الجدار، ومنذ ذلك الحين تم تحديث المبنى بالكامل، ويمكن لزوار الرايخستاغ اليوم أن ينظروا من القبة الزجاجية للمبنى للتمتع بإطلالة شاملة على المدينة الصاخبة.

بينما تشكل بوابة براندنبورغ نقطة جذب مميزة في برلين، وهي الآن موطن للعديد من المباني المهمة في المدينة مثل فندق أدلون التاريخي، وأكاديمية الفنون.

فيما يعد برج برلين التلفزيوني الأطول في ألمانيا، ورابع أطول برج في أوروبا، ويرتفع لمسافة 368 متراً، ويمتاز بتصميم عصري رائع، ويعد من أبرز المقاصد السياحية في برلين وألمانيا.

وتعتبر ساحة جندرمانماركت واحدة من أكثر الساحات المذهلة في المدينة، وتقع في منطقة ميت المركزية، وعلاوة على متعة التسوق بها، تضم 3 من أكثر الأمثلة الرائعة للهندسة المعمارية في العاصمة، دار الحفلات الموسيقية التي صممها شينكل، والكاتدرائيتين الألمانية والفرنسية.

وبقبتها الرائعة، تجسد كاتدرائية برلين مثالاً رائعاً على فن العمارة في أواخر القرن الـ19، وبالقرب منها يوجد أيضاً المتحف التاريخي الألماني وجزيرة المتحف.

بينما يقع النصب التذكاري لجدار برلين بين منطقتي ويدنج وميت، ويتألف من النصب التذكاري لضحايا الجدار، ومركز التوثيق وكنيسة المصالحة، ويحرص السياح على زيارة البرج والتقاط الصور التذكارية.

ومن أهم الوجهات السياحية في المدينة، قصر شارلوتنبرغ الذي تأسس في القرن الـ17 على الطراز الباروكي المعماري الشهير، ويضم مجموعة فريدة من الأواني والخزف واللوحات الفنية، وتقع في وسطه حديقة رائعة بجوار نهر سبري.

وتعتبر جزيرة المتاحف واحدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو وموطناً لأهم مراكز المعارض في المدينة: متحف Altes، متحف Neues، متحف بودي، متحف بيرجامو، والمعرض الوطني للتراث.

ويحظى متحف الشمع (مدام توسو) بشهرة عالمية واسعة لأنه يضم مجموعة من التماثيل الشمعية لأشهر شخصيات العالم، ويهوى السياح زيارته لالتقاط الصور التذكارية وبثها على السوشيال ميديا، بصحبة مجموعة من الزعماء والشخصيات العالمية التي تكاد تنبض بالحياة.